"الليلة التي غيّرت الشرق الأوسط".. الـCIA تدّربت سنة ونصف على اغتيال سليماني ونجحت بـ"قتله" 6 مرات

بالعربي: بُعيْد اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوريّ الإيرانيّ، الجنرال قاسم سليماني، سارع رئيس وزراء كيان الاحتلال إلى نفيْ أيّ علاقةٍ "لإسرائيل" في العملية التي نفذّتها رأس الأفعى، أمريكا، وقالت وسائل الإعلام العبريّة، في السادس من شهر كانون الثاني (يناير)، أيْ بعد ثلاثة أيّامٍ من عملية الاغتيال، قالت نقلاً عن مصادر سياسيّةٍ إسرائيليّةٍ واسعة الاطلاع إنّ المجلس الوزاريّ الإسرائيليّ المُصغّر للشؤون الأمنيّة والسياسيّة (الكابينت) عقد يوم الاثنين (06.01.20)، اجتماعًا حول تداعيات اغتيال قاسم سليماني.

وأوضحت وسائل الإعلام العبريّة، التي خضعت لمُراقبةٍ شديدةٍ من مقّص الرقيب العسكريّ، أوضحت نقلاً عن المصادر عينها أنّ اجتماع (الكابينت) حول تداعيات اغتيال سليماني، انتهى، دون مزيدٍ من التفاصيل، حول ما جرى خلاله، فيما نقلت القناة العبرية الـ 13، عن وزراء فيه، أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قال خلال الجلسة إنّ اغتيال سليماني حدثٌ أمريكيٌّ خالصٌ، لم نُشارِك فيه، ولا يجب أنْ ننجذب إليه، على حدّ تعبيره، كما أصدر نتنياهو أمرًا يقضي بمنع الوزراء من الإدلاء بتصريحاتٍ حول الجريمة الأمريكيّة الهمجيّة والبربريّة بحقّ القائديْن الاثنيْن، سليماني والمهندس.

ومن الجدير بالذكر أنّه فجر الجمعة، الثالث من شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكيّة (البنتاغون) عن اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوريّ الإيرانيّ، وأبو مهدي المهندس، نائب رئيس (الحشد الشعبي) العراقيّ، وعدد من المرافقين، بغارة جويّةٍ بالقرب من مطار بغداد الدوليّ.

والسؤال الذي ما زال مطروحًا وبدون إجابةٍ بتاتًا: هل لعب كيان الاحتلال دورًا في عملية الاغتيال القذِرة والسافلة للجنرال سليماني والقائد المهندس، علمًا أنّ التحالف الإستراتيجيّ بين الولايات المُتحدّة الأمريكيّة والدولة العبريّة هو من أقوى التحالفات الأمريكيّة، وخصوصًا أنّ واشنطن تلعب دور حامي الكيان منذ زرعه في منطقة الشرق الأوسط في العام 1948 على أنقاض الشعب العربيّ-الفلسطينيّ في أبشع جريمةٍ ارتُكبت في التاريخ.

وعلى الرغم من حالة التكتّم والسريّة حول تورّط "إسرائيل" من عدمه في عملية الاغتيال الوحشيّة، تقوم هيئة البثّ العبرية (كان)، وهي شبه رسميّة، تقوم مساء اليوم الاثنين بعرض فيلمٍ استقصائيٍّ-وثائقيٍّ “وقت الحقيقة” عن العملية الأمريكيّة لاغتيال الجنرال سليماني والقائد المُهندِس، ووفقًا لمُعِّد ومُقدِم البرنامج الإعلاميّ الإسرائيليّ، أساف ليبرمان، الذي قام بالإدلاء بحديثٍ صحافيٍّ مساء أمس في النشرة المركزيّة لقناة (كان)، فإنّ الفيلم الاستقصائيّ يكشِف خفايا وخبايا جديدة لم تُنشِر حتى اليوم، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّ إعداد الفيلم استمرّ فترةً من الزمن، وأنّه استند إلى مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ للغاية في وزارة الدفاع الأمريكيّة (البنتاغون)، ومُلمِحًا إلى أنّ البرنامج استند إلى مصادر أمنيّةٍ إسرائيليّة لم يكشِف النقاب عنها.

وفي معرض ردّه على سؤالٍ مُقدّمة النشرة الإخباريّة المركزيّة في قناة (كان) قال مُعّد ومُقدّم البرنامج إنّه بحسب المعلومات التي جمعها الصحافيون العاملون في البرنامج من مصادر مُخابراتيّةٍ مُختلفةٍ فإنّ القرار باغتيال أهّم شخصٍّ عسكريٍّ وسياسيٍّ في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، الجنرال قاسم سليماني، على حدّ تعبيره، تمّ اتخاذه في وكالة المخابرات الأمريكيّة المركزيّة (CIA) قبل سنةٍ ونصف السنة، مُشدّدًا في الوقت عينه، نقلاً عن المصادر التي تحدثت للبرنامج الاستقصائيّ، على أنّ المسؤولين عن تنفيذ العملية قاموا ستّة مرّاتٍ بـ”قتل” سليماني في الاختبارات التي قاموا بإجرائها، مُضيفًا أنّ جميع الاختبارات التي أجراها فريق الاغتيال الأمريكيّ نجحت، على حدّ قوله، لافِتًا إلى أنّ الليلة الواقعة بين الثاني والثالث من كانون الثاني (يناير) الماضي غيّرت منطقة الشرق.

عُلاوةً على ذلك، اعتبر مُعّد ومُقدِّم البرنامج في سياق حديثه أنّ الجنرال سليماني كان من أكثر الشخصيات السياسيّة والعسكريّة في منطقة الشرق الأوسط، التي تركت البصمات والآثار، وأنّه إلى حدٍّ ما قام ببلورة ورسم خريطة الشرق الأوسط منذ بدء التدّخل الإيرانيّ في الأزمة السوريّة بناءً على طلب الحكومة في دمشق، ويُشار في هذا السياق إلى أنّ المرشد الأعلى للثورة الإسلاميّة، السيّد علي خامنئي أعلن في أيلول (سبتمبر) من العام 2011 حكمًا للجهاد لصالح الحكومة السوريّة، وختم مُعِّد ومُقدِّم البرنامج بالقول إنّ الفيلم، الذي سيُعرَض مساء اليوم بتوقيت فلسطين المحليّ سيُعطي الإجابة الكافية والشافية فيما إذا كانت "إسرائيل" شاركت في عملية الاغتيال، كما قال.

المصدر: راي اليوم