طموحات أردوغان الإقليمية بعيون "إسرائيلية"

بالعربي: لمس تسيفي ميزائيل، السفير "الإسرائيلي" السابق في القاهرة وبوخارست، في تعزيز تركيا وجودها في السودان والصومال تهديدا لحرية الملاحة في البحر الأحمر.

واستعرض الدبلوماسي "الإسرائيلي" المشاريع الكبرى التي اتفقت عليها أنقرة والخرطوم خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السودان في ديسمبر 2017، لافتا إلى أن الخرطوم وافقت على تأجير جزيرة سواكن لتركيا لفترة غير محددة، وتأجير مساحات زراعية شاسعة للقطاع الخاص التركي لمدة 99 عاما.

وأشار ميزائيل إلى أن تركيا ستقوم ببناء ميناء في جزيرة سواكن وستعمل على تطوير الزراعة وإعادة بناء القلعة العثمانية التي كانت مقرا رسميا لسلطة اسطنبول في السودان آنذاك.

وأضاف أن الرئيس التركي أردوغان يعمل بتصميم كبير على تأسيس موطئ قدم لبلاده على البحر الأحمر وجعلها قوة إقليمية، في محاولة لاستعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية.

واعتبر أن أردوغان بدأ هذه السياسة منذ توليه السلطة، لافتا إلى أنه زار السودان عام 2006 حين كان رئيسا للحكومة، مضيفا أن العلاقات مع الخرطوم تطورت وازدادت دفئا، حيث ساعدت تركيا السودان اقتصاديا عندما فرضت واشنطن عقوباتها عليه، كما استثمرت الشركات التركية هناك مئات الملايين من الدولارات خلال العقد الماضي.

ولاحظ أن الخرطوم خفضت بشكل كبير مشاركتها في قوات التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، وطورت في نفس الوقت علاقاتها مع قطر.

وأشار ميزائيل، إلى أن تركيا افتتحت قاعدة عسكرية في هذا البلد في أكتوبر 2017، بهدف "تدريب الجيش الصومالي"، وذلك قبل عام من تأسيس أنقرة لقاعدة مماثلة في قطر، وإرسالها قوات إلى هذا البلد الصغير.

وتوصل ميزائيل إلى نتيجة مفادها أن الوجود العسكري التركي في جزيرة سواكن وفي الصومال، يمكن أن يشكل تهديدا لحرية الملاحة في البحر الأحمر، لافتا إلى أن أنقرة تريد بهذه النشاطات أن تؤخذ في الاعتبار بعيدا عن حدودها.

وسجّل الدبلوماسي "الإسرائيلي" أن السعودية ومصر غير راضيتين عن الوجود التركي في السودان والصومال، لكنهما غير قادرتين على مواجهته في هذه المرحلة لانشغالهما، ولأسباب أخرى.

ومع أن ميزائيل اعتبر أن القاهرة والرياض تتصرفان بحذر حتى الآن تجاه تركيا، لكنه لم يستبعد إمكانية أن تتفاقم الأوضاع الإقليمية وأن يصل صداها بسرعة إلى كامل الشرق الأوسط.