"الصهيونية.. إسرائيل ومناهضة السامية" اصدار جديد للكاتب خلدون البرغوثي

بالعربي: أطلق مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، اليوم السبت، كتاب "الصهيونية.. إسرائيل ومناهضة السامية"، للباحث خلدون البرغوثي.

وقدم الكتاب الذي يقع في 274 صفحة، الكاتب والباحث في الشأن الاسرائيلي انطوان شلحت، خلال ندوة نظمت في مدينة البيرة.

وقال البرغوثي إن الكتاب يدرس تسلسل تطوير تعريف "معاداة السامية" من نص كلاسيكي واضح، يضع توصيفًا للعنصرية ضد اليهود على أساس عرقي وديني، الى تعريف ضبابي موسع يهدف في ظاهره الى حماية اليهود، وفي باطنه الى جعل معاناة اليهود التاريخية غطاء للجرائم الاسرائيلية ضد الفلسطينيين، عبر قمع أية محاولة لانتقاد "اسرائيل" بصفتها قوة قائمة بالاحتلال.

وأضاف أن منظمات صهيونية وأخرى في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية تبنت هذا التعريف وعملت على تعميمه كي يصبح أداة يُقمع فيها كل من ينتقد "اسرائيل" بصفتها قوة احتلال، وهذه قضية لم يتم الانتباه اليها الا مؤخرًا.

ودعا البرغوثي إلى مواجهة تداعيات هذا الموضوع سواء بتأسيس منظمة أو منظمات إقليمية تكون بمثابة مظلة جامعة لكل الجهود بما يعزز الرواية الفلسطينية، وأن يكون الخطاب المدافع عن الحقوق الفلسطينية متناسبًا ولغة وقيم المخاطبين في العالم، كي نفضح رواية الاحتلال العنصري الذي يحاول العزف على وتر مناهضة السامية التي استهدفت اليهود في أوروبا.

بدوره، قال الباحث شلحت إن الكتاب يبين من خلال الاستعانة بالكثير من المصادر المتعددة أن الصهيونية و"اسرائيل" جيرتا معاداة السامية للدفع قدمًا بأهدافهما التي هي أهداف مشتركة، لا سيما المتعلقة بمشروع استعمار فلسطين، واحلال دولة مكان أخرى، واستمرار منعهم من الاستقلال وإقامة دولتهم، كما يبين أن معاداة السامية كانت نتيجة لظروف واقعية مرتبطة بكينونة اليهود، وليست سببًا من أجل تبرير إقامة دولة خاصة للشعب اليهودي.

وقال: في الوقت الحالي نحن إزاء تعريف جديد تعمل "اسرائيل" على ترسيخه لمصطلح معاداة السامية من أجل شرعنة الصهيونية، وهو تعريف يقول إن مناهضة الصهيونية هي عداء للسامية، رغم أن هذا التعريف قديم فإن انتشاره وتبنيه عالميًا يعد جديدًا.

وتكمن أهمية الكتاب في كونه الأول فلسطينيا وعربيا في تناوله عملية تطوير تعريف مناهضة السامية لحرفه عن سياقه الأصلي والتاريخي، واستغلاله لأغراض سياسية بما يتسبب بظلم لضحايا إسرائيل من الفلسطينيين من ناحية، ولضحايا مناهضة السامية بمفهومها الكلاسيكي من اليهود من ناحية ثانية، عبر إقحام معاناتهم في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي واستغلالها لقمع منتقدي الاحتلال.