أجواء سينمائية لأول مرة في قرية الزبيدات بالأغوار

بالعربي: والي بفقد هويته بكون ضايع ملوش حدا"، هكذا قالت الحاجة عن التطريز في فيلم "خيوط من حرير"، الذي رأت انه يعبر عن الهوية الفلسطينية ويتحدث عن التطريز الفلسطيني، ويبرز مدلولات الثوب الفلسطيني ومطرزاته على المدن الفلسطينية من قبل النكبة وبعدها، ومحاولات الاحتلال طمس الهوية الفلسطينية بكافة أشكالها، فذكر أحد الشبان قائلاً: إن الاحتلال دائماً يسعى لجعل له ارث تاريخي وثقافي، فوزيرة الثقافة لدى الاحتلال ذهبت لمهرجان "كان" السينمائي بزي عليه صور لمدينة القدس المحتلة ولقبة الصخرة، وهي محاولات يائسة منهم لرسم تاريخ لهم في هذه الأرض الفلسطينية.

ويأتي عرض فيلم "خيوط من حرير" للمخرجة ولاء سعادة من بين سلسة من العروض السينمائية الوثائقية لمخرجات فلسطينيات يتم عرضها في مقر نادي الزبيدات الرياضي، وهو ضمن مشروع "يلا نشوف فيلم!" مشروع شراكة ثقافية-مجتمعية تديره مؤسسة " شاشات سينما المرأة " بالشراكة مع "جمعية الخريجات الجامعيات" و"جمعية عباد الشمس لحماية الإنسان والبيئة " بدعم رئيسي من الاتحاد الأوروبي ودعم مساند من CFD  السويسرية وصندوق المرأة العالمي.

كما عرض فيلم "سرد" للمخرجة زينة رمضان الذي كان عبارة عن رسائل صوتية بين المخرجة "زينة رمضان" وصديقتها من غزة "رهام" عن محاولتها للخروج من غزة الواقعة تحت حصار مستمر منذ أكثر من عشرة أعوام، لإكمال دراستها الماجستير في الخارج، قال أحد الشباب: إن معاناة أهل غزة كبيرة جداً لا يمكن تحملها، وإن الفيلم وضح جانباً وجزءاً من هذه المعاناة، من خلال محاولة السفر لرهام من قطاع غزة، وأن رقمها في السفر حوالي 17 ألف، الأمر الذي قد يستغرق منها 6 أشهر أو ربما سنة كاملة للسفر، وتكون هذه المدة كفيلة بسحب المنحة منها، الأمر الذي يحتم على المنظمات الدولية، بالنظر لمعاناة الشعب الفلسطيني هناك وفتح خطوط أمان لسفر الفلسطينيين لإكمال تعليمهم وغيرها من الأمور المهمة.

ويتحدث فيلم "ورق دوالي" عن قصة جدة المخرجة "دينا أمين" التي انتقلت من سوريا لفلسطين تحديداً إلى القدس بعد زواجها، وحفاظها على بيتها بالقدس وحنينها إلى وطنها سوريا، قالت إحدى الشابات: "إن الفيلم يذكرني بحكايات جدي ورحلة غربته من بئر السبع للأغوار، ومع مر السنين فإنه لم ينسى المكان الذي ولد فيه، وعاش فيه طفولته، فكما السيدة فاطمة مع مر السنين لم تنسى وطنها سوريا، فجدي وهو في الوطن لم ينسى بئر السبع!".

تناول فيلم "الغول" للمخرجة آلاء الدسوقي الحرب على غزة، فكان الاحتلال هو "الغول" كما في الحكايا والأساطير المخيفة التي تحاول بعض الأمهات سردها لأولادهم ليناموا لكن هذه المرة كان الاحتلال هو الذي يرعب الأطفال والسكان في غزة وكل فلسطين، قالت إحدى الأمهات: "إن أطفالنا ينهضون من النوم على أصوات القنابل الصوتية وغيرها، ويقومون مروعين ومفزوعين، في أيام التي يتدرب فيها الاحتلال بالقرب منا، وأصبحت الكوابيس تلاحقهم لمدة طويلة بعد المداهمات للبيوت الآمنة، فما بالك في غزة أيام الحروب عليها".

عكس فيلم "يا ريتني مش فلسطينية" للمخرجة فداء نصر فحوى الاسم فهو يجعلك تفخر كونك فلسطينياً، قالت احدى الحاضرات: "إن الفيلم ذو طابع وطني بامتياز، بل ويشحذ الهمم ويعطيك دفعة قوية للأمام للبدء من جديد مهما بلغت تعثراتك، وقد كان اسم الفيلم ملفتاً جداً، يجعلك تتشوق لمعرفة أحداث الفيلم وما يحدث مع المخرجة، ولكن مع كل تلك الأمور التي حدثت لها إلا أنها قالت: "إني فخورة كوني فلسطينية، وهي رسالة الفيلم المهمة".