كونيستيون توماس.. رحلت من نصبت خيمتها الى جانب خيامنا

بالعربي- كتبت دعاء سيوري:

في العاصمة الأمريكية "واشنطن" وتحديداً خلف البيت الأبيض في شارع بنسيلفانيا 1600،جلست السيدة كونيسيتيون توماس هناك لأول مرة قبل (34 عاما)،لم تبارح خيمتها الصغيرة ومقعدها الخشبي المهترئ من ذلك الحين حتى وفاتها أول أمس الإثنين،تاركة وراءها مئات العبارات التضامنية مع الفلسطيين وكل وطن عربي مفجوع  بالمآسي والإغتيالات والتدخلات الأمريكية.

تنام كونسيتيون ذات الأصول الإسبانية بخيمتها الصغيرة المصنوعة من البلاستيك،وبقدميها النحيلتين و أوشحتها التي تغطي شعرها الأبيض تحتج على قتل الاحتلال للفلسطينيين وحيازتهم أسلحة تهدد حياة البلاد العربية المجاورة .

لا يكاد يمر عربي من هناك أو أي وفد سياحي إلا ويلتقط صورة تذكارية مع السيدة الثمانينية وخلف خيمتها التي علقتها بالرسائل التضامنية والتعليقات الثورية الرافضة للتدخل الأمريكي بالعالم .

عدت صاحبة الملامح المجعدة أطول معتصمة في التاريخ،حيث أقامت خيمتها منذ أحداث "صبرا وشاتيلا"،حيث كان الرئيس الأمريكي رونالد ريغان يسكن البيت الأبيض آنذاك،ومع صدور قرار لحظر  التظاهر إمام البيت الأبيض منذ تفجيرات أوكلاهوما عام 1995 لم يستطع أي شرطي أو رئيس أمريكي تعاقب على حكم الولايات المتحدة إزاحتها من مكانها،حيث عرفت بمعارضتها للسياسة الخارجية الأمريكية وتدخلات حكومة بلادها في مصير الدول .

وحفظت هذه السيدة الزائرين الدائمين إلى البيت الأبيض والمقيمين فيه وبعض أسراره الصغيرة التي رفضت أن تصرح بها يوماً إلى وسائل الأعلام .

وفي رحيلها المفاجئ خسرنا نحن الفلسطينييون إحدى أهم أعمدة التضامن في الولايات المتحدة، وأحدى أهم المعالم الإنسانية التي تذكر حكومة بلادها بضرورة إرجاع حقوق الفلسطييين التي سلبها الإحتلال الإسرائيلي وضرورة عودة أكثر من 7 مليون لاجئ فلسطيني لا زالوا  مشردين في الشتات .

وداعاً جميلاً وهادئاً كونسيتيون