بالعربي: في إطار مشروع شراكة ثقافية مجتمعية تحت مشروع "يلا نشوف فيلم!" الذي تديره مؤسسة شاشات سينما المرأة بالشراكة مع جمعية الخريجات الجامعيات وجمعية عباد الشمس لحماية الإنسان والبيئة بدعم رئيسي من الاتحاد الأوروبي وبدعم مساند من ((CFD السويسرية وصندوق المرأة العالمي وبالتنسيق مع مركز حيدر عبد الشافي للثقافة والتنمية، نفذ مركز د. حيدر عبد الشافي للثقافة والتنمية خمسة عروض لمجموعة من أفلام "أنا فلسطينية" في قطاع غزة،
ويسعى المشروع من خلال هذه الأنشطة الثقافية السينمائية إلي تطوير قدرة الفئات المجتمعية علي النقاش والتفاعل المتبادل، بهدف تعزيز حرية التعبير والتسامح والسلم والمسؤولية المجتمعية، بشكل يجعل تلك الفئات قادرة على المساهمة الفعالة في بناء مجتمع ديمقراطي يحترم التنوع وحقوق الإنسان، ويشارك بفاعلية في تحديد أولويات التنمية.
وتحاكي الافلام التي عرضها مركز د. حيدر عبد الشافي للثقافة والتنمية قضايا المجتمع الفلسطيني ، ففي فيلم خيوط من حرير يوثق الحكايات الشعبية عن فلسطين المطرزة بخيوط الحرير على قطع قماش ليكوِّن الثوب الفلسطيني، الثوب الذي تمسكت به النساء كامتداد لقصصهم التي عاشوها قبل النكبة والتهجير، وتوثق هذه الأثواب التراث الحضاري والفلكلوري الفلسطيني، بما فيها من المدن ذات الطابع الجبلي وتلك ذات البيئة الساحلية والبيئة البدوية، وكذلك الطبيعة من أشجار السرو وعرق الدوالي (ورق العنب)، والتنوع الجغرافي، النهر والجبل والتل، لتتزين بها العرائس جيل عن جيل في أفراحهن ومناسباتهن ، وعبرت إحداهن عن الثوب الفلسطيني هو من يزين المراة الفلسطينية ويعبر عن تراث فلسطين .
وفي فيلم سرد لمدة سنة، تبادلت زينة ورهام الرسائل الصوتية عبر تطبيق مسنجر على فيسبوك. تروي تلك الرسائل تجربة رهام في البحث عن فرصة لإكمال دراستها الماجستير في الخارج ومحاولات الخروج من غزة ، وقد بات واقع رهام يطبق بإحكام عليها وعلى كل ما يمكن أن تحلم به كفتاة في السادس والعشرين من عمرها ، حيث قال أحد الحضور أن السفر خارج الوطن غير جيد ويجب البقاء في فلسطين .
وفي فيلم ورق دوالي يسرد قصة الجدة وكيف ولماذا جاءت إلى القدس؟ ويتتبع أثر انتقالها من مسقط رأسها في دمشق حيث يعيش أهلها إلى مدينة غريبة عنها في كل تفاصيل الحياة اليومية. ويبقى السؤال: هل ستعود إلى سوريا؟
وأسست الجدة حياتها في منزلها المقدسي، بقيت هنا كأي فلسطينية أُخرى تتعامل مع الاحتلال يوميا.. إنها ليست حياة مريحة، ولا هي تلك التي كانت تأمل أن تعيشها؛ لكنها حياة وجدت نفسها فيها في مدينة القدس، بين الفلسطينيين والأهم بين أبنائها وأحفادها ، وقال أحد الحضور أن أكلة الدوالي تعبر تراث وهوية الفلسطينيين .
وفي فيلم الغول تحدث أن أسطورة الغول إختلفت فأصبحت حقيقة تجسدت في أكثر الحقائق رعباً وهي الحرب ، فغول الأساطير لا يخيف أطفالنا، بل خوفهم الأكبر هو الحرب والاحتلال الذي يسلب الحياة والأرض ، غولنا هو الشوكة التي قصمت ظهور الفلسطينيين على مر التاريخ، ولم تزيدهم إلا قوة ودفاعاً عن شرف وكرامة كل فلسطيني، وتحدث أحد الجمهور أن العدوان على قطاع غزة أثر بشكل كبير على المجتمع الفلسطيني ككل وأيضا تبعات الإنقسام كان لها الدور الأكبر في إضعاف بنية ووحدة الصف الفلسطيني .
وأيضاً في فيلم يا ريتني مش فلسطينية ، يصف اختلاط المشاعر لدى المخرجة، فبعد ظروف معينة مرت بحياتها أضحت أسيرة منزلها، ولا تريد رؤية أحد. وتتمثَّل أصعب المشاعر التي تُلازِمها في كونها فتاة تتعثر بالكثير من القيود سواء بسبب المجتمع وعاداته، أو بسبب الاحتلال ومعيقاته، فباتت تعيش في حالة يأس وقلق وخوف، لدرجة أنها تمنت لو لم تكن فلسطينية لا سيما في لحظات الغضب، لكنها في كل مرة تعود وتسأل نفسها لو لم تكن فلسطينية ؟!
وقالت إحدى المشاركات أن المعاناة التي تتعرض لها المرأة بسبب العادات والتقاليد والإحتلال الإسرائيلي والقيود التي يفرضها على المرأة الفلسطينية أدى إلى إضعاف دورها في المجتمع الفلسطيني على الصعيد المحلي والإقليمي .
ويؤكد مركز د. حيدر عبد الشافي للثقافة والتنمية على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية لدى الشعب الفلسطيني وتعزيز تماسك النسيج الإجتماعي والأهلي في المجتمع الفلسطيني ، للقدرة على التصدي لكافة أشكال الإنتهاكات التي يمارسها الإحتلال الصهيوني إتجاه الفلسطينيين سواء في القدس أو الضفة الغربية أو قطاع غزة ، مما يساهم ذلك في تمكين وتعزيز صمود الإنسان الفلسطيني على البقاء في أرضه والدفاع عنها .