ما بين “داعش” و”إسرائيل”.. روابط وأهداف مشتركة

بالعربي:كتب أمير ابراهيم:  تحدث الكثيرون منذ ظهور تنظيم داعش الإرهابي في منطقة الشرق الأوسط عن وجود عدة قواسم مشتركة تجمع الكيان الصهيوني وهذا التنظيم المتطرف، وتأكدت هذه الأحاديث عبر البيان الذي صدر عن داعش شهر أغسطس الماضي، حيث أكدت صراحة أنها لن تقاتل الكيان الصهيوني بدعوى أن تحرير الشام أولى من الأراضي المحتلة بفلسطين، ومن هنا بدأ البحث عن القواسم المشتركة بين داعش وإسرائيل.

يمكن إجمال هذه القواسم المشتركة في عدة نقاط أبرزها الاعتماد على المرتزقة سواء كان في الجيش الإسرائيلي أو عناصر داعش الأجنبية التي تقاتل مقابل الحصول على أموال معينة، كما أن التنظيم الإرهابي والكيان الصهيوني اشتركا في تنفيذذ عدة جرائم ضد الإنسانية ترقى لمستوى جرائم الحرب سواء ضد الفلسطينيين من جانب إسرائيل أو ضد المواطنين في العراق وسوريا على أيدي داعش، أضف إلى ما سبق سرقة الأرض في فلسطين من أجل إقامة الدولة اليهودية والعراق وسوريا من أجل انشاء “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.

الاعتماد على المرتزقة

يعتمد الجيش الإسرائيلي بشكل رئيسي في هيكلته على الجنود المرتزقة الذين يتم إلحاقهم بصفوف جيش الاحتلال مقابل الرواتب الشهرية التي يحصلون عليها، حيث يمثل الأفارقة الذين هاجروا إلى الكيان الصهيوني ومن ثم انضموا إلى صفوف الجيش نسبة كبيرة بين مقاتليه، وكذلك معظم مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي مرتزقة انضموا إليه مقابل الحصول على بعض الأموال بشكل منتظم، ما يجعل العناصر المرتزقة قاسما مشتركا بين جيش الاحتلال وتنظيم داعش.

جرائم الحرب

يشترك تنظيم داعش الإرهابي وجيش الاحتلال الصهيوني في ارتكاب كل منهما انتهاكات واعتداءات ترقى لمستوى جرائم الحرب سواء كانت ضد الفلسطينيين بأيدي جنود جيش الاحتلال، أو ضد المواطنين العرب في العراق وسوريا من قبل عناصر تنظيم داعش الإرهابي، فأما عن جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين فهي كثيرة تتنوع بين الاعتقال والقتل والتهجير وإغراق القرى وهدمها على رؤوس المواطنيين، وكذلك يعدم التنظيم المتطرف مئات الأبرياء سواء المدنيين أو العسكريين في المناطق التي يقتحمها ويسيطر عليها.

التطرف الديني

يزعم تنظيم داعش أنه يسعى إلى إقامة دولة الخلافة الإسلامية، لكن هذه السلوكيات التي يتبعها عناصر التنظيم بعيدة كل البعد عن الإسلام وتعاليمه السمحة، والأبعد من ذلك أن التنظيم المتطرف يحاول إلصاق الجرائم التي يرتكبها بالإسلام والسيرة النبوية مستشهدا ببعض الحوادث الفردية أو التفاسير المغلوطة المتشددة، وكذلك قيام الكيان الصهيوني جاء بمزاعم دينية أبرزها ما يعرف بالوعد الإلهي واستنادا لبعض فقرات التوراة ونصوصها المحرفة، ومن هنا يتضح أن الكيان الصهيوني والتنظيم المتطرف يستندان إلى اعتبارات مغلوطة وفهم خاطئ لتعاليم الدين الإسلامي أو نصوص التوراة.

سرقة الأرض

قيام الكيان الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط جاء نتيجة سرقة الأراضي المحتلة في فلسطين، وكذلك نشأة التنظيم الإرهابي في العراق وسوريا جاءت عقب سرقة بعض الأراضي والسيطرة عليها، ومن هنا تبرز هذه السمة المشتركة بين ظروف قيام ونشأة الكيان الصهيوني الذي اعتمد في البداية على العصابات الإرهابية أمثال الهاجاناة وتنظيم داعش المتطرف.

تغيير جيوسياسي

يلتقي الكيان الصهيوني وتنظيم داعش الإرهابي أيضا في هدف نشأة كلا منهما، فقيام إسرائيل بمنطقة الشرق الأوسط كان الهدف منه إحداث تغيير جيوسياسي بالمنطقة العربية وخريطة الشرق، وكذلك الآن تواجد تنظيم داعش وانتشاره في بعض المناطق في سوريا والعراق وليبيا هدفه إحداث تغييرات جيوسياسية في خريطة الشرق الأوسط والمنطقة العربية عبر إعادة رسم هذه الخريطة مجددا كما حدث عقب الإعلان عن قيام الكيان الصهيوني عام 1948.

مقاتلة محور المقاومة

معركة جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ البداية موجهه ضد محور المقاومة والممانعة بشكل خاص وهو ما يتجلى بشكل رئيسي خلال الفترة الراهنة، حيث تتمركز معارك الاشتباك بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في الجولان السورية، وأيضا تنظيم داعش لا يوجه بندقيته نحو الاحتلال أو جنوده بل ضد الجيوش النظامية في المنطقة خاصة تلك التي توجد في دول الممانعة ومحور المقاومة أمثال العراق وسوريا، ما يعني أن التنظيم الإرهابي والجيش الصهيوني يعملان على تحقيق هدف واحد وتصويب البندقية نحو هذا العدو المشترك.

رفض شعبي

الجرائم التي يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي يرفضها المسلمون في كافة أنحاء دول العالم ويرون أنها لا تمت لتعاليم الدين بأي صلة، لان دين الإسلام يقوم على الرحمة لا تعذيب البشر وزهق أرواحهم دون وجه حق، خاصة وأن الإسلام أكد كثيرا على حرمة الدم وقتل النفس بغير وجه حق، وكذلك هناك بعض المنصفين من اليهود يرفضون الصهيونية وتعاليمها التي يرتكب الجيش الإسرائيلي بناء عليها الكثير من الانتهاكات والمجازر ضد الفلسطينيين.

الطائفية

يجتمع تنظيم داعش الإرهابي والجيش الصهيوني في استهداف الأقليات سواء كانت العربية داخل الأراضي المحتلة بفلسطين على أيدي جنود الاحتلال، أو الأقليات التي توجد داخل العراق وسوريا أمثال الإيزيديين أو المسيحيين على أيدي تنظيم داعش المتطرف، فتنظيم داعش والجيش الصهيوني يتبنيان نظرة طائفية في العمليات التي ينفذونها.