السودان تترقّب تظاهرات مليونيّة وتحذيرات من "استفزاز الجيش"

بالعربي: من المُنتظر أن تنطلق تظاهرات مليونيّة في العاصمة السودان يّة الخرطوم، الخميس 2 أيّار/مايو، دعا لها الحراك السوداني، رفضاً لسياسة المجلس العسكري الحاكم، وسط رسائل شديدة اللهجة بين الجانبين.

وكان تحالف قوى الحريّة والتغيير دعا جماهير الشعب السوداني إلى المشاركة في مواكب مليونيّة بالعاصمة، للمُطالبة بنقل السلطة إلى المدنيين ورفض أي محاولة لإقامة نظام عسكري آخر في البلاد.

وبدأت الدعوة للمسيرات من قطاعات مهنيّة وطلابيّة عبر صفحة تجمّع المهنيين، أبرز مكوّنات قوى الحرية والتغيير، على موقع "فيس بوك"، وكذلك من مدن ومناطق وسط السوان القريبة من العاصمة الخرطوم.

ورغم جلسات التفاوض التي انعقدت الأيام الماضية بين المجلس العسكري الانتقالي وتحالف قوى التغيير، إلا أنّ حالة توتر غير مسبوقة تشهدها العلاقات بين الجانبين، وأسفرت الجلسات عن اتفاق مبدئي على تشكيل مجلس مشترك بين العسكريين والمدنيين لإدارة المرحلة الانتقالية.

فيما شهدت الأيام الماضية رسائل شديدة اللهجة بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي، حيث حذّر المجلس من استمرار الفوضى في حين قالت القوى المُحتجّة إنها لن تقبل بطاغية جديد، والمجلس ليس جاداً في تسليم السلطة.

في ذات السياق، استبق زعيم "حزب الأمة" السوداني الصادق المهدي، المُعارض، مظاهرات الخميس المرتقبة بتحذير قادة الاحتجاجات من استفزاز أعضاء المجلس العسكري الانتقالي الحاكم، وقال إنهم سيُسلّمون السلطة قريباً إلى إدارة مدنيّة كما يُطالب المتظاهرون.

وتابع في مقابلة مع "وكالة الصحافية الفرنسيّة": يجب ألّا نستفز المجلس العسكري بمحاولة حرمانه من شرعيّته، أو حرمانه من دوره الإيجابي في الثورة"، مُضيفاً "يجب ألا نتحداهم بطريقة تجبرهم على إثبات نفسهم بطريقة مختلفة."

ولفت المهدي إلى أنّ هناك مؤشرات على أنّ أعضاء في المجلس استفزتهم بعض التصريحات من المعارضة، التي يبدو أنها قلّلت من دورهم، وأنّه في حال استفزاز القوات المسلحة "فإننا نبحث عن المشاكل."

تصريحات المهدي جاءت بعد وصول المحادثات بين المجلس الانتقالي وقادة الاحتجاجات إلى طريق مسدود، بعد خلاف بين الجانبين على تشكيل مجلس مدني عسكري مشترك لحكم البلاد بعد ثلاثة أسابيع من الإطاحة بالرئيس الأسبق عمر البشير.

وكان من المُفترض أن تُقدّم قوى الحرية والتغيير مقترحاً الخميس بشأن تشكيل مجلس سيادي إلى المجلس العسكري الانتقالي، لكنها قالت إنّ تصوّرها لم يكتمل بعد.

فيما صرّح رئيس اللجنة المجتمعيّة في المجلس العسكري الفريق صلاح عبد الخالق سعيد، بأنّ رئيس المجلس الفريق الأول عبد الفتاح البرهان، هو الذي سيترأس المجلس السيادي المزمع تشكيله، مُشيراً إلى أنّ الأصل في المجلس السيادي أن يكون عسكرياً فقط، لكن المجلس العسكري الانتقالي وافق على طلب قوى الحرية والتغيير بمشاركة المدنيين فيه.

وفي ظل كل المجريات، يُواصل آلاف السودانيين اعتصامهم الذي أقيم أمام مقر القيادة العامة للجيش وسط العاصمة، منذ السادس من نيسان/ابريل الماضي، وتنتهي مساء اليوم الخميس مهلة حددها المجلس العسكري الانتقالي، لفتح مسارات القطارات والطرق الحيويّة.