القوات العراقية تستعيد أجزاء واسعة من الأنبار من "داعش"

بالعربي: أعلنت قيادة عمليات بغداد (تابعة للجيش العراقي)، الإثنين، استعادة السيطرة على أجزاء واسعة من ناحية الكرمة شرقي مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار، غربي البلاد، من عناصر تنظيم “الدولة الاسلامية”، وذلك بعد 4 أيام من انطلاق عملية تحريرها، مؤكدة مقتل 350 عنصرا من التنظيم خلال المعارك.

وقالت قيادة العمليات في بيان لها تلقت الأناضول، نسخة منه إن “حصيلة العمليات الجارية في الكرمة (عمليات الشهيد نجم السوداني) للأيام الأربعة الماضية كانت قتل 350 إرهابيا وتدمير 20  رشاشة أحادية، فضلا عن تدمير 20 عجلة (سيارة)”.

وأضاف البيان أن “العمليات أسفرت أيضا عن تفكيك 382 عبوة ناسفة، ومعالجة 81  منزلا مفخخا والاستيلاء على 12 رشاشة أحادية والاستيلاء على ثلاث عجلات همر وتدمير عجلة تحمل تسعة إرهابيين وتدمير37  وكرا ومخبأ للإرهابيين”.

بدوره قال وسام الحردان قائد صحوة العراق (قوات موالية للحكومة)، الاثنين، إن القوات الامنية وصلت الى مشارف مركز ناحية الكرمة بتقديم عبر ثلاثة محاور، مشيرا الى ان التقديم الكبير الذي حققته القوات الامنية تحقق بعد تكثيف القصف الجوي للطيران العراقي.
وقال الحردان للأناضول إن “عناصر تنظيم الدولة الاسلامية انسحبوا من بعض مناطق الناحية واتجهوا الى منطقة الصقلاوية شرقي مدينة الرمادي”.
وأشار إلى أن “القوات الامنية ستنفذ عملية عسكرية واسعة لتحرير الصقلاوية بعد الانتهاء من مسك مركز ناحية الكرمة”.
من جانب آخر، قال اللواء الركن قاسم المحمدي، قائد عمليات الأنبار بالجيش العراقي للاناضول، إن “القوات الامنية من الفرقة الاولى والفرقة السادسة والفرقة 17 بالجيش وبمساندة الحشد الشعبي (مليشيات شيعية) وباسناد من طيران التحالف الدولي والعراقي تمكنت اليوم، من تحرير منطقة الكناطر والرشاد وثلاثة قرى (اللهيب والبوعلوان والشوريتان) التابعة لقضاء الكرمة شرقي محافظة الانبار، من عناصر تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي”.

وأضاف المحمدي، أن “القوات الأمنية تمكنت من تحرير تلك المناطق والقرى وبسط السيطرة الكاملة لقوات الامن على تلك المناطق والقرى بعد تأمينها بالكامل وتمشيطها وتفتيش المنازل تحسبا من وجود عناصر لتنظيم الدولة الاسلامية الارهابي مختبئين فيها”.

ومضى قائلا إن “قوة من مكافحة المتفجرات استطاعت تفكيك أكثر من 50 عبوة ناسفة شديدة الانفجار في عدة قرى إضافة إلى تفجير عشرات العبوات الناسفة التي زرعها التنظيم على جانب الطرقات والتي حاول من خلال استهداف تقدم القطاعات الامنية”.

من جانبه، أكد القيادي في الحشد الشعبي (فوج امية جبارة) خالد عبدالله‎ للأناضول أنه تم استعادة “مناطق واسعة خلال الأيام الماضية بمحافظة صلاح الدين العراقية (شمال) التي تقسم عسكريا الى منطقتين الاولى تجري فيها العمليات والثانية مازالت تخضع لسلطة تنظيم الدولة الاسلامية “الدولة الاسلامية”.

وأضاف عبد الله أنه “تمكنت قوات الجيش العراقي المدعومة بالحشد الشعبي (متطوعون شيعة) ومقاتلين قبليين (متطوعون سنة) من استعادة جميع القرى التابعة لمدينة سامراء (65 كلم جنوب تكريت) والتي كانت تخضع لسيطرة التنظيم خلال العملية بالإضافة الى الدور ومحيطها ومن ضمنها قرية البو عجيل (30 كلم شرق تكريت) وقرى عوينات والناعمة والعوجة (5 كلم جنوب تكريت)”.

وأوضح عبد الله أن “القوات العراقية استعادت قرى تتبع ناحية العلم (10 كلم شرق تكريت) واحاطة الناحية من جميع الأطراف، في انتظار استعادتها بينما استعادة قوات اخرى مناطق في بيجي ولم يتبقى سوى قرية الفتحة”

وتعد قرية الفتحة الواقعة في بيجي (40 كلم شمال تكريت) استراتيجية لأنها تقع على ثلاثة محافظات هي نينوى وصلاح الدين وكركوك وتشرع على ناحيتي العلم وبيجي والشرقاط في صلاح الدين.

ولم يتبقى للقوات سوى العلم وتكريت ضمن مناطق العمليات وخارجها الشرقاط (120 كلم شمال تكريت) والصينية (45 كلم شمال غرب تكريت) وهما لم تبدأ عمليات استعادتهما حتى الان، بحسب عبد الله.

أما الشيخ مروان ناجي وهو أحد أبناء العشائر المنضويين للدفاع عن المدن الخاضعة لـ”الدولة الاسلامية” فقال للأناضول إن “القوات سيطرت على 70 % من المناطق التي اندلعت فيها العمليات ونحتاج إلى أسبوعين حتى يتم استعادة جميع مدن محافظة صلاح الدين”.

وناجي الذي يقاتل نجله عبد الملك (15 عاما) تنظيم الدولة الاسلامية لاستعادة ناحيتهم العلم التي فقد فيها والده اثنين من والده وعمه وابن عمته واثنين من اشقائه أحدهم الشخصية المعروفة امية ناجي جبارة التي قتلت برصاص قناص عندما كانت تقاتل لعدم سقوط الناحية بيد “الدولة الاسلامية” الصيف الماضي، قال إن “تكاتف الجهود الشعبية في صلاح الدين هي من اتت بثمرة استعادة تلك المساحات الواسعة من الاراضي”.

وتتصف صلاح الدين بمساحات شاسعة من الاراضي ومفتوحة على خمسة محافظات هي كركوك (شمال) وبغداد (العاصمة) ونينوى (شمال) وديالى (شرق) والانبار (غرب).

وتعرف صلاح الدين بوجود عشرات المصانع الهامة والتابعة لوزارة الصناعة والمعادن العراقية بالإضافة الى الارث الاشوري والعباسي وحتى اليهودي مع انتعاش الجانب الزراعي.

وحول الوضع الميداني قال قائمقام بيجي محمد محمود، للأناضول إن “عمليات عسكرية انطلقت اليوم من محور بيجي نحو جنوب كركوك لاستعادة طريق كركوك بيجي ضمن حدود محافظة كركوك وكذلك المشاركة في عمليات استعادة داقوق والحويجة”.

ويسيطر “الدولة الاسلامية” على مساحات واسعة شمالي وغربي العراق قبل أن يضمها إلى أراض استولى عليها في شمال شرق سوريا، وأعلن في يونيو/ حزيران الماضي قيام ما أسماها “دولة الخلافة”. وتخوض قوات الجيش العراقي والبيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) ومليشيات متحالفة معه، معارك ضد التنظيم المتشدد تحت غطاء غارات جوية تشنها طائرات التحالف الغربي – العربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.

ويشن العراق حملة عسكرية واسعة منذ يوم الاثنين بمشاركة نحو 30 ألف عنصر من الجيش والشرطة وفصائل شيعية مسلحة وأبناء بعض العشائر السنية لاستعادة تكريت (160 كلم شمال بغداد) ومدن وبلدات أخرى في محافظة صلاح الدين من تنظيم “الدولة الاسلامية”.
والحملة تعد أوسع هجوم ضد التنظيم منذ سيطرة المتشددين على مساحات واسعة من شمال وغرب البلاد في صيف العام الماضي، وسط مخاوف من مصير المدنيين العالقين في الحرب.