تجاهل اميركي لقضية خاشقجي مقابل تمسك دولي بكشف الحقيقة

بالعربي: السعودية لا زالت تنكر ضلوع ولي عهدها محمد بن سلمان في عملية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، والولايات المتحدة رجحت تجاهل تقارير الاستخبارات الاميركية والتحقيقات التي يمكن الاستنتاج منها ما لا ينفعها بتاتا. وفي المقابل لم یقتنع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، بالرواية السعودية عن مقتل خاشقجي ويحاول بكل ما بوسعه الى جانب المجتمع الدولي الكشف عن الحقيقة التي هي اظهر من الشمس.

العالم - تقارير

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن أنقرة لن تطمئن حتى يعلن عن الجهة التي أمرت بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وأضاف أن هذا الإعلان من مصلحة السعودية، مؤكدا أنه يرفض قول ولي العهد السعودي بأنه لا يمكن اتهام أحد بجريمة قتل خاشقجي بدعوى أنه لم يثبت وقوع الجريمة أصلا.

وقال في مؤتمر صحفي بختام قمة مجموعة العشرين في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس بعد لقاء له مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه لا يمكن قبول موقف ولي العهد السعودي بشأن هذه الجريمة.

وأضاف أن رئيس الوزراء الكندي طرح موضوع مقتل خاشقجي على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وأجابه "جوابا لا أصدقه".

وشدد على أن الحقيقة التي سعت الإدارة السعودية إلى إنكارها أولا ثم محاولة تشويه الحقائق، وأخيرا الاعتراف بوقوعها، تجلت بفضل الموقف التركي الحازم.

وقدمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية قبل انطلاق قمة مجموعة العشرين في الارجنتين طلبا للنيابة الأرجنتينية لاحتجاز محمد بن سلمان وإجراء التحقيق معه بسبب تورطه في قتل خاشقجي وجرائم الحرب في اليمن، لكن بوينس آيرس أعلنت لاحقا أن ولي العهد السعودي يتمتع بالحصانة في البلاد باعتباره ممثلا لدولة عضو في مجموعة "G20".

هذا وقال مكتب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إنها طلبت من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اتخاذ إجراءات لمنع تكرار حوادث مثل حادثة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وقال مكتب ماي في بيان بشأن اجتماعها مع إبن سلمان خلال قمة العشرين، "شددت رئيسة الوزراء على أهمية ضمان محاسبة المسؤولين عن واقعة مقتل جمال خاشقجي المروعة واتخاذ السعودية إجراءات لبناء الثقة وضمان عدم تكرار مثل هذا الحادث المؤسف أبدا".

من جهته أجرى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لقاء وجيزا مع محمد بن سلمان، على هامش قمة مجموعة "G20" الدولية.

وذكر قصر الإليزيه في بيان أصدره عقب اللقاء أن ماكرون نقل "رسالة قاسية جدا" لإبن سلمان تتعلق بقضيتي مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، والأزمة اليمنية.

وأشارت الرئاسة الفرنسية إلى أن ماكرون لفت خلال لقائه إبن سلمان إلى إصرار الأوروبيين على إشراك خبراء دوليين بالتحقيق في مقتل خاشقجي.

بدوره طالب رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بتقديم إجابات عن الأسئلة العالقة في قضية مقتل الصحفي، جمال خاشقجي.

وقال ترودو خلال نقاش عابر جمعه وابن سلمان، السبت، على هامش قمة مجموعة العشرين إن "هناك حاجة إلى إجابات أفضل حول مقتل الصحفي جمال خاشقجي"، حسبما نقلت شبكة "سي.بي.سي" الكندية.

كما شدد لـ"إبن سلمان" على أن كندا "ستستمر دائما في دعم حقوق الإنسان". وأوضح ترودو للأمير السعودي ضرورة الإفراج عن رائف بدوي، الناشط السعودي المعتقل في السعودية.

يشار أن لقاء ترودو وابن سلمان هو الأول لهما منذ اندلاع أزمة دبلوماسية بين البلدين في آب/ أغسطس الماضي، على خلفية انتقادات وجهتها كندا لوضع حقوق الإنسان في السعودية.

كما أثارت كندا قلقها البالغ إزاء مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، وطالبت بالكشف عن الحقيقة كاملة، ومحاسبة جميع المسؤولين.

وفي هذا السياق، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" السبت أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) علمت بوجود اكثر من عشر رسائل وجهها محمد بن سلمان إلى المستشار سعود القحطاني الذي أشرف على عملية قتل خاشقجي في الساعات التي سبقت وتلت قتل الصحفي السعودي.

وأطلعت الصحيفة على مقتطفات من تقرير سري لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية خلص إلى أن إبن سلمان قد يكون على الارجح أمر بقتل خاشقجي. اللافت في الأمر هو توقيت الرسائل، حيث ذكرت الصحيفة أنها كانت في الساعات التي سبقت وتلت قتل الصحافي السعودي.

وفي هذا التقرير تقول "سي آي أيه" إن إبن سلمان كتب 11 رسالة على الأقل إلى القحطاني الذي أشرف على الفريق المؤلف من 15 شخصا كانوا قد أرسلوا إلى تركيا لقتل جمال خاشقجي. وقد أقيل المستشار في الديوان الملكي واتهم رسميا في السعودية بلعب دور أساسي، وكذلك فرضت عليه الخزانة الأميركية عقوبات إلى جانب 16 سعوديا آخرين.

وكتبت الصحيفة أن سعود القحطاني كان على تواصل مباشر مع رئيس الفريق خلال العملية، بدون أن توضح نوع الرسائل.

لكن تقرير الوكالة خلص بدرجة يقين إلى أن محمد بن سلمان كان يستهدف خاشقجي شخصيا وأنه على الأرجح من أمر بقتله، بحسب "وول ستريت جورنال".

ويواجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتهامات حتى من داخل حزبه الجمهوري في الكونغرس بالسعي إلى النأي بمحمد بن سلمان بعيدا من هذه القضية بسبب المصالح الاستراتيجية الأميركية في السعودية.

من جهة اخرى، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إنه اطلع على كل معلومات المخابرات التي لدى الولايات المتحدة بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وأكد مجددا أنه لا يوجد دليل مباشر يربط ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالواقعة، على حد قوله.

وقال بومبيو في مقابلة مع قناة تلفزيون (سي.إن.إن) في بوينس آيرس على هامش قمة العشرين، "قرأت كل جزئية من معلومات المخابرات التي بحوزة الحكومة الأميركية" بحسب رويترز.

وأضاف "عندما تم ذلك وعندما تكمل هذا التحليل لا يوجد دليل مباشر يربطه بقتل جمال خاشقجي. هذا بيان دقيق.. بيان مهم وبيان نعلنه اليوم" حسب تعبيره.

وردا على سؤال عما إذا كانت وكالة المخابرات المركزية الأميركية خلصت "بقدر عال من الثقة" إلى أن محمد بن سلمان ضالع في القتل قال بومبيو "لا يمكن أن أعلق على أمور تتعلق بالمخابرات وما خلصت إليه سي.آي.إيه من نتائج".

وخلصت المخابرات المركزية الأميركية في تقييم لها إلى أن محمد بن سلمان أمر بقتل خاشقجي في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.

يذكر أن النيابة العامة السعودية أعلنت في وقت سابق أنها وجهت اتهامات إلى 11 شخصا من الموقوفين في قضية مقتل خاشقجي، وعددهم 21 شخصا، وإقامة الدعوى الجزائية بحقهم، مع المطالبة بإعدام من أمر وباشر بالجريمة منهم وعددهم 5 أشخاص، وإيقاع العقوبات بالبقية.