معادلة ما بعد الردّ: حرب مفتوحة في مواجهة المعركة المحدودة

بالعربي: بتوقيتٍ اسرائيلي جاءت الضربة التي كان المقصود منها تحقيق اصابات في صفوف عناصر الحرس الثوري الايراني في سوريا، ما يعني ان اسرائيل كانت تعمل وتسعى الى استدراج رد ايراني من سوريا في هذا التوقيت بالذات، اي قبل بدء الحملات الإنتخابية في الولايات المتحدة الأميركية، وفي عزّ الأزمة التي يعاني منها بنيامين نتنياهو رئيس وزراء العدو.

تحاول تل ابيب تحقيق امر من اثنين، الأول هو كسر قواعد الإشتباك اقله في سوريا، اذ تعتقد انها من خلال توجيهها ضربات محدودة تتوسع تدريجياً ضد القوات الايرانية لن تدفع طهران الى الردّ وعليه فإنها تكون بذلك قد كسرت قواعد الإشتباك وبات بإمكانها توجيه ضربات مستمرة للحرس الثوري في سوريا من دون تلقي ردود، وهذا سيستمر حتماً الى ما بعد الانحساب الاميركي المتوقع من سوريا والعراق.

أما الامر الثاني فهو الذهاب الى معركة محدودة، بمعنى آخر ان فشل كسر قواعد الاشتباك يعني ان الايرانيين سيقومون بالرد على اي ضربة اسرائيلية، وعندها ستدخل المنطقة في رد ورد مضاد قد يصل الى معركة لعدة ايام تقوم اسرائيل خلالها بتوجيه ضربات حاسمة او نوعية للقدرات الايرانية في سوريا يتوقف بعدها القتال بمسعى اممي، تكون بعده تل ابيب قد حققت انجازاً وأرجعت طهران سنوات الى الوراء، في المقابل يكون نتنياهو المأزوم داخليا قد عاد بطلا قوميا وحصّن نفسه ضد اتهامات بقضايا الفساد.

بالمحصلة، تسعى تل ابيب الى معادلة قد تربح بها في الحالتين، اما كسر قواعد الاشتباك لصالحها او الذهاب الى معركة محدودة تكون ارباحها اكثر بكثير من خسائرها، وكل ذلك يستند الى الفترة المتبقية للرئيس الاميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض وما يرافقها من معادلات ان كان بالنسبة إلى وجود القوات الاميركية في سوريا والعراق او بقاء فريق الشرق الاوسط في الادارة الاميركية على نشاطه السابق.

لعل احتمالات نجاح هذه الخطة الاسرائيلية كانت ستكون اكبر لو ان المواجهة مع دولة مثل ايران، اذ ان الحرب الكبرى معها مستبعدة في هذه المرحلة وممكن ضبط ردة فعلها بشكل اكبر نظراً لارتباطاتها وحساباتها الدولية والديبلوماسية والاقتصادية، لكن الاقدار شاءت سقوط عنصر من "حزب الله" في الغارة الاسرائيلية وها هو "حزب الله" يستعد للرد.

من الواضح، وفق مصادر مطلعة ان الحزب لن يقبل بكسر قواعد الاشتباك، بل على العكس، سيحاول بحزم الحفاظ عليها من خلال رد صريح واقوى نسبياً من المرات السابقة، لكن ماذا لو ذهبت اسرائيل مع "حزب الله" الى الحركة المحدودة.

تقول المصادر ان المعادلة واضحة، لن ينجر "حزب الله" الى اللعبة الاسرائيلية وفي التوقيت الاسرائيلي، وعليه فإن المعادلة واضحة، وكان قد تحدث فيها الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله مرارا، وتقول انه اذا بدأت اسرائيل المعركة فلن تكون قادرة على تحديد نهايتها، ولا مداها الزمني ولا حتى شعاعها الجغرافي. اذا فالحزب هو من سيحدد نهاية المعركة اذا بدأت وعليه فإما ان تبتلع اسرائيل الردّ، كما يحصل عادة واما أن تبادر الى معركة غير معلومة الوقت ولا المدى ولا النتائج.