اتحاد العاملين بالأونروا: تحرّكات حاسمة بعد العيد "ستُغيّر البوصلة"

بالعربي: قال رئيس اتحاد العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بقطاع غزة، أمير المسحال، إنّ الأيام المقبلة ستشهد تحركات حاسمة على صعيد الجهود المبذولة للحدّ من تداعيات الأزمة التي تُواجهها المؤسسة على الموظفين واللاجئين.

وأضاف المسحال، في منشورٍ له عبر صفحته الشخصية أنّ "أشد ساعات الليل ظلمة ساعةُ ما قبل الفجر"، مُضيفًا "لسنا صامتون وهناك حراك وتواصل دائم مع جميع الأطراف".

وتابع مُوجهًا حديثه إلى الموظفين "عهدنا بكم هو صبرُكم وسعةُ صدركم.. الأوضاع العامة للمؤسسة صعبة للغاية ونتطلع لاستمرار عملها وفق قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة".

وأكّد المسحال أنّه سيتم مناقشة أولويات وملفات حاسمة بعد عيد الأضحى- المنتظر يوم الأحد المقبل- ستغيّر اتجاه البوصلة إنْ لم يتم إنجازُها، وهي قضايا: المفصولين والأمان الوظيفى للطوارئ، وشواغر 2017، وفتح التوظيف، وحماية رواتب الموظفين وغيرها من القضايا الجوهرية" وفق ما نشره المسحال.

في السياق، قال الناطق باسم الأونروا في غزة، عدنان أبو حسنة إنّ "الأمم المتحدة ستجدد ولاية وكالة الغوث في شهر أيلول المقبل خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة". لافتاً إلى أنّه سينعقد مؤتمرٌ على هامش الاجتماع، لتحشيد الدعم المالي للوكالة.

وأضاف أبو حسنة أنّه "على رغم كل الإشكاليات التي تمر بها الوكالة، إلا أن هناك تأييداً سياسياً كبيراً لها، ولدورها الكبير، كعامل استقرارٍ وسلامٍ في المنطقة". مُذكّرًا بأنّ "الأونروا تقدم خدمات لخمسة ملايين ونصف المليون لاجئ فلسطيني، وبالتالي لا يمكن للمجتمع الدولي، أن يتخلى عنها، أو أن لا يُجدد ولايتها".

وتابع "نحن ذاهبون بجهد كبير إلى الجمعة العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، وسنحصل على تجديد هذا التفويض".

وفيما يتعلق بالعام الدراسي الجديد، أعلن المتحدث باسم الأونروا، سامي مشعشع ، أن كل الجهود منصبّة حول ترتيب الأمور للإعلان عن بدئه في موعده، وسيتم إعلام الجميع بالقرار منتصف شهر أغسطس الجاري، حيث يتم العمل على توفير الالتزامات المالية.

وتُقدّم الوكالة خدماتٍ ومساعدات لأكثر من 5.2 مليون فلسطيني، في 5 مناطق تعمل في نطاقها المؤسسة، تشمل الضفة وغزة و الأردن و سوريا ولبنان. وتُواجه الأونروا منذ سنوات مخططات أمريكية وصهيونية تهدف إلى إنهاء دورها وشيطنتها، ضمن جُملةٍ من الخطط المُعادية التي تسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية، ابتداءً من أساسِها وشاهدِها الأكبر وهو حق العودة، عبر شطب إلغاء مفهوم اللاجئيين الفلسطينيين، وكل ما يتصل بهم، والذي يُوصل إلى طمس القضية ككل.

وتقدّمت واشنطن بأكبر خطواتها باتجاه تحقيق هذه الغاية، بوقف تمويلها للأونروا، بعدما كانت المُساهم الأكبر في ميزانيتها السنوية- قبل أكثر من عامٍ، بعد تقليصٍ تدريجيّ لهذا التمويل بدأ مطلع العام 2018. وتسبب بمفاقمة الأزمة المالية التي واجهتها الوكالة، ما دفع إداراتها لاتخاذ إجراءات تقشفية قاسية، طالت مختلف البرامج والخدمات المقدمة للاجئين، في مقدمتها برنامج التشغيل.

وفي الوقت الذي تزداد فيه حدّة الهجوم على الوكالة، من الخارج، تتضاعف المخاوف لدى عموم اللاجئين الفلسطينيين، على مُستقبل المؤسسة التي كان لها دورًا بارزًا في استدامة حقّهم في أرضهم وعودتهم إليها، على مدار سنواتٍ طويلة، إلى جانب تقديم الخدمات والمساعدات لهم طيلة سنوات اللجوء الماضية. مخاوفٌ مشروعةٌ في ظلّ تكثيف القوى المعادية، في مقدّمتها الإداراة الأمريكية وكيان الاحتلال، هجماتها ومخططاتها التي لن ترضى بأقل من نسف هذا الصرح- الوكالة-.