عيدٌ حزينٌ ينقصك يا ليث

بالعربي-كتبت رنين الخالدي : 

لم نكن نعلم أن عيد الفطر الماضي قبل 70 يومًا.. سيكون العيد الأخير الذي نحتفل فيه و نقضي أوقات جميلة برفقتك يا ليث.

لم نكن نعلم أن رصاصة ذلك الجندي الصهيوني الغادرة التي أصابت جسدك، ستخلدك شهيداً وستحرمنا من رؤيتك، ستحرمنا من ابتسامتك، من كلماتك، ومن لطفك.

انه العيد الحزين، الذي يحمل في طياته وجعاً وألماً و حنيناً يكسر عظام الصدر، قست علينا الحياة كثيرا عندما جاء هذا اليوم، أصبح الحزن ملازمًا لنا في كل أوقاتنا .. لقد تركت فراغاً كبيرًا جدًا في غيابك يا ليــث.

كان ليث في كل عيد يستيقظ مبكراً، يلبس أجمل ثيابه ويضع عطره المفضل، ثم يوقظ والده وأخوه للذهاب لصلاة العيد، يعود ليث من الصلاة لينشر الفرح بالعائلة، يعيّد علينا فردًا فردًا من كبيرنا إلى صغيرنا نمازحه ونطلب منه العيدية لأنه كبر، و أصبح شابُا يبتسم تلك الابتسامة الساحرة و يقول "بعد 4 سنوات عندما أصبح عاملُا سأعيّد كل فتيات العائلة" ثم يلهو معنا في جمعتنا و ويشاركنا أحاديثنا وضحكاتنا، ونلتقط الصور التذكارية.. و يذهب ليكمل عيده مع أصدقائه.

كان ليث الأول في معايدته على العائلة والأصحاب، الأول في التألق والأول في الابتسامة ليتها بقيت تنير حياتنا.
لكن اليوم ليث لم يستيقظ و لم يلبس أجمل ثيابه، و لم يوقظ أباه ولم يعييد علينا .. كان علينا نحن أن نستيقظ ونلبس ثم نذهب لزيارته في العيد هذه المرة.

لا ادري كيف تبدلت وتغيرت هذه الطقوس من فرح وابتسامة إلى حزن ووجع كبيرين في أعماقنا لا يمحاه الزمن، ولكن نعيش على ذكراه الجميلة وابتسامتك الأجمل.

كيف يأتي الحزن مثقلاً بالهموم يدخل يبننا يستقر في قلوبنا، ولا يجعل للفرح مكاناً.. فقد بدء الفصل الدراسي في المدرسة و ليث لم يحضر، و جاء العيد الآن و ليث لم يعد يحضر، فماذا بعد؟ لن يحضر في اي مكان .. فهو اختار أن يكون في مكان أفضل، فالشهادة حلم عاش معه، ولم يفارقه لا في واقعه ولا في منامه ..