إبن سلمان يقع في شر أعماله

بالعربي: نذ ان حاول اعتلاء عرش مملكة آل سعود عنوة،  مستغلا مرض والده الملك، لم تعش هذه المملكة يوما واحدا في هدوء او استقرار، فابن سلمان بدا صعوده الى العرش بشن حرب عبثية مدمرة ازهقت ارواح مئات الالاف من اليمنيين الابرياء، ومازال مصرا على مواصلتها رغم كل هزائمه وخيباته، وشن حملة اعتقالات واسعة طالت كل منافس له من عائلة آل سعود، ونشر الفساد والرذيلية في المجتمع تحت ذريعة الانفتاح، وطارد كل ما يعتقد انه معارض له او محايد لا ينتقده ولا يمتدحه.

صعود نجم ابن سلمان المتهور و المندفع والمتعطش للسلطة، ترافق من سوء حظ الشعب السعودي، مع دخول رجل لا يقل عنه تهورا واندفاعا عطشا للسلطة في امريكا وهو الرئيس الحالي دونالد ترامب، وهذا التزامن وجد فيه ابن سلمان فرصة سانحة لتحقيق احلامه في حكم بلاد الحرمين خلال نصف قرن القادم، عبر استغلال جشع وطمع ترامب للمال، ففتح خزائن السعودية لترامب لينهل منها مايشاء دون حساب.

في المقابل غطى ترامب على كل جرائم ابن سلمان، الامر الذي اعتبره الاخير ضوءا اخضر لفعل المزيد بهدف تعبيد الطريق للوصول الى السلطة، قبل انتهاء فترة ولاية ترامب في البيت الابيض، هذا الاستعجال من قبل ابن سلمان، جعله يقع في شر اعماله، ففي الوقت الذي مازالت اجساد اطفال اليمن التي انهكها الجوع وحولها الى مجرد هياكل عظمية، وكذلك اجسادهم الصغيرة التي مزقتها صواريخ احدث ما انتجتها الصناعة الامريكية، تحتل شاشات الفضائيات العالمية، حتى ارتكب جريمته البشعة المتمثلة بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي تلك القتلة التي فاقت خيال حتى اكثر عتاة الاجرام وحشية، بينما العالم كله يعلم ان خاشقجي لم يكن معارضا، فهو لطالما كرر مقولته المعروفه ، انه ناصحا وليس معارضا.

يبدو ان جرائم قتل اطفال اليمن وجريمة خاشقجي، افقدت دولار ابن سلمان بريقه امام بعض المؤسسات والاشخاص الذي مازالوا يحترمون حياة الانسان، فقد أعلنت جامعة هارفارد الأمريكية مؤخرا إنهاء العمل باتفاقية تعاون مع "مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز" الخيرية المعروفة اختصارا ب"مسك"، وهي من بين عشرات المؤسسات التي تسلل عبرها الدولار النفطي الى المجتمعات المختلفة، لتلميع صورة ال سعود ونشر فيروس الوهابية والكراهية والاحقاد.

وقبل ذلك رفضت كلية كينيدي بجامعة هارفارد عن استضافة تركي الفيصل، سفير الرياض الأسبق لدى واشنطن، للحديث بإحدى محاضراتها، على خلفية قضية مقتل خاشقجي؟.

وبعد ان تبين للطلبة في الجامعات الامريكية خطورة دور الدولار النفطي السعودي على الجامعات والمعاهد العلمية، التي يحاول ابن سلمان استغلالها، نظم مئات الطلبة ، من جامعة هارفارد، تظاهرة في مكتبة كامبريدج العامة، مطالبين الجامعات بأن تكون أكثر شفافية بشأن علاقاتها المالية مع الحكومة السعودية.

طلبة الجامعات الامريكية واساتذتها، اكدوا من خلال مواقفهم من ابن سلمان ودولاراته ، ان المراكز العلمية ليست مكانا لقتلة اطفال اليمن وخاشقجي، كما انها ليست للبيع كما يعتقد ولي العهد السعودي.