الفلسطينية تالا تحلم بوجه جديد


بالعربي- نهيل أبو غيث: أربعةُ أعوامٍ مرت، لم تخلُ يومًا من مراجعة طبية أو عملية جراحية خضعت لها الطفلة الفلسطينية تالا، منذ كانت في الخامسة من عمرها، عندما انزلقت شاحنة اسطوانات الغاز واصطدمت بحافلة رحلة مدرسية في يوم ماطر فاشتعلت نارًا، وتوالت صرخات الأطفال والمعلمات طالبين النجدة، لتحترق أجساد ستةٍ منهم ومعلمتهم ويوارون الثرى، وتبقى التشوهات على أجساد آخرين شاهدة على الكارثة.

وتحلم تالا البحري، (9 أعوام)، بزراعة وجه جديد، بعد أن التهمت نيرات فاجعة حادث جبع في الـسادس عشر من شباط عام ألفين واثني عشر، جزءًا كبيرًا من جسدها، وتركت روحًا مع أرواحِ عائلتِها تتعذبُ وجعًا، فاضطر والدها للانتقال للعيش داخل الجدار مع زوجته وطفليه وسام ووئام، بعد أن كان يقطن في مخيم شعفاط، لتستطيع ابنته تلقي العلاج اللازم داخل المستشفيات، في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

من في عمرها هم الآن في الصف الرابع، لكن مرحلتها المدرسية توقفت عند منتصف العام في الروضة، فلم تخط قدماها أي مدرسة منذ حينها، كيف ذلك وهي تخرج من غرفة العمليات لتستعد لجراحةٍ أخرى، بلغ عددُها ثمانيةً وثلاثين.

أنين تالا كل ليلة يمزق عائلتها وجعًا، وسؤال لا يفارق تفكيرها وذويها، كيف سيكون مستقبلها، ومتى ستنتهي رحلتها العلاجية ويعود لها جزءا لو كان بسيطا مما فقدته.

(وطن للأنباء)