يجب وقف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية

بالعربي: كتب محمد عصيدة: منذ انشاء السلطة الفلسطينية في اعقاب اتفاق اوسلو 1993 والذي كان محطة مهمة في تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ونحن نتلقى دعما من الدول المانحة، ومقارنة مع عدد السكان فالشعب الفلسطيني قد تلقى ما يوازي ٢٥ ضعف ما تلقته الدول الاوروبية من خلال مشروع مارشال في اعقاب الحرب العالمية الثانية.

احيانا يكون من الصعب على قيادتنا انتقاد ذاتها فتتهرب الى انتقاد الدول المانحة لعدم الوفاء بالتزاماتها. التقارير حول فساد المسؤولين في السلطة الفلسطينية ترعبني كمواطن فلسطيني، احد أهم التقارير حول الفساد كان التقرير الذي نشره الاتحاد الاوروبي حول فقدان ٢ مليار يورو من اموال المساعدات بين الاعوام ٢٠٠٨-٢٠١٢.في فبراير ٢٠٠٦ كشف النائب العام الفلسطيني احمد المغني في مؤتمر صحفي انه يحقق في ٥٠ قضية تمت فيها اختلاسات كبيره تفوق ٧٠٠ مليون دولار من موازنة السلطه، منها ٣٠٠ مليون في قضية واحده، والسؤال المنطقي، في أي نظام سياسي يحق لشخص واحد التصرف بمبلغ ٣٠٠ مليون دولار بدون رقابة؟.

ان المساعدات الدوليه وسوء ادارة المال العام هي التي شجعت على الفساد بالدرجة الاولى، قبل قيام السلطة الفلسطينية كان الاقتصاد الفلسطيني مقارنة بالاقتصاد الاسرائيلي 05:01 اما اليوم فهو 20:01 والسبب هو الفساد اولا واخيرا وذلك اذا اخذنا بعين الاعتبار أن ترتيب السلطة الفلسطينية ضمن قائمة اكثر الدول فسادا جاء بالمرتبة 52، فكيف يعقل ان يكون الوضع الاقتصادي للمواطن الفلسطيني تحت الاحتلال افضل منه تحت حكم السلطة الفلسطينية؟.

أيضا،
الحكومة تشتكي من العجز في الموازنة وشركة الكهرباء تشتكي من الديون المستحقة، وهذ كله تضليل للشعب، على الحكومة اولا محاربة الفساد بدأ من مؤسسة الرئاسة الى ابسط موظف في السلطة لتحصل على الشرعية لتخاطب الشعب، وهنا لا اتكلم عن شرعية الانتخابات بالدرجة الاولى، ومن يكترث للديمقراطية المفقودة عندما لا يجد الخبز.

أولويتنا يجب أن تكون الاصلاح الاقتصادي، وكأحد الشباب الفلسطيني فانا لا ارى بالمصالحة اولوية بل عبأ على موازنتنا العامة، ولا أرى بحكومة التوافق أولوية ولا أرى في الانتخابات أولوية، ولماذا اكترث بكل ذلك عندما يكون 47% من الشباب الفلسطيني ساع للهجرة، ولماذا اكترث اصلا اذا اتفق فسادان؟. لدينا احد اعلى معدلات البطاله في العالم 16% في الضفة و اكثر من 27% في غزة، وفي نفس الوقت نتكلم عن فساد بمئات الملايين، ونتكلم عن عشرات الاف الفلسطينيين يذهبون كل يوم للعمل في مدن ومستوطنات اسرائيلية،ولسخرية القدر فحتى عدد من أنصار حماس الذين ينادون بتدمير اسرائيل يخاطرون بالذهاب لتل ابيب للبحث عن عمل ويصورون سقوط الصواريخ على مكان عملهم مهللين، ونحن كشعب اصبح لدينا انفصام في هويتنا نتجاهل هذه الحقائق وكأن شيئا لم يكن، كل ذلك ليس لاننا لا نملك المال والموارد الكافية، بل لاننا نملك نخبة سياسية فاسده أهدرت المال العام واستهترت به.

وهنا لا اتجاهل اننا نعيش تحت الاحتلال، لكن الاحتلال ليس مشكلتي الوحيدة انما احد المشاكل، فلقد تحولنا الى شعب كسول يعمل من الساعه 8-2 ويشتكي من ضغط العمل، اصبحنا جميعا نعيش على المساعدات الدولية، اصبحنا شعبا اتكاليا وعالة على الشعوب الاخرى نلومهم ونسبهم اذا تاخروا في ارسال الاموال لنا. اي شريعة تسمح لنا بأن نعتقد أن لنا حقا في مشاركة هذه الشعوب لقمة عيشهم واموال ضرائبهم؟. ربما اذا توقفت المساعدات واصبح علينا ان نواجه مصيرنا قد نتحول الى شعب عامل منتج.