بالعربي: ست عشرة بلدة تقع تعاني في شمال غرب القدس تضم حوالي 80 الف نسمة، تواجه مجموعة من التحديات التي تحول من تقديم خدمات افضل للمواطنين وتحديدا في مجال البنية التحتية والطرق الواصلة ما بين هذه القرى ومحيطها، بالإضافة الى تحسين الواقع الاقتصادي للمواطنين المعتمد على الزراعة والأيدي العاملة بشكل أساسي، وخدمات الصحة والتعليم والبيئية وفي مقدمتها عدم وجود شبكة صرف صحي ما حول وادي سلمان ومناطق اخرى الى مكرهه صحية. بالإضافة الى انتشار المخدرات والسيارات الغير قانونية واثرها على الامن والسلم الاجتماعي. في ظل التقصي الحكومي في تقديم الدعم لهذه المنطقة .
وفي الحلقة الثانية من برنامج صوتكم مهم الذي تنتجه شبكة وطن الاعلامية وخصصت لنقاش واقع البلدات الواقع في شمال غرب القدس وشارك فيها عدد من رؤساء الهيئات المحلية وممثلين عن المجتمع المحلي ومواطنين، أكد وكيل وزارة شؤون القدس، سعيد يقين، أنهم يعملون ضمن حدود بلدية القدس، مشيرًا إلى أن التمويل الحكومي يركز بشكل كبير على عمليات الهدم التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطنين المقدسيين.
وأوضح "يقين" أن 77% من الأراضي في تلك المنطقة تشهد تضييقًا كبيرًا بسبب مصادرة الأراضي من قبل الاحتلال ، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الأراضي بشكل كبير، حيث وصل سعر الدونم في بلدة قطنة إلى 200 ألف دينار أردني، كما تحدث عن الكثافة السكانية العالية وما نتج عنها من أزمات مرورية تعاني منها بلدة بدو تحديدًا.
وتابع بأنهم يعملون على إيصال شكاوي المواطنين بشكل متواصل للجهات المعنية ومؤسسات القدس يصلها دعم من وزارة شؤون القدس ولا يوجد مؤسسات كبيرة تتمكن من تثبيت المواطنين ودعمهم للتمسك بأرضهم.
وأضاف بأنهم يعملون على عدة خطوات للحفاظ على السلم الأهلي في هذه المناطق، وكل الاحتياجات والشكاوي التي تصل للمواطنين يتلقوها ويرفعوا بعضها لـ وزارة الحكم المحلي وغيرها من الجهات رغم الأزمة المالية، وكل الطلبات التي تتعلق بالخدمات وقطاعات الإنتاج يحرصون على إيصالها أيضا.
ونوه إلى أنه لا يجب خلط الأسباب بالنتائج، والفلسطينيين بالمنطقة "س" لا يوجد لديهم استثمار ولا قطاعات إنتاج، والنسبة العظمى من قطاعات الإنتاج معطلة في فلسطين لأن الاحتلال يسعى تعطيلها.
من جانبه قال رئيس بلدية بدو ورئيس مجلس الخدمات المشترك سالم أبو عيد إن حجم الاستهداف ارتفع من قبل الاحتلال سواء من خلال المضايقات على المكبات والنفايات بالإضافة إلى المياه العادمة وتجمعها وهي نتيجة لجدار الفصل العنصري في منطقة شمال غرب القدس ومصادرة آلاف الدونمات،
وأضاف، عمل الاحتلال على تقليص مساحة الأراضي التي يُسمح البناء عليها وبعض القرى فيها شبكات صرف صحي والبعض الآخر يفتقر لها وهذا أصبح عبئ كبير علينا ومن مشاريع التمني وصعبة المنال.
وقال بأننا في مرحلة تحرر وطني تعني البناء وكل رئيس بلدية في مناطق شمال غرب القدس يعيش في حقل ألغام بسبب استهداف الاحتلال للمواطن وللبلديات وعلى السلطة الوطنية أن تقف أمام مسؤولياتها، وهناك أكثر من 6 آلاف سيارة غير قانونية في مناطق شمال غرب القدس، ونحن طرحنا حلول لها ولكن نحتاج لآذان صاغية منها تفعيل النقل العام ما يخفف من حركة السيارات بالإضافة لوجود عدد كبير من السيارات لدى الأجهزة الأمنية توضع للبيع، لماذا لا يتم بيعها للمواطن الفلسطيني أو للهيئات المحلية وهذا جزء من الحلول التي نطرحها.
ولفت إلى أن الاحتلال يسعى لنشر آفة المخدرات في شمال غرب القدس ونسبتها غير بسيطة في هذه المناطق من كفر عقب للرام وحتى بلدة بدو.
من جانبها قالت مديرة مدرسة القبيبة الثانوية ابتسام طه إن المرأة جزء لا يتجزأ من الوطن وتكوين البيت ودعم الزوج على الرغم من معاناتها ومواجهتها العديد من التحديات منها السياسية والوطنية والاجتماعية وأزمة المكان بسبب هدم الاحتلال لكثير من المنازل.
وأضافت بأن هناك مساعي لإنجاح العملية التعليمية مع اقتراب السنة الدراسية الجديدة، ووزارة التربية والتعليم تميل للتعليم الوجاهي قدر الإمكان على الرغم من كونه تحدي كبير في ظل قرصنة الأموال وعدم انتظام الراتب ليس فقط للمعلمين بل لكافة موظفين الوطن.
وقالت بان البيت الفلسطيني يعاني من صعوبات بالتعليم الإلكتروني نتيجة قلة الأجهزة في المنازل وهناك أفكار لمحاولة حل هذه المشكلة للطلبة الأخوة في ذات المنزل، منها تقسيم الأوقات بين المستويات الأساسية والثانوية.
وأشارت إلى أن الوزارة تسعى لتأمين المراكز التعليمية التي نحتاجها بشكل مباشر، ونحن في حالة طوارئ قد نتوجه للتعليم الإلكتروني في أي لحظة، ويجب على الحكومة أن تتحدث مع شركات الاتصالات لعدم قطع الإنترنت من قبلهم ليتمكن الطلبة من استكمال تعليمهم.
ونوهت إلى أن المشاريع الصغيرة التي تدعم المرأة تحتاج للتمويل خاصة للنساء اللواتي يعملن في مشاريع خاصة وصغيرة لتطويرها من خلال منحهن مبلغ مالي بسيط لإنجاح المشروع الذي يقمن به.
وبين استطلاع الكتروني خاص أجرته شبكة وطن الاعلامية حول ما الذي يحتاجه المواطنون في قرى شمال غرب القدس، صوت 25 % من المشاركين للحاجة الى مشاريع البنية التحتية فيما أولى 8% الاهمية لدعم الانتاج الزراعي وتوفير فرص العمل وصوت 67% لتعزيز شبكة الأمان الاجتماعي في المنطقة.
وفي مقابلات ميدانية أجريت خصيصا لهذه الحلقة ركز المواطنون على ضرورة حل المشاكل التي تعاني منها المنطقة وفي مقدمتها البنية التحتية وتحديدا شبكة الطرق وعدم توفر شبكة صرف صحي وما لهذا من أثار سلبية على البيئة، وانتشار المخدرات والسيارات الغير قانونية ، وتفاقم الوضع الاقتصادي الامر الذي يهدد السلم والامن الاجتماعي.
وقدم المشاركون مجموعة من المداخلات والتوصيات، ركزت على ذات المواضيع والمشاكل التي يعاني منها المواطنين في المنطقة، وضرة العمل على حل هذه المشاكل وتوفير الدعم اللازم لها، ومن ابرز المداخلات والتوصيات:
قال جمال داود رئيس مجلس بلدي بيت دقو ورئيس دائرة المياه والصرف الصحي في شمال غرب القدس أن هناك مطالب كثيرة للهيئات المحلية، ويجب ان تكون للحكومة اذان صاغية لنا، وطالب بتوفير مكاتب للمؤسسات الرسمية لتوفير الوقت والجهد على المواطنين ومن بين هذه المطالب محكمة شرعية وغيرها.
وقال احمد برجس رئيس بلدية الجديرة أن الحكومة الفلسطينية هي الحكومة الوحيدة في العالم التي تخصص وزارة باسم مدينة، وأن البلديات في المنطقة تحمل هم المواطنين وطالب وزارة الحكم المحلي بتحمل مسؤولياتها، لان شح الموارد المالية ينعكس على عمل البلديات وبالتالي المواطنين
بدوره أكد صادق جبر رئيس بلدية رافات بأن الهيئات المحلية تصر وتطالب بتشكيل لجان مسائلة محلية لاطلاعها على عمل الهيئات المحلية، والمشاكل التي تواجهها، ومن جهة اخرى تشعر الهيئات المحلية بوجود لجان رقابية، واشار الى تقصير المجتمع المحلي بالقيام بدوره في الرقابة على عمل الهيئات المحلية وطالب بتعزيز هذه الثقافة لتطوير الاداء وجسر الفجوة.
من جانبه قال ضياء الفقيه رئيس بلدية قطنة، أن الفلسطيني لا يشعر بالأمان بسبب وجود الاحتلال، واشار الى ان جدار الفصل العنصرية سبب أزمة اجتماعية خانقة حيث حد من المساحة المسموح بها للبناء، وفيما يتعلق بالسلم الاجتماعي، فهناك 11 قضية قتل في المنطقة لم تحل وهذا له اثار سلبية على المجتمع.
وطالب محمد عياش مدير جمعية النهضة الريفية لشمال غرب القدس، بالاهتمام بالمزارعين وتقديم الدعم الكافي لهم من خلال افتتاح مكتب لوزارة الزراعة في المنطقة ، وقال لا يعقل ان تكون موازنة وزارة الزراعة 1%، وهذا مؤشر على عدم اهتمام الحكومة بالزراعة، في حين يطالب المزارع الالتزام بالمواصفات والمعايير في ظل عدم قدرة المزارعين على استغلال المناطق المصنفة C
و أكدت مفيدة حميدان رئيسة مركز نسوي بدو، أن الجمعيات المحلية والبلديات يكملوا عمل بعضهم بعضا ، فالبلدية تعمل على البنية التحتية والمركز النسوي يشتغل على بنية مجتمعية وتساهم في رفع مستوى الاسرة، وطالبت بدعم هذه الجمعيات والمراكز للقيام بدورها حيث ان الدعم المقدم لها قليل وتعتمد على مساعدات من المجتمع المحلي .
وحذر يوسف نعمان الشيخ رئيس مجلس اولياء الامور الموحد لمدارس بدو، من الانعكاسات الخطيرة على عملية التعليم لعدم فعالية التعليم الالكتروني، بسبب عدم توفر الاجهزة وشبكات الانترنت المناسبة لجميع الطلاب، وضرورة العودة للتعليم الوجاهي، وقال ان جيل بأكمله يواجه خطر التجهيل منذ ازمة كورونا، وأن الحل يكمن في الحفاظ على كرامة المواطن وعدم المس براتبه وتوفير حياة كريمة له.
وقدم الدكتور خالد عياش مدير مركز الكرمل الطبي: خطة عمل لتعزيز صمود المواطنين في ظل الظروف الحالية والتهديد بالتهجير تتضمن تأمين مستلزمات التموين والادوية وتأهيل طواقم ومواد الاسعاف الاولي واعادة الاهتمام بالزراعة المنزلية لمواجهة أي طارئ قد يحدث في المنطقة.
واستغرب المهندس مصطفى حميد المدير التنفيذي لمجلس الخدمات المشترك لإدارة النفايات الصلبة في شمال غرب القدس، من نكران الواقع، فالوضع الراهن وما تظهره استطلاعات الرأي تظهر عدم شعور المواطن بالأمان والسلم المجتمعي نتيجة للوضع الاقتصادي، وضعف الخدمات المقدمة عديد المؤسسات الرسمية وشبة الرسمية، وأضاف ان هناك تقصير حكومي بالغ فيما يتعلق بملف مكب النفايات، وعدم توفير الدعم المالي المستدام للهيئات المحلية، فمنذ جائحة كورونا حتى اليوم لم يحصل مجلس الخدمات المشترك لإدارة النفايات الصلبة على أي مشروع تنموي او احتياج طارئ، وطالب بتعزيز قدرات الهيئات المحلية من خلال مشاريع مدرة للدخل تساعد في تأمين مصاريفها التشغيلية.