طولكرم:عودة يحصل على "برنامج الغذاء العالمي" ويناشد برعاية لأشقائه الـ4 ذوي الإعاقة


لم يجد المواطن جهاد عوده، (41 عامًا)، من سكان بلدة دير الغصون شمال مدينة طولكرم، من وسيلة أمامه منذ سماعه عن برنامج "التمكين الاقتصادي" الذي تمنحه وزارة "الشؤون الاجتماعية" للمستفيدين منها، سوى بذل كل ما في وسعه من أجل الحصول على مشروع "توفير مواد غذائية" في بقالته، كي يستطيع التغلب على الأوضاع المعيشية القاسية التي يكابدها خاصة وأنه معيل لعائلته ولأشقائه الأربعة الذين يعانون إعاقات عقلية دائمة.

فرغم امتلاك المواطن عوده لبقالته المتواضعة الواقعة وسط بلدة دير الغصون وقدرته على إدارتها، إلا أنه لم يكن يمتلك البضاعة والمواد الغذائية التي تلبي احتياجات المواطنيين والتي تضمن له الاستمرار في العمل، حتى استلم مشروعه الذي قلب حياته رأسًا على عقب وغير مجرى حياته، وفق قوله.

وحول ذلك يقول عودة، لـوطن للأنباء: كنت فاتح بقالة والوضع كان كثير ضعيف فقدمت للمشروع وحصلت عليه بسبب وضعي الخاص، وتم منحي مبلغ 5000 دولار لتطوير البقالة، لأنني معيل لعائلتي وأبنائي الاثنين في الجامعة، ولأشقائي الأربعة من ذوي الإعاقة؛ أصغرهم في عمر (38عامًا) وأكبرهم (55 عامًا).

ويضيف عوده الذي يحتضن ولدين وبنت من أبنائه: تحسنت حياتي بعد المشروع وأصبح لدي بضاعة، ففي السابق كانت أكثر من 70% من البضاعة غير متوفرة، بينما الآن اختلف الوضع وأصبح هناك إقبال على بقالتي.

ويتابع: بعد نجاحي في إدارة البقالة وتحقيق المرجو مني بطموحي وإصراري ومثابرتي استطعت الحصول على المشروع الثاني (برنامج الغذاء العالمي)، والذي يدعم مستفيدي الشؤون الاجتماعية في دير الغصون ببطاقات الكترونية يتم من خلالها خصم البضاعة المشتراه إلكترونيا بحيث أحصل على نقودي من البنك.

ويأمل المواطن عوده بأن تنتهي معاناته من خلال مساعدته في توفير رعاية وعلاج طبي لأشقائه الأربعة الذين يعانون من إعاقات عقلية منذ الولادة حيث أنهم بحاجة للجنة طبية لتقييم وضعهم الصحي حسب قوله.

بدورها، تؤكد باحثة التمكين الاقتصادي في وزارة الشؤون الإجتماعية بطولكرم، رجاء بليدي، على أن "برنامج التمكين الإقتصادي للأسر الفقيرة ممول من البنك الإسلامي للتنمية ومنفذ من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP  من خلال لجان العمل الزراعي وبإشراف وزارة الشؤون الإجتماعية".

وتشير بليدي إلى شروط البرنامج الذي ينفذ للأسر الفقيرة والمستفيدة من الشؤون الاجتماعية بحيث يمتلك المستفيد مقومات وموارد لا يستطيع استغلالها، بالإضافة إلى الدافعية لامتلاك المشروع، حيث تساعدهم الشؤون الإجتماعية في تطوير مشاريعهم والانتقال من مرحلة الاعتماد على المساعدة المادية من قبلنا إلى الاعتماد ذاتيا على أنفسهم، ليصبحون أصحاب مشاريع يتحكمون بموردهم الإقتصادي الخاص.

وتوضح أن الشؤون الاجتماعية أشرفت في العام 2015 على تنفيذ 20 مشروعًا، بالإضافة إلى وجود تسعة مشاريع سيتم تنفيذها لنهاية العام.

وفيما يخص مشروع جهاد، قالت بليدي: تم عمل دراسة جدوى لمشروع جهاد الذي يمتلك بقالة صغير، وقمنا  بمساعدته لتطوير مشروعه وقبوله ببرنامج التمكين الاقتصادي، وبسبب نجاحه بالمشروع الأول تم ترشيحه  للمشروع الثاني (برنامج الغذاء العالمي) وهو برنامج يدعم مستفيدي الشؤون الاجتماعية ببطاقة إلكترونية للشراء وتم قبوله لاستيفائه الشروط، حيث أنه مزود لحوالي 160 أسرة بمعدل 697 فردًا.

وتضيف أن "إدارة برنامج الغذاء العالمي أكدت على تميز المواطن عوده وأن لديه القدرة على العمل مع البطاقات الإلكترونية وإرادة على نجاح مشروعه".