ليبرمان والبغدادي و"كيد الجارات” في قطع الرؤوس ...

بالعربي- فرح مرقه: 

امتحان اللغات وليبرمان..

لم يستطع أن يخفي وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان “غيرته” من الخليفة المُبتكِر أبو بكر البغدادي، كما لم يستطع أن يسكت عليها، فأخرج عباراته الدالّة عليها في أول مناسبة، لتبدو القصة بلا مبرر إلا “الكيد والبلا” مثل الجارات.

ليبرمان أظهر كيده ببساطة في لقاء عبر القناة الثانية الاسرائيلية حين قال إنه مع “قطع رؤوس العرب بالبلطة” الذين عدّهم “ضدّه كونهم ليسوا معه.. وهنا هو بالتأكيد يقصد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948، كونه انتهى من مرحلة ترويع الآخرين.

حين سمعت الجملة خطر ببالي سؤال امتحان اللغة العربية الذي يتكرر مع الطلاب طوال حياتهم الدراسية من “صف رابع ب”، فكتبته وبدأت بحلّه، لتصبح النتيجة:

استخرج من النص الصغير جدا السابق ما يلي:

1. كلمة تدلّ على الإقصاء؟ العرب
2. مفردات تدلّ على التطرف؟ من ليس معنا ضدّنا
3. تعبيرا دمويا؟ قطع الرؤوس بالبلطة
4. تعبيرا مسروقا من جمهوري امريكي حزبه على وشك العودة للحكم؟ (ذات الجواب في السؤال الثاني)
5. كلمة تدلّ على الغيرة من البغدادي خليفة الدولة الاسلامية، وتظهر محاولة في التفرّد؟ “بالبلطة”
بصراحة.. مللت من البحث والتركيب.. وعقب ذلك تركت الفقرة.. كون الاجابات سهلة وبادية بصورة لا مجال للفصال فيها !
ولكن.. ما الجامع بين ليبرمان والبغدادي وجورج بوش الابن؟ السؤال غير قابل للإجابة حسب ظنّي..

عزيزتي CNN: من يعرف إذا لم تعرفي ؟

كوننا لا نزال في موضوع الاسرائيليات، فقد رأى الباحث بالشؤون الاسرائيلية الدكتور عبد الله صوالحة “سقطة احترافية” وفقا لتعبيره بمشهد رصد قناة CNN لردود الفعل في الداخل الفلسطيني على خطاب رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو في الكونغرس.

فقبل متوالية التصفيق والمجاملات التي صمّت الآذان أثناء خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي في الكونغرس الأمريكي، سأل مذيع سي ان ان مراسلة القناة في القدس عن السبب الذي يجعل القنوات الاسرائيلية تبثّ الخطاب بعد خمس دقائق من التوقيت الفعلي، إلا أن المراسلة اكتفت بقول لا أعرف.. لتترك الباب مفتوحا أمام عقول المشاهدين التي في الغالب قالت: “مين مفروض يعرف إذن؟”

مشكلة الرجل مع المشهد، كون مراسلة لقناة بحجم سي ان ان لا تدرك السبب، رغم أنه جعل المؤسسات الاسرائيلية “تقوم وما تقعد” وهي تبحثه وتطلب “فتوى” في سياقه قبيل الانتخابات الاسرائيلية، وهو ما بتّ فيه رئيس لجنة الانتخابات المركزية القاضي العربي الوحيد في المنظومة الاسرائيلية سليم جبران، أن يبثّ بتأخير نسبته 5 دقائق، حتى يتسنى لمحرري الاخبار وقف الخطاب في حال أدلى نتنياهو بأي شيء يعدّ دعاية انتخابية له..

بالنسبة لي، لم أفاجأ كثيرا.. فقد تكسّر منذ زمن “صنم” الإعلام المهني المسؤول، منذ سقطت بي بي سي ضحية للانحياز في حرب غزة، وبثّت سي ان ان كثيرا من الاخبار غير المهنية خلال تلك الفترة.. ومنذ بدأت الجزيرة تتاجر بمهنيتها وتحسب نفسها مع أي أحد …
“صنم المهنية من تمر”.. وصانعوه مؤخرا كفّار.. حالما جاعوا أكلوه.. ووقعنا ضحية “تضليل جديد”.

طفل فلسطين في MBC .. عادي..

لم أستطع أن أدرك تحديدا ما الغريب في الطفل الفلسطيني الغزّيّ “محمد الشيخ” والذي “أبهر” الجميع في برنامج Arabs Got Talents الذي يبثّ على شاشة MBC، وعرضه جاء “مصغّر” الصورة النمطية عن الفلسطينيين أساسا، فهم كائنات “لا فقارية” يتكيّفون مع “السلّة” التي يوضعون فيها تاريخيا !

الطفل الذي بصراحة أحببت تقاسيم وجهه جدا.. خرج علينا مرّة من داخل سلة، وأخرى من داخل صندوق، وتلوّى أمامنا جميعا وكلنا قلنا “Waw” بشهقات متتالية معا دون أن نفكّر أنه قد يكون “أذى نفسه” هنا أو هناك بحركة منافية للطبيعة من ضمن سلسلة حركاته التي كانت لا طبيعية أيضا..

الشيخ جاء بنسبة كبيرة “تصويرا” للمشهد الذي يتعامل العالم مع الفلسطينيين على أساسه، فهو مدرك أنهم يمضون وقتهم بالتلوّي، بينما يشهق هو “Waw” دون أن يفكّر بسبب التلوي الحقيقي للشخص الذي أمامه.. لا بل والمشكلة أن السلطة الفلسطينية سترسل له “مدرّبا على التلوّي” رغم كونه “ابن غزّة” فقط ليذكرها أحد على شاشة تلفاز.. ثم وعقب الكثير من التلوّي والدوار و”الشقلبة”.. سيقف أمام “المتفرجين” لاحقا غير مدركٍ تماما لما يحصل حوله.. فيمسك بيد أول شخصٍ إلى جانبه ويسأله “يعني منيح؟”..

فنضحك جميعنا.. ثم يخرج الفلسطيني خارج اللعبة.. ويفوز فيها “العالمي”.. !

صدقا لست أنتقص من حقّ أحد.. وأدرك فعلا أن حامل لقب اللعبة يستحقه بجدارة ولكن الفلسطيني آلمني حقا.. فهو دوما “يشكّل خطرا” ولا يحدثه بالحجم المطلوب.. وسيعود اليوم إلى حيث كان- إن عاد- دون أن يدرك أين كان وماذا جرى من “كولسات” وصفقات بالضبط !

جورج قرداحي والمبالغة في الفضيلة ..

ببساطة وصراحة لم يقنعني برنامج “المسامح كريم” الذي يقدمه المذيع الشهير جورج قرداحي على شاشة الـOSN، والذي فيه يأتي المخطئ “التائب” ليستدعي من أخطأ بحقه ثم أمام الكاميرات يظهر الآخر أنه “عفا” عن خصمه وتعود المياه لمجاريها.

فكرة البرنامج “نبيلة” وأدرك ذلك جيدا، ولكنني لا زلت أشكّ بأن “مسامحة” الطرف المتفاجئ فعلا حقيقية، وهي تأتي تحت ضغط الكاميرات، والجمهور، خصوصا في حالة كالتي فيها زوج أفقد زوجته بصرها بعد ضربها، وتركها لعام كامل في المستشفيات، ثم قرر أن يطلب من شقيقها السماح أمامنا بمشهد رومنسي لنتأثر به !

شقيق المغدورة بدا مختنقا قبل أن يقوم بضرب الرجل ليشفي غليله، الأمر الذي يبرز الأسئلة القوية: كيف غادر هذا المجرم بلاده.. وسافر ليكون ضيف الحلقة المذكورة.. وهو من فعل فعلته بأسرة كاملة.. وأين القانون عنه ليشفي غليل العائلة التي جعلها تتشظّى؟.. أظن هذه الأسئلة تبرر ضرب الرجل للجاني..

بكل الأحوال، شاءت الأقدار أن أحضر بذات الفترة أفضل ضيف قد يحضره قرداحي لبرنامج كهذا.. الفنان التائب عن التوبة والعائد عن العودة إلى الله.. فضل شاكر !.. وأظنه سيضطر ليحضر خلف الستار الشعب اللبناني كله.. ومعهم إخوة عرب.. قد يضطر للتأثير عليهم في ذات السياق..

الحقوا فضل شاكر قبل أن تطول ذقنه..

ففعلا، لم أكن أدرك مدى نغاشة التديّن قبل أن أتابع الفنان التائب فضل شاكر وهو يتوب عن توبته الأخيرة، ليصبح اليوم فنانا تديّن وتطرّف ثم اعتدل وحلق لحيته ولم يفعل شيئا يا حرام.. وكأننا لم نرَ له أية مشاركة في مهرجان يتحدث فيه عن الظلم والاضطهاد الواقع على السنة في لبنان.. ولم نسمعه يتوعّد الدنيا بالقتل والتنكيل.. ويتحدى جيش بلاده علانية من مخيم عين الحلوة.

الفنان “اللزيز″.. حلق لحيته لتجبّ الحلاقة عما قبلها.. ويصبح “فجأة” مواطنا صالحا.. يظهر عبر شاشة LBCI ويؤكد احترامه للجيش اللبناني والسيدة “بهية الحريري” وتأثره باغتيال رفيق الحريري كواحد من رموز “السنة”.

لو كنت محل اللبنانيين وكل من يتسلى بأرضهم من دول الجوار”، لنظرت إلى فضل شاكر وهو يعود عن كل أفعاله.. وطلبت من جورج قرداحي أن يطلب منه أن “يبوس التوبة” ثم رفعت الستار وحضنته وتوتة توتة خلصت الحدوتة !

بالمناسبة، أظن أن البرنامج إذا بدأ بفضل شاكر قد يقيم مسامحات سياسية رفيعة.. فقد يحضر البغدادي ويسامحه الأزيديين والأكراد والعرب والمسلمين وغيرهم.. ثم يحضر الساسة المختلفين ليطلبوا السماح من شعوبهم و”يبوسوا التوبة” ويسامحهم الشباب الذين لم يجدوا لهم مفرّ من التطرف.. وهكذا..

النصيحة لقرداحي في هذا السياق: لا تفكر طويلا و”الحق فضل قبل ما تطوَل لحيته !