مصطفى الخواجا يكتب- أيّها المغرّدون خارج السرب.. عودوا لرشدكم

بالعربي: مؤخّرًا؛ بتنا نلاحظ أفكارًا وطروحاتٍ "ممجوجة" من قبل "مثقفين" يطرحون أنفسهم أوصياء على شعبنا الفلسطيني، ويتملكّهم "الحرص الشديد" على أبنائه وسمعة نضاله ومقاومته، يحمّلون فيها مسؤولية ارتقاء الشبّان والشابات الفلسطينيين، خاصة من ينفّذون عمليات فدائية ضد الاحتلال الصهيوني؛ لوسائل إعلام فلسطينية تتبنى المقاومة وترفع شعار "الإعلام المقاوم".

الاحتلال هو المسؤول الأوّل والأخير عن جرائمه بحق الكلّ الفلسطيني، لكّن البعض يحاول إمّا بقصد أو سذاجة، تنفيذ أجندات مشبوهة تُسهم في حرف البوصلة وبالتالي توجيه أصابع الاتهام للضحية بدلًا من الجلّاد الصهيوني، وذلك بتخصيص مساحات من وقته وجهده لنقد الإعلام الفلسطيني المتابع لمجريات الأمور أولًا بأول، والذهاب لاتهام "الإعلام المقاوم" بـ "التحريض".

ولترويج الفكرة عُقدت ندوات ومؤتمرات، وتبع ذلك تقارير وحلقات تلفزيونية وأخرى مكتوبة، أو من خلال منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأنوّه هُنا إلى ما رشح عن خطّة وضعها الصهيوني "غرشون باسكين" تهدف لثنيّ الشبّان الفلسطينيين عن "الانخراط في تنفيذ عمليات" من خلال حملة "توعية" ينفّذها كُتّاب وشخصيات فلسطينية (اشترطت عدم كشف هويتها)، وبتمويل أوروبيّ، حيث عقد لهذه الغاية اجتماع في القدس المحتلة.

السؤال المطروح الأن، وبقوة: هل بات التحريض والحضّ على المقاومة جريمة في عرف من يسمون أنفسهم إعلاميين فلسطينيين؟! هل هُم مقتنعون فعلًا بما يرددون؟ أم أن هذه الطريقة الوحيدة التي يضمنون بها استمرار تدفق أموال الدعم الأمريكي والأوروبي لمؤسساتهم ومشاريعهم التي ينتفعون من بقائها؟! فليصارحونا بذلك. ليخجلوا على أنفسهم ويتنحوّا جانبًا.

ثمّة فئة محسوبة على الصحفيين والمثقفين الفلسطينيين، ارتضت أن تكون محل شبهة ومحل شك؛ وذلك بتبرير جرائم الاحتلال ونزع الجرم الصهيوني عن الكيان، وإلصاقه بالإعلامي الفلسطيني الذي يتحدّى كل ظروف القهر ومحاربة الاحتلال؛ ليكشف جرائم الاحتلال وينقل للعالم أجمع مواقف البطولة التي يجسّدها الفلسطيني في كل يوم تطلع شمسه.

نصيحة أخيرة: قفوا إلى جانب شعبكم، وكونوا عونًا له في تحقيق آماله وتطلعات نحو الحريّة، وإذا ما أزعجتكم مواكب وأعراس الشهداء؛ فاذهبوا بعيدًا. ففلسطين لن تُحرر إلّا بالتضحية بكلٍ غالٍ ونفيس، ولن يحررها من يخشى على وظيفته، ويحرض على تدفّق أموال الدعم الخارجيّ لمؤسسته ولمنظومته التي يعتقد واهمًا أنها ستحقق له دولة. ذلك لن يحدث إلّا بسواعد رجالٍ حملوا أرواحهم على أكفّهم. وانطلقوا..