واشنطن وباريس: لن نوقع إلا على"اتفاق قوي" مع طهران

بالعربي: في ختام أسبوع من المحادثات النووية في مدينتي جنيف ومونترو السويسريتين، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم السبت، من باريس، أن الولايات المتحدة وفرنسا متفقتان على "التحليل ذاته" حول المفاوضات مع إيران، مشيراً إلى ضرورة "إبرام اتفاق مناسب".

واعتبر كيري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس، أنه  يعود إلى طهران أن "تبرهن للعالم أن برنامجها النووي سلمي"، موضحاً أن بلاده "لديها التحليل ذاته الذي توصلت إليه فرنسا، وهو أننا نحرز تقدماً، لكن تبقى هناك خلافات مع الإيرانيين".

وإذ أضاف أن "هدف الأيام المقبلة والأسابيع الحرجة المقبلة هو تبديد هذه الخلافات"، أكد الوزير الأميركي اتفاق واشنطن مع فرنسا على أن "الاتفاق النووي يحتاج إلى أن يكون أقوى".

وأكد كيري أنه ليس هناك أي "حاجة ملحة للعجلة في التوصل إلى اتفاق مع إيران"، معتبراً أنه "يتحتم أن نبرم اتفاقاً مناسباً".

من جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إحراز "تقدم" في المفاوضات، متحدثاً في الوقت ذاته عن "خلافا ينبغي تذليلها".
وكان وزير الخارجية الفرنسي أعرب عن شكوك التوصل قريباً إلى اتفاق نووي مع طهران.

وقال فابيوس على هامش اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين في لاتفيا إنه "سجل تقدم، لكن بخصوص العدد والمراقبة ومدة الاتفاق الأمر غير كاف بعد، وبالتالي هناك المزيد من العمل يجب القيام به"، مشيراً إلى أن "المهلة هي 31 آذار، لكن قد تمدد رغم أن الجميع يرغب في إبرام اتفاق بحلول نهاية الشهر الحالي (آذار)".

ورسمياً، تؤكد باريس أن "لا خلافات بين فرنسا والولايات المتحدة"، لا داخل المجموعة الدولية المكلفة التفاوض مع طهران، "ولا حول وتيرة المباحثات أو مضمونها".

ولكن مصدراً قريباً من المفاوضات أكد أن هناك "خلافاً" بين فرنسا والولايات المتحدة التي تدفع أحياناً باتجاه الإسراع في إبرام اتفاق مع طهران، مشيراً إلى أنه "في نهاية المطاف سيكون هناك قرار سياسي، لكنه لن يكون اتفاقاً جيداً اقل مما تريده فرنسا".

ومن الجانب الإيراني، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، احتمال نجاح المفاوضات النووية بأنه أقوى من فشلها، مؤكداً تحقيق تقدم جيد في الجولة الأخيرة للمفاوضات التي جرت الأسبوع الماضي في مونترو.

وحول تقارير أوردتها صحف أميركية بشان اتفاق الجانبين بشأن أجهزة الطرد المركزي، أوضح ظريف في تصريح إلى أسبوعية "صدا" أن هذا الاتفاق "مركب من أجزاء ولابد أن تجتمع جميعها لتعطي المعنى الحقيقي".

وأضاف وزير الخارجية الإيراني أنه "لهذا السبب قيل في اتفاق جنيف بأنه لا اتفاق دون الاتفاق على كل شيء".

وقال ظريف إن " قضية تخصيب اليورانيوم تشمل عدداً من الإجراءات ولا يمكن الحديث عن أي منها على حدة إلا بعد الاتفاق عليها".

وعما إذا كان سيتم اعتماد الاتفاق النهائي كمعاهدة دولية للحيلولة دون انتهاكه من قبل الجانب الغربي، قال ظريف إن "إزالة الحظر المفروض من قبل مجلس الأمن ليست قضية معقدة، بل أنها بحاجة إلى إرادة سياسية".