رئيس بلدية بتير: 50 الف سائح يزورون البلدة سنويا دون أي خدمات أو مرافق

بالعربي: اتهم رئيس بلدية بتير تيسير قطوش، وزارة السياحة والآثار، بالتقصير في بلدة بتير وخصوصا بعد إدراجها على قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 2014.

وقال رئيس البلدية خلال برنامج ساعة رمل، الذي تنتجه وتبثه شبكة وطن الإعلامية، ويعده ويقدمه الإعلامي نزار حبش، إن وزيرة السياحة والآثار لم تزر البلدة منذ إدراجها على قائمة التراث العالمي، ونعمل على تنظيم زيارة لها خلال الفترة القادمة.

واستدرك رئيس البلدية قائلا: صحيح أن وزارة السياحة والآثار كان لها دور كبير في ادراج البلدة على قائمة التراث العالمي، وصحيح أيضا أن الوزارة قامت بمشاريع مثل ترميم ساحة السلاسل الحجرية والقنوات الموجودة في المدرجات، وترميم ساحة الميدان في منطقة العين، وحاليا نقوم بترميم جزء من البلدة القديمة، لكن هذه المشاريع محدودة جدا وغير كافية.

وشدد أن البلدة لم تأخذ حقها الطبيعي من التطوير بعد ادراجها على قائمة التراث، رغم أن أكثر من 50 الف سائح يدخلونها سنويا، مطالبا الحكومة بالنظر الى بتير واحتياجاتها الأساسية وخصوصا في قطاع السياحة.

وأوضح أن البلدة تعاني من غياب المرافق السياحية، كمواقف الحافلات أو الحمامات العامة أو أي مكتب سياحي أو مرشدين سياحيين مؤهلين، مشيرا أن بنية بتير التحتية لا تتناسب أبدا مع الأهمية التاريخية والحضارية.

وفيما يتعلق بالبنية التحتية، قال إن شوارع البلدة ضيقة وتفتقد الى الأرصفة، في ظل حاجة حقيقية الى شبكة مياه توقف الهدر الكبير الحاصل، وشبكة صرف صحي كون البلدة تعتمد على الحفر الامتصاصية والصماء الأمر الذي يلوث المياه الجوفية والتربة.

وأوضح أنه في عام 2016 تم تحويل مجلس قروي بتير الى بلدية وهذا انجاز كبير للبلدة، لكن البلدية تعاني من شح كبير في المشاريع ومصادر الدخل خصوصا وأن تصنيفها ج، وهو الأمر الذي ينعكس سلبا على واقع البلدة.

وأكد أن البلدية ومنذ عام 2017 تعمل على تعبيد الشارع الرئيسي للبلدة، لكن لم ينته العمل لغاية اللحظة، مردفا : صندوق البلديات عام 2017 زودنا ب 57 الف يورو لتجهيز جزء من الشارع الرئيسي، وفي عام 2018 حصلنا ايضا 57 الف يورو، وهذا المبلغ لا يغطي 150 مترا من الشارع، لذلك قد نحتاج الى 5 او 6 سنوات على هذه المبالغ لتأهيل الشارع الذي يمتد على طول البلدة.

وأبدى رئيس البلدية تذمره من الحفر في الشارع الرئيسي بسبب مشروع شبكة المياه الذي تديره سلطة المياه، حيث قال في هذا الصدد : أكثر من عام ونصف والمشروع لم ينته بعد، تدمرت مركبات المواطنين والشوارع، والمواطن يلقي باللوم على البلدية، وعندما نراسل سلطة المياه يلقون باللوم على المقاول.

وأوضح أنه حسب عقد المقاول، من المفترض أن ينتهي العمل في شهر شباط الماضي، لكن على الأرض فإن المنجز تقريبا نصف المشروع فقط، موضحا أن سلطة المياه مؤخرا وبعد ضغط من البلدية، قامت بتغيير طاقم المهندسيين المشرفين، حيث نتأمل أن يساهم ذلك في تسريع العمل والانتهاء من المشروع في أقرب وقت ممكن.

غياب مركز طبي ودفاع مدني

كما تذمر رئيس البلدية من غياب مركز طبي في بتير أو حتى مركبة إسعاف، مشيرا الى أن المواطن وفي حالات الطوارىء مضطر للذهاب الى مدينة بيت لحم لتلقي العلاج، ما يعرض حياته للخطر، بسبب الانتظار الطويل على الطرق نتيجة الحواجز العسكرية الإسرائيلية، والأزمات المرورية الخانقة.

وأكد أن البلدية طالبت مرارا وتكرارا وزارة الصحة بتوفير مشفى لبتير والقرى والبلدات المحيطة دون أي فائدة.

كما تذمر من غياب مركز دفاع مدني، حيث قال في هذا الصدد: في حالات الحريق يضطر المواطن الى الانتظار قرابة 45 دقيقة لوصول مركبة الاطفائية وفي هذا الوقت يكون المنزل محترقا بالكامل.

ويشار الى أن بلدة بتير التي تبعد  7 كيلومترات الى الشمال الغربي من مدينة بيت لحم، حققت انتصارين خلال الأعوام السابقة، فقد كسبت قرارا من محكمة الاحتلال بمنع اقامة الجدار الفاصل على اراضيها والذي كان سيقضُم اكثر من 2400 دونم وسيغلق عليها كافة المنافذ، كما نجحت بأن تكون على قائمة التراث العالمي في اليونسكو.

وتقع بتير فوق سفح تلة تنبعث من بين صخورها ثمانية ينابيع تُطل على مصاطب مائية ومدرجات رومانية، وحقول زرعها أبناء البلدة منذ عقود بمزروعات عدة أبرزها الباذنجان الذي أكسبها شهرة إضافية.

وتصب مياه الينابيع في حوض مائي، ومن ثم تنطلق لتتوزع عبر قنوات كنعانية على ثماني عائلات بالقرية تتقاسم المياه للري وفق حصص محددة منذ قرون.

وتتميز البلدة أيضا بالمنازل الأثرية القديمة وبعض المقامات الدينية "كمقام أبي اليزيد"، كما يضفي خط سكة حديد الحجاز معنى آخر على بتير.