بين عثرةٍ ونهوض..

بالعربي - كتبت نور محمد: 

بين حائلٍ وجدار هناك الكثير منا يتعثر في طريقه وينهض من جديد بيدٍ مكسورة أو حتى قدم مبتورة، العظيم أنّه وقف بعد كل هذا الوجع والشَتات، والجميل أن يجد يداًّ تصافحه ليستند عليها ويتكئ من ضجر الحياة .

إنها لحظة المخاض كما وصفها الكثيرون ..

فلا بُد لهذا الجنين أن يخرج إلى النّور على الفور، سواء كانت ولادتُه عادية مُتيسّرة ..أو قيصرية مُتعسّرة .. المهم أن يخرج هذا الكائن إلى الحياة، أمَّا عن اسمه و رزقه وأجله فهي مسائل سوف تتضح معالمها بعد الولادة، يشبه ذلك طفلاً يخطو أولى خطواته على أرضية الأدبّ، و لو يعلم الأديب خطورة فنّه لسكت دهرًا قبل أن يكتب حرفًا ! و لطالما أمسى هذا الوجود المتصف بالقُبح أن لا يقبل هذا الوليد الذي يمكنك لو اقتربت منهُ قليلًا، وتفهمت طبيعة المنشأ الخاصة بهِ، لوجدته يحمل مضمونًا و فكرًا جميلًا و روحاً تتصف بالبساطة، رغم هشاشة بعض السطور، يجدر بك أن تتحمل وتقوي هذا الضعف منك وفيك، إليه تتناول بعض الجرعات المدعمة بالمقويات الفكرية، بعد كل هذا الخذلان المرصع من القريب قبل البعيد لتكمل طريقك الى الرشد وتعمل لمساندة طفلك وتقوي بنيته ومناعته الضعيفة، وتتصدى لكل من يحاول إيذائه بحقده وقلة انسانيته، تعاهد روحك على أن لا تضعف أمامه ولا تتركه.

كانت ردّة الفعل من مستوياتٍ مختلفة عنيفة اتجاهه،  بعضهم كان كمن يتشجأُ أمام الأنف بمبادىء كريهة، ويجبرنا على احترامها وتقديرها .

وبحكم أن الطفل حديث الولادة بعد فإنه يجدرُ بنا أن نتحمّل بعض "النقاد" بأفكارهم اللا منطقية، والخالية من الإفادة والحِكمة، وإظهار الذات، مستغلين البداية وأول النهوض  كمن يريد منا بين ليلةٍ وضحاها دفع الطفل إلى نهاية الطريق دون أن يتعثر فيتعلم كيف يخطو إلى النهاية , بخطواتٍ حَذرة .

وتكبر البساطة التي تترعرع فينا... 

والحلم يكبر ويصبح شيخاً من عصارة الأحاسيس المرسومة وعنقود الياسمين الدمشقيّ، ونفتخر بالمولود البسيط بعد ما كنا ننعتة بالضعيف أصبح بقوة الحصان، بإخوته الأحد عشرة الذي أنجبتهم بحبّ، ورحم كصخور القمر، ما زلنا نؤمن بالبساطة التي تجعل الانسان ناجحاً ومميزاً .

ليصرخ الناقد ويقول " لا تزيد الملح على المقال ولا تثير الأدب في الطبخ ! "