"انتشار كبير للمخدرات والسلاح".. رئيس بلدية الزعيّم :نحن عاجزون عن تنفيذ القانون وأُشبعنا كلاماً إعلامياً عن دعم المقدسيين

بالعربي: قال رئيس بلدية الزعيم قضاء القدس المحتلة عبد القادر كليب، إن الأمن معدوم في البلدة بشكل كامل، بسبب رفض الاحتلال محاولات السلطة التنسيق لدخول الزعيم وفرض الأمن والنظام فيها، ما أدى الى انتشار كبير في المخدرات والسلاح والاعتداءات على الأرصفة والشوارع والمركبات المشطوبة، ما يشكل خطرا كبيرا على المواطن بشكل يومي.

وأضاف خلال برنامج ساعة رمل الذي تنتجه وتبثه وطن، ويعده ويقدمه الإعلامي نزار حبش، أن الاحتلال يرفض دخول الأجهزة الأمنية الفلسطينية الى هذه المنطقة، حتى تبقى حالة الفوضى والفلتان الأمني منتشرة.

وناشد رئيس البلدية قيادة الأجهزة الأمنية والحكومة بضرورة الاستمرار في محاولة دخول الزعيم، لأن البلدية لم تعد قادرة على تطبيق الحد الأدنى من القانون، وباتت عاجزة تماما أمام حالة الفوضى والفلتان الأمني المستفحلة.

وأشار الى أن البلدية تحاول، لكن دون أي فائدة، حيث تقوم فرقها على سبيل المثال، بإزالة مخالفة عن الشارع العام في اليوم الأول، فيعود المخالفون لوضعها في اليوم الثاني، مؤكدا أن البلدية وحدها لا تستطيع تنفيذ القانون.

وأوضح أن عشرين في المئة من مركبات الزعيّم مشطوبة، في حين سجلت البلدية أكثر من 100 مخالفة في البناء عام 2018، معظمها في الارتدادات، حيث يقوم المخالفون بابتلاع متر أو نصف متر من الشارع الرئيسي في أغلب الحالات.

وتابع قائلا: البلدية كل ما تستطيع القيام به حاليا، ارسال الاخطارات لكن لا حياة لمن تنادي، لأنه لا يوجد أي سيادة للبلدية أو سلطة.

ووجه رئيس البلدية رسالة الى قاطني الزعيم قائلا: أرجو منكم الحفاظ على بلدتكم والابتعاد عن الشوارع في البناء وذلك لخدمتكم، كما اطالبكم الالتزام بالقانون حفاظا على حياة أطفالنا ومظهر بلدتنا.

وأوضح رئيس البلدية أن مواطني الزعيم يعيشون في عنق الزجاجة على مدخل القدس الشرقي، وبناء على ذلك فإن ضمان وجودهم وصمودهم أمر أساسي للمحافظة على الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة، حيث قال في هذا الصدد: يجب الحفاظ على هذه المنطقة وسكانها، وللأسف كل ما نسمعه من كلام للمسؤولين عن دعم صمود المقدسيين هو للاستهلاك الاعلامي فقط حيث أشبعنا من هذا الكلام، الذي لا وجود له على أرض الواقع، لأن الموجود هو فقط مزيد من التهميش.

ويشار الى أن الزعَيّم بلدة فلسطينية تتبع محافظة القدس، وتقع شرق المدينة المقدسة، وهي ملاصقة لجبل الزيتون، ويعيش فيها اليوم قرابة العشر الاف مواطن معظمهم من حملة الهوية المقدسية، وترتفع عن سطح البحر 650 مترا.

وتعاني الزعيم اليوم الى جانب فقدان الأمن والأمان، من ضعف في الخدمات المقدمة للمواطنين وبنية تحتية متهالكة وخصوصا الشوارع التي تحتاج الى إعادة تأهيل فوري.

وتشمل بنية الزعيم التحتية شبكة صرف صحي تمتد على مساحة ثمانين في المئة من مساحة المناطق السكنية، لكن هذه الشبكة غير مكتملة وتفتقد الى محطة للتنقية.

أما على مستوى الممارسات الاحتلالية، فيعيش سكان "الزعيم" في منطقة محاطة بجدار الفصل العنصري، وحاجز عسكري، وبوابة حديدية تتحكم في تحركاتهم، حيث تحولت البلدة الى معتقل كبير.

مشاريع للصرف الصحي تواجه برفض إسرائيلي

وحول قضية شبكة الصرف الصحي غير المكتملة، قال رئيس البلدية إن الاحتلال يرفض السماح لنا استكمال بناء الشبكة وإقامة محطة لتنقية المياه العادمة، مردفا : آخر ما وصلنا من الارتباط الاسرائيلي عبر الارتباط الفلسطيني، كتاب يفيد بنية الاحتلال سحب المياه العادمة التابعة للزعيم الى منطقة الكسارات، وربطها بشبكة المجاري الإسرائيلية، وأنا قمت بتحويل هذا الملف الى سلطة المياه ووزارة الحكم المحلي وهم أصحاب القرار في ذلك، لكننا لغاية اللحظة لم نتلق أي رد.

وأوضح أن البلدية تنضح المياه العادمة حاليا في الأودية والأراضي الزراعية ما يفاقم من التلوث البيئي، مؤكدا أن البلدية توجهت الى عدة مؤسسات دولية منها ايطالية، وحصلت على موافقات لتكملة شبكة الصرف الصحي وإنشاء محطة للتنقية، لكن كل ذلك يواجه برفض احتلالي.

الزعيم تفتقد للمدارس والمراكز الصحية ..

وتذمر رئيس البلدية من عدم توفر المدارس في الزعيم، حيث قال: بلدة فيها 10 الف نسمة لا يوجد فيها مدرسة ذكور .. لدينا مدرسة واحدة مختلطة للصف السابع، لكن في الصفوف بعد السابع تخصص للإناث فقط ولغاية التوجيهي، والذكور من حملة الهوية المقدسية يضطرون للذهاب الى القدس طلبا للعلم عبر بواية احتلالية بشكل يومي، بينما حملة الهوية الفلسطينية يضطرون يوميا للذهاب الى العيزرية أو أبو ديس، أما الجزء الأكبر فيتسرب من المدارس بسبب عدم توفرها.

وأكد أن بلدية الزعيم اجتمعت مع وزارة التربية والتعليم أكثر من مرة، وطالبتها بالمساهمة في بناء غرف صفية جديدة ومدرسة، لكن دون أي فائدة أو رد من قبل الوزارة.

أما عن الواقع الصحي في البلدة، فأكد أنه وفي حالات الطوارىء، يضطر المواطن حامل الهوية المقدسية، للتوجه الى القدس طلبا للعلاج، بينما حامل الهوية الفلسطينية يذهب الى أريحا أو رام الله، وفي الأزمات المرورية الخانقة، قد يموت المريض في الطريق، لأن الزعيّم تحوي فقط على عيادة بدائية غير مؤهلة، لذا نحتاج مركزا صحيا دائما بشكل طارىء.

ديون بالملايين ..

وفيما يتعلق بواقع البلدية المالي، أوضح أن للبلدية ديونا على المواطنين تبلغ 7 مليون شيكل بدل فواتير مياه، وهذا يؤثر سلبا على كل الخدمات المقدمة للجمهور بسبب غياب مصادر الدخل للبلدية.