الشعبية: الجماهير لن تصمت إذا ما فشل المُتحاورون بالقاهرة

بالعربي: أقامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، خيمة دعم وإسناد لجهود المصالحة، اليوم الثلاثاء، في ساحة الجندي المجهول، بمدينة غزة، بالتزامن مع انطلاق الحوار بين حركتيّ فتح وحماس، في القاهرة، برعاية مصرية.

وتوافد إلى خيمة الدعم أعضاء المكتب السياسي للجبهة وكوادرها، وقيادات من مُختلف الفصائل الوطنية والإسلامية، إضافة لحضور الجماهير، التي شاركت بهدف تجديد التأكيد على مطالبها المشروعة، وإعلاء صوتها للسياسيين المُتحاورين في القاهرة اليوم بأنّه لا سبيل للتراجع، ولا خلاص إلا بتحقيق الوحدة الوطنية.

عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، مسؤول فرعها بغزّة جميل مزهر، رأى أنّ "الحضور الفصائلي والمؤسساتي والشعبي اليوم لخيمة الدعم يعكس أهمية تحقيق المصالحة كأساسٍ وخطوةٍ ضرورية في هذا التوقيت، للخلاص من الوضع الكارثي والمأساوي الذي يعيشه شعبنا في قطاع غزة".

مزهر، الذي تحدّث من داخل خيمة الاعتصام، أعرب أن أمله بأن تكون هذه المرّة مُختلفة عن سابقاتها من جولات الحوار في ملف المصالحة، ولم يُخفِ تخوفه مما قد يحدث، وقال "لا زال هناك تخوفٌ وترقبٌ لما يجري في القاهرة، وهناك خشية من الفشل مرة أخرى، لكن أعتقد هذه المرة مختلفة عن كل المرات السابقة".

ورأى أنّ الأولوية الآن هي "مواجهة كل المحاولات التي تستهدف إعاقة وتعطيل المصالحة، وعدم السماح بالتخريب والعبث"، وقال "إنّ المطلوبَ، فصائلياً وشعبياً وجماهيرياً، هو التصدي لجماعات المصالح وأصحاب الأجندات الذين يسعون لتخريب المصالحة".

واعتبر مزهر أنّ "الضغط الشعبي والجماهيري أداة حقيقية وجدّية يُمكن أن تفعل فعلَها، بالضغط على المتحاورين وعلى طرفي الانقسام، ومن يسعون لتأبيده خدمةً لمصالح فئوية وحزبية"، مُؤكّدًا أنّ "الضغط الشعبي هو الطريق والسبيل الديمقراطي لتغيير المواقف باتجاه الاستجابة لمطلب الملايين من أبناء شعبنا الذين يتطلعون للمصالحة، باعتبارها خطوة على طريق الوحدة، وحماية المشروع الوطني، والانتصار على العدو الصهيوني".

وشدّد مزهر على أنّ الفصائل تقف جنبًا إلى جنبٍ مع الجماهير، في مواجهة كل محاولات العابثين والمخربين في إنجاز وتحقيق المصالحة، وأكّد أنّ "الشعب لن يصمن إذا ما فشلت حوارات المصالحة، ولن يسكت إزاء أيّة محاولة لإعاقتها".

وأضاف "هذه المصالحة يجب أن تكون خطوةً لتعبيد الطريق أمام بناء وحدة وطنية حقيقية، واستراتيجية وطنية تتمسك بالحقوق والثوابت الوطنية، خاصة في ظل محاولات الاحتلال فرض ما يُسميه السلام الاقتصادي، الذي لا يستجيب للحد الأدنى من الحقوق الوطنية، ويشطب حق العودة وإمكانية قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".

أمام هذه التحديات والمخاطر الصهيونية، إلى جانب ما يعانيه المواطنون من تحدّيات داخلية تتمثّل بارتفاع مستويات الفقر والبطالة، وتفاقم ازمات الكهرباء والصحة والمياه، شدّد مزهر على أنّه "بات الآن من المُلحّ والضروري أن تسارع القوى في إنجاح المصالحة"، داعيًا إيّاها للقدوم لخيمة الإسناد، لدعم الخطوات الإيجابية، والتحذير من أيّة انتكاسة أو محاولات الإعاقة والتعطيل".

وانطلقت حوارات المصالحة، بين ممثلي حركتيّ فتح وحماس، ظهر اليوم الثلاثاء، في القاهرة، التي وصلوا إليها أمس الاثنين، استكمالًا لجولات الحوار، التي سبق الاتفاق فيها على الخطوط العامة، فيما سيجري، على مدار 3 أيام، وبعيدًا عن الإعلام، بحث آليات وسُبل تنفيذ التفاهمات، وتمكين الحكومة من ممارسة مهامها بالشكل المطلوب في غزة، والتوصّل لحلول توافقية للملفات العالقة، في مُقدّمتها أزمة الموظفين.

وتجري الحوارات برعاية جهاز المخابرات العامة المصرية، ومن المرجّح أن تتواصل حتى يوم الخميس، من الأسبوع الجاري.

هذا ويضم وفد فتح، برئاسة عضو اللجنة المركزية عزام الأحمد، كل من: حسين الشيخ، روحي فتوح، وأحمد حلس، د. فايز أبو عيطة، ورئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج .

فيما يرأس وفد حماس نائب رئيس مكتبها السياسي المنتخب حديثًا صالح العاروري، وقائد الحركة في غزة يحيى السنوار، بالإضافة إلى أعضاء المكتب السياسي: موسى أبو مرزوق، وحسام بدران، وعزت الرشق، وخليل الحية، وروحي مشتهى.