جمعية أجيال للإبداع والتطوير تعرض أفلاماً من إنتاج مؤسسة شاشات سينما المرأة

بالعربي: نظمت جمعية أجيال للإبداع والتطوير، سلسلة عروض لأفلام من إنتاج مؤسسة شاشات سينما المرأة ومخرجات فلسطينيات شابات في مقرات الجمعية والمؤسسات في غزة، بحضور فئات وشرائح مختلفة وخاصة فئة النساء.

تأتي هذه العروض ضمن مشروع "يلّا نشوف فيلم!"، مشروع شراكة ثقافية مجتمعية تديره مؤسسة "شاشات سينما المرأة" بالشراكة مع جمعية "الخريجات الجامعيات غزة" ومؤسسة "عباد الشمس لحماية الانسان والبيئة" وبدعم رئيسي من الاتحاد الأوروبي ودعم مساند من مؤسسة CFD السويسرية وصندوق المرأة العالمي.

حيث تم عرض فيلم "ريف بالأسود" للمخرجة فداء نصر، يروي هذا الفيلم حكاية طفلين، من بلدة دورا جنوب الخليل، نموذجان لبعض الشباب الذين يعتاشون من حرق الخردة (أسلاك، إطارات..) في مناطق متفرقة من ريف الخليل، من أجل استخلاص المعادن منها مسببين تلوثاً بيئياً هائلاً يهدد الريف الأخضر العامر بالزراعة والرعي، وصحة أهالي المنطقة.
"عمل الأطفال غير قانوني، وهم يعملون في أعمال خطرة، ويلحقوا الضرر بالبيئة والمصلحة العامة من أجل مصلحتهم الخاصة" هكذا بدأ الطلائع بالنقاش وتبادل الأراء بالفيلم من حيث عمل الأطفال الغير قانوني ومن حيث سبب عملهم وهم في هذا العمر وما الذي يدفعهم لذلك، رغم الضرر الذي ينتج من هذه الأعمال، ودور المسؤولين في ذلك ودورنا المجتمعي إتجاه هذه القضية.

أما فيلم "شكله حلو... بس"  للمخرجة رنا مطر، يرصد بحر غزة المحاصر، تلخص حكاية البحر الموجعة، فالبحر الذي يعكس مجموعة كبيرة من التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية أصبح الضحية الأولى لواقع القطاع وسلوك أبنائه غير المسؤول.
"البحر قلب غزة وعينيها ويجب المحافظة عليه" ناقش الطلائع دورهم في المحافظة على شاطئ البحر وكيفية التأثير على المجتمع وعلى صنّاع القرار وطالبوا صناع القرار برؤية الفيلم، لأنهم هم من يضعوا القوانين ويشرّعوا للحد من هذه الممارسات التي تضر بالمتنفس الوحيد للسكان في غزة، وفي نهاية اللقاء طالب الطلائع بضرورة وضع قوانين تنظم السلوكيات الاجتماعية، وتضع عقوبات على المخالفين.

أما في فيلم "فلفل وسردين" للمخرجتان آثار الجديلي و آلاء الدسوقي، الذي يدور حول رؤية شابتين من غزة لواقع غزة، في ظل الحصار، حيث شبهت إحداهن الحياة بالفلفل بألوانه المختلفة الحارة وهي ذات الالوان التي تشكل أطياف الفصائل الفلسطينية، فيما ترى صديقتها أن الحياة في قطاع غزة أشبه بالسردين في إشارة للحصار الذي يعيشه المواطن الغزي كما السردين المحاصر في البحر.
"حياتنا تشبه رحلة السردين والفلفل بألوانه"، حيث أجمع الحضور بالنقاش وتبادل الأراء على تشبيه الفيلم بالواقع الذي يعيشه الناس في ظل الوضع الراهن خاصة بالإزدحام والتجمعات السكانية وزيادة عدد المواليد شهرياً وعدم توفر مساحة كافية، كما أكد الجميع تأثير الحصار الذي يسبب العديد من المشاكل وسيطرت الإحتلال على الأرض.

أما فيلم "قطعت" للمخرجة آثار الجديلي، الذي يعرض مشكلة انقطاع الكهرباء المستمر يوضح كيف الأهالي يقضون وقتهم بدون كهرباء، وكيف يبنون برنامج عملهم اليومي، حسب جدول وصولها، إشكالية عميقة لم تجد لها طريقا ًللحل على مدار السنوات الماضية، وكيف أثرت على مناحي الحياة المختلفة، تاركة القطاع يغرق في ظلمات العتمة القهر والعجز والفقر.

"أنا تشوهت بسبب الكهرباء" هكذا بدأت سيدة بالحديث وشاركها الجميع في الرأي إنها مشكلة تسبب الكثير من القلق لهم فالكهرباء لا بد من وجودها بكل منزل العديد من المرضى بحاجة لها لساعات طويلة والطلاب وكذلك بعض من يعمل من المنزل فهي أساس لا بد منه وتبادل المشاركون الرأي فهناك من قال "12 سنة إتأقلمنا معها" وهناك من قال لماذا لا يتم توفير كهرباء بالطاقة الشمسية وأن تكون في متناول الجميع.

أما في فيلم "أقدام صغيرة" للمخرجة إيناس عايش، يتحدث الفيلم عن قصة الشاب علاء وهو شاب بسيط ومن أسرة بسيطة وهذا الشاب من قصار القامة وقد تعرض للمتاعب الكثيرة في حياته هو شاب مجتهد وطموح في حياته حيث أنه يعمل مهرج ومنشط مع الأطفال يقوم برسم الإبتسامة على وجوه الأطفال وأنه يجد طريق سعادته في عمله معهم وهو محبوب جدا من قبلهم وهو يمتلك روح جميلة تملأها الإصرار والأمل.
"إحنا عنا المشكلة مش هما لأنهم بعرفوا إيش يعملو ولازم ندعمهم ونعزز صمودهم وإنقويهم" هكذا بدأت سيدة بالحديث عندما ذكرت قصة إبنتها التي تعاني من متلازمة داون وكيف أنها تشارك بالإحتفالات عبر رقصها على خشبة المسرح بأحد المراكز، وأجمع الحضور أنه يجب أن تتغير نظرة المجتمع لهؤلاء الأشخاص من خلال التوعية وإعطائهم المساحة الكافية والثقة بالنفس والإصرار فهما سببان مهمان في سبيل الإندماج، وأن الإعاقة الحقيقية تكمن في إنغلاق التفكير وعدم تقبل الغير وليس في الشكل أو الهيئة.

أما في فيلم "أن جي/كوز" للمخرجة ريهام الغزالي يتناول الفيلم أزمة البطالة من خلال استعراض قصة، حمزة الصفطاوي وهو شاب مثل كثير من الشباب تخرج من الجامعة ليبدأ رحلته في البحث عن وظيفة ثابتة تؤمن له حياة كريمة للمستقبل. مضت 5 سنوات ولم يستطع أن يجد عملا سوى في المؤسسات الأهلية التي تستغل طاقات الشباب بمقابل بسيط وبفترة زمنية لا تتجاوز الشهرين! كل هذا الصراع خلق لحمزة علاقة غريبة مع ورق السيرة الذاتية وشهادته الجامعية والذي أصبح يسبب له الخذلان وبات سؤال "لقيت شغل؟" شيئا طبيعيا لدرجة أنه يتخيل الكل يطرح عليه هذا السؤال!

تبادل الحضور النقاش ووجهات النظر وكيف الجميع يرى عمل المؤسسات والجمعيات بغزة البعض يراها أنها تستخدم الشباب لجلب التمويل والبعض من الخريجين كان له رأي مختلف بالإستفادة وتطوير الذات، فيما قالت مشاركة "الخريج الفلسطيني يعيش مكبلًا بأغلال البطالة" التي تفرض على كثير منهم العمل في غير تخصصه وفي مواقع أقل شأنًا مما يستحقون، كان للحضور وجهات نظر متباينة حول مسألة ارتضاء العمل بأي شيء لمحاربة البطالة حتى لو كان بغير المستوى من أجل إيجاد مصدر دخل وفي ظل الحاجة لواسطة للحصول على فرصة تشغيل مؤقت أو عمل، أما على صعيد البدائل كان للحضور رأي بالبحث عن العمل عن بعد عبر منصات العمل الحر واستخدام اليوتيوب والمواقع الأخرى للعمل، في نهاية اللقاء تمنى الجميع أن يتم العمل بشفافية في هذا الأمر.

أما في فيلم "إن قلت آه وإن قلت لا"، للمخرجة ليالي كيلاني، يتحدث عن فتاة تحب الرقص وتتعرض لمنع من قبل والدها حتى داخل حجرتها فتقرر أن تتمرد على هذا الواقع وتقوم بالخروج لصالون منزلها حيث يجلس الاب و اخيها وتقوم بالرقص وبشكل مباشر مما يجبر والدها على تقبل الأمر.