الجيش السوري يفتح جبهة خطيرة.. الإشتباك الروسي-التركي محسوم!

بالعربي: توحي بعض المؤشرات الميدانية التي تظهر في ريفي حلب وإدلب بأن التصعيد سيكون سيد الموقف قي المرحلة المقبلة، خصوصاً في حال فشلت المفاوضات الروسية – التركية التي تحصل في أنقرة.

يستمر الوفد الروسي ونظيره التركي بخوض مباحثات في أنقرة من دون أن تؤدي حتى اللحظة إلى أي نتيجة إيجابية ترضي الطرفين، لكن بالتزامن مع المسار التفاوضي بدأت الأطراف المتقاتلة في إدلب توجه رسائل قوية توحي بأن البديل عن المفاوضات ستكون معارك كسر عظم وتخطي خطوط حمر كبرى.

بدأت الفصائل المسلحة في إدلب أمس عملية عكسرية مضادة بإتجاه مدينة سراقب، وتركزت العملية على محورين، الأول شمال سراقب عند بلدة أفس، والثاني غربها عند مدينة النيرب، لكن العملية سرعان ما توقفت بعد إعلان رسمي من التنسيقيات أن طلباً من تركيا أدى إلى فرملة العملية بإنتظار المفاوضات التي كانت حاصلة في أنقرة مع الجانب الروسي.

العملية التي ساهمت القوات التركية بتغطيتها نارياً، هدفت إلى توجيه رسالة بأن أنقرة ستقوم بإستهداف الجيش السوري ولن تراعي موسكو في حال تواصلت العمليات العسكرية في المحافظة من دون إتفاق معها، وأن تفعيل الهجوم المضاد رهن بنجاح المفاوضات من عدمها، لكن الجيش السوري ردّ بعنف عبر إستهداف رتل عسكري تركي في التفتناز أدى إلى وقوع قتلى في صفوف الجيش التركي ما يوحي بغطاء سياسي وميداني روسي واضح.

في مقابل رسالة القوة التركية قام الجيش السوري بتزخيم العمليات العسكرية في محورين غير مرتبطين جغرافياً بإتفاقات سوتشي، أي أنهما غير مرتبطين بتأمين أوتوستراد M5 وM4، المحور الأول عند الحدود الإدارية لمحافظتي إدلب – حلب، عند بلدات كفر حلب ومعرة النعمان، حيث تقدم الجيش السوري غرباً في إيحاء بأنه يتجه لقطع الطريق على القوات التركية ومنعها من التقدم بإتجاه عمق المحافظها، وتالياً عزل نفوذ أنقرة في أقصى شمال إدلب وفي عفرين.

أما المحور الثاني فهو بإتجاه بلدة تفتناز ومطارها، شمال سراقب، وهذه الجبهة توحي بأن الجيش السوري قد يستمر بتقدمه بإتجاه بلدتي كفريا والفوعة ما يمكنه من تأمين قاعدة عسكرية كبيرة له في عمق محافظة إدلب، ما يجعل سقوط إدلب المدينة سهلا نسبياً.

هذه المؤشرات الميدانية التي يرسلها الطرفان توحي بأن المفاوضات الحاصلة في أنقرة ليست فعالة، وقد تؤدي إلى إشتباك مباشر بين الجيش السوري المدعوم روسياً وبين الجيش التركي، خصوصاً أن دمشق جمدت جبهة أريحا – جسر الشغور التي تؤمن السيطرة عليهما أوتوستراد M4 بعد تأمين اوتوستراد M5 صباح اليوم.