هذا ما ستحققه "إسرائيل" من مؤتمر وارسو

بالعربي: سلطت صحيفة عبرية، الضوء على الإنجازات التي يمكن أن تحققها "إسرائيل" من مشاركتها في مؤتمر وارسو، حيث تجد "تل أبيب" نفسها في مرة نادرة تجلس إلى جانب العديد من الزعماء العرب، بعيدا عن القضية الفلسطينية.

وأوضحت صحيفة "إسرائيل اليوم"، في تقرير لمعلقها للشؤون العربية عوديد غرانوت، أن المؤتمر الدولي الذي سيفتتح في وارسو غدا بقيادة الولايات المتحدة، "يبدو كانعطافه في الاستراتيجية الشرق أوسطية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

وأضافت: "بعد بضع خطوات أحادية الجانب من قبل واشنطن؛ مثل الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران أو قرار سحب القوات من سوريا، يلوح هنا، وربما لأول مرة، جهد أمريكي علني لتجنيد ائتلاف واسع ضد التهديد الإيراني".

ونوهت إلى أن الإدارة الأمريكية "تقترح على كل الدول في المنطقة وخارجها، ممن يقلقهم الخطر الإيراني في المجال النووي، الصواريخ الباليستية والمؤامرات التقليدية، أن يتعاونوا ويستعدوا لمواجهة الخطر المشترك، ليس فقط في الغرف المغلقة بل بالمؤتمرات وبالاستعراضات العلنية للقوة".

وقدرت الصحيفة، أن "سبل وقف إيران، ستكون في بؤرة المؤتمر الدولي، رغم أنه ولاعتبارات مفهومة سينعقد تحت العنوان الغامض "الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط"، منوهة أن "إسرائيل"، التي تشارك في المؤتمر، ستجد نفسها في إحدى المرات النادرة تجلس على طاولة واحدة مع زعماء عرب في محفل دولي همه الأساسي التغيير وليس النزاع "الإسرائيلي" – الفلسطيني؛ وهذه حقيقة هامة".

ورأت أن المؤتمر الذي سيعقد في العاصمة البولندية يومي 12 و14 من الشهر الحالي، "سيسمح "لإسرائيل" ليس فقط تنسيق المواقف وإجمال الخطوات مع مندوبي العالم العربي في الصراع ضد طهران، بل سيسمح لها أن تختار في أي ظروف يمكن رفع مستوى وكشف العلاقات السرية الجارية منذ زمن بعيد، بين تل أبيب ودول الخليج وغيرها".

وإضافة لما سبق، "ستكون هناك فرصة ممتازة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وللوفد "الإسرائيلي"، للاستيضاح عن كثب في أحاديث الرواق ومن خلف الكواليس موقف دول الكتلة السُنية من "صفقة القرن"، لحل النزاع "الإسرائيلي"- الفلسطيني؛ هل سيؤيدون الخطة؟ هل سيضغطون على محمود عباس لقبولها؟، هل سيطلبون إدخال تعديلات عليها؟".

وأشارت "يديعوت"، إلى أن "الخطة التي سيؤجل نشرها لما بعد الانتخابات "الإسرائيلية"، لن تكون في بؤرة المداولات في هذا المؤتمر، ومع ذلك، فإن واضعيها الأساسيين، جارد كوشنير وجيسون غرينبلت، سيصلان إلى بولندا لذات الهدف نفسه، أي للاستيضاح إن كان يمكن تحقيق إسناد عربي لها".

ونبهت إلى أن العديد من الدول والهيئات الدولية لن تحضر المؤتمر ومنهم، روسيا، التي أعلنت أنها "لن تأتي لأن النزاع "الإسرائيلي"- الفلسطيني لن يبحث فيه، وإيران هي التي ستكون على بؤرة الاستهداف"، موضحة أن "طهران حاولت إحباط المؤتمر عبر تهديد بولندا، واستغلال ذكرى الثورة ليهددوا "إسرائيل" وليتعهدوا بانهم لن يكفوا عن تطوير الصواريخ الباليستية".

أما مفوضية الاتحاد الأوروبي، التي "تحاول بكل قوتها الحفاظ على الاتفاق النووي مع ايران، لن تأتي على ما يبدو وكذا الجانب الفلسطيني، الذين تلقوا الدعوة، وأعلنوا عن عدم الحضور الضغط عليهم لقبول صفقة القرن"، فق الصحيفة.

وذكرت أن "الاختبار الأول لنجاح المؤتمر سيكون في عدد ومستوى المشاركين الذين سيصلون بالفعل، حيث وصلت الدعوة لأكثر من 40 مندوبا لدول عربية وأخرى تلقوا الدعوة لحضور المؤتمر".

وأما "الاختبار الثاني"، وفق الصحيفة فهو "في قدرة المؤتمر على خلق اجماع تصريحي حول الحاجة لصد إيران"، مؤدة أم "الاختبار العملي سيكون منوطا بمدى الاستعداد والجرأة لكل واحد من المشاركين في الخطوة".