الاعلام العبري: الانتفاضة الثالثة قد تندلِع في رمضان على خلفية دينية وستنتشر في قرى ومدن الداخل المحتل

بالعربي: يعتقد ميخائيل ميليشتاين، المُستشرِق "الإسرائيليّ" والضابط السابق في شعبة الاستخبارات العسكريّة في جيش الاحتلال أنّ الخطر الحقيقيّ لا يكمن في اندلاع انتفاضة ثالثة أوْ في تفكك السلطة و”إعادة المفاتيح” إلى إسرائيل، بل في الزحف البطيء للإسرائيليين والفلسطينيين نحو تحقيق فكرة الدولة الواحدة.

وحذر ميلشتاين من أنّ كل ذلك سيجري من دون “قصد ووعي وتخطيط من جانب "إسرائيل" التي يمكن أنْ تجد نفسها مستقبلاً في واقع يهدد قدرتها على الوجود كدولةٍ يهوديةٍ وديمقراطية”، على حدّ تعبيره.

من ناحيته، ونقلاً عن مصادر أمنيّةٍ في الكيان، قال مُحلِّل الشؤون الأمنيّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل إنّ أحداث الأسابيع الأخيرة، التوترات في حي الشيخ جراح، وارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في أنحاء الضفة الغربية، تُرسِّخ التقدير الآخذ في التبلور في جيش الاحتلال بأن شيئًا يمكن أنْ يحدث بين بداية شهر رمضان وعيد الفصح ويمكن أنْ يتطور إلى تصعيد حقيقي في المناطق.

وتابع المحلل “إذا تحقق هذا التنبؤ سيكون الاشتباك الثاني خلال أقل من سنة، بعد عملية حارس الأسوار في قطاع غزة في أيار (مايو) في السنة الماضية، كما أنّ حقيقة أن الطرفين أنهيا الجولة السابقة مع شعور بالتعادل ومن دون تغيير جوهري في صورة الوضع يمكن أنْ تساهم في تطور جولةٍ إضافيّةٍ”.

وشدّدّت المصادر على أنّ “العامل المُفجِّر إذا حدث يمكن أنْ ينشأ من التضافر بين الحماسة الدينية في القدس (بصورة خاصة في الحرم القدسي) وبين بداية شهر رمضان.

وهذا ما يستعد له جيش الاحتلال بواسطة تدريباتٍ ستجري في الوحدات القطرية في لواء الضفة الغربية خلال الأسبوعين المقبلين، بالإضافة إلى تحديث خططها العملانية في الضفة”.

ومضى المحلل الإسرائيليّ قائلاً نقلاً عن ذات المصادر إنّه “في هذه الأثناء تضج الأرض بعمليات لها علاقة أيضاَ بالتحدي الذي تفرضه “حماس” على حكم السلطة في الضفة، وأيضًا بالفساد والضعف اللذين يميزان أداء السلطة نفسها”.

ويرى عدد من قادة جيش الاحتلال على الأرض أنّ تضافر هذه الظروف يشكل برميل مواد متفجر ينتظر الوقت الملائم كي ينفجر، لكن المُستشرِق ميليشتاين ينظر إلى الأمور بصورةٍ مختلفة قليلاً، فحسب رأيه فإنّ السلطة تهدد "إسرائيل" بواسطة “خرطوشة فارغة”. وفي رأيه، باستثناء اندلاع حوادث ذات طابع ديني في القدس، فإن الجمهور في الضفة يرد بصورة لا مبالية على حوادث العنف مع "إسرائيل" وحتى الارتفاع في عدد القتلى والحوادث لن تدفعه إلى المخاطرة بالاستقرار النسبي في حياته اليومية.

ويعتقد ميليشتاين أن الخطر الحقيقي هو الزحف البطيء للإسرائيليين والفلسطينيين نحو تحقيق فكرة الدولة الواحدة، ويحذر من أنّ كلّ ذلك سيجري من دون “قصد ووعي وتخطيط من جانب "إسرائيل" التي يمكن أنْ تجد نفسها مستقبلاً في واقع يهدد قدرتها على الوجود كدولة يهودية وديمقراطية”.

يضاف إلى حساسية الوضع في القدس وفي المناطق، أزمة سياسية داخلية تتعلق بعلاقة كتلة “القائمة العربية الموحدة” (الحركة الإسلاميّة) بسائر الكتل في الائتلاف. إذ يزداد في الكتلة الإسلامية عدم الرضا في ضوء عدم وفاء الحكومة بوعودها. وفي الجناح الجنوبي في الحركة الإسلامية المؤيدة لرئيس الكتلة عضو الكنيست منصور عباس تزداد حدّة الانتقادات الموجهة له، ويقول ميليشتاين إنّ التخوف هو من عدم قدرة الائتلاف على مواصلة ضبط النفس، في ضوء العجز عن تحويل ميزانيات كبيرة كافية إلى فلسطينيي الـ48، وفي أوضاعٍ كهذه إذا انزلقنا إلى العنف في الضفّة الغربيّة، فإنّ هذا يمكن أنْ يترافق أيضًا بتوتراتٍ في المدن المختلطة في داخل الخط الأخضر، على حدّ قوله.

المصدر: رأي اليوم