تغيرات في الشمال: حرب قادمة أم توترٌ عادي؟

بالعربي: قال الصحفي الصهيوني عاموس هاريل في مقال رئيسي في صحيفة هآرتس أن الأحداث الأخيرة تشير إلى تشديد التوتر على الحدود الشمالية ولكن مركز ثقل جاذبية هذا التوتر ينتقل من سوريا إلى لبنان بعد عودة وحدات من حزب الله من سوريا وتموضعها جنوب لبنان وهو ما يثير قلق وانزعاج الجيش الصهيوني.

وقال االتحليل إن العدوان الصهيوني الأخير على سوريا يبدو الآن كحدث بسيط حيث حدد الدفاع الجوي السوري الأهداف المهاجمة وأطلق حوالي عشرين صاروخا، وزعم أنه خلافا للادعاءات السورية فإنهم لم يصيبوا أي طائرة "إسرائيلية" وفي الوقت نفسه لاتوجد تقارير موثوقة عن أن الهجوم "الإسرائيلي" حقق أي هدف، في حين أن روسيا لم تكلف نفسها عناء إدانة الأحداث أو التعليق عليها رسمياً.

وأشار هاريل أن العدوان الصهيوني وقع بعد ساعات قليلة من إعلان غير طبيعي للرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية، عاموس يادلين، وهو الرئيس الحالي لمعهد الأمن القومي في مقابلة مع 103FM قال فيه إن الهجمات "الإسرائيلية" في سوريا انخفضت إلى الصفر تقريبا" ليس لأننا لا نريد ذلك ، ولكن لأن الإيرانيين قد غيروا التكتيكات. انهم ينقلون كل شيء الى لبنان ".

وقال يادلين علنا ما تحدث عنه مسؤولون آخرون تلميحا مؤخرا بأن التغييرات التي تفرضها روسيا يحيل القسم الأكبر من الصراع بين "إسرائيل" و إيران إلى دول أخرى غير سوريا، وبالتالي فإن قوافل السلاح والمعدات من إيران إلى حزب الله تحولت لتكون عن طريق الجو وليس عن طريق سوريا.

ويرى هاريل أن عدة تغيرات تتشكل على الجبهة اللبنانية يتوقف أمامها صانع القرار "الإسرائيلي" أهمخا محاولة إنشاء مصانع أسلحة دقيقة، بالإضافة إلى تعزيزات الدفاع الجوي الروسية في سوريا وتشكيل مظلة حماية، وعودة مقاتلي حزب الله إلى لبنان وتراجع الحرب في سوريا والاتجاه إلى الاستقرار والتعزيز المستمر للجدار"الإسرائيلي" على الحدود الشمالية، وإعلان الكيان عن عزمه مواصلة بناء هذا الجدار على الرغم من تحذيرات لبنان، كل هذا يخلق ظروفا متغيرة مع أن الكاتب يشكك برغبة حزب الله في السعي إلى حرب الآن ولكن تبقى عملية صقل القدرات طويلة الأمد للحزب في سوريا وعودة الوحدات إلى لبنان مثيرة لقلق الجيش "الإسرائيلي".

هذا القلق عززه شريد فيدو بثه حزب الله بعد العدوان الصهيوني الأأخير على سوريا، وفيه صور جوية لمواقع حساسة ومنها قاعدة كيريا قرب تل أبيب.

كل هذه الأمور تحدث بعد أقل من أسبوعين من خطاب نتنياهو، بعد استقالة ليبرمان الذي حذر فيه من فترة أمنية مضطربة. كان لهذه التصريحات خلفية سياسية - وهي محاولة، نجحت لإرؤغام وزراء البيت اليهودي على البقاء في الحكومة ومنعها من الانهيار، ولكن خطابه أ]ضا طرح أسئلة حول نوايا "إسرائيل" الهجومية المحتملة، و بما أن موقف نتنياهو في غزة واضح نسبياً - فهو يريد تجنب حرب مع حماس بقدر الإمكان - فقد تم تحويل معظم الاهتمام إلى حزب الله.

ترافق هذا مع موافقة الحكومة على على تمديد فترة رئاسة الأركان غادي إيزنكوت أسبوعين بعد انتهاء ولايته حتى منتصف يناير ، بعد وقت قصير من إعلان إلغاء زيارة رئيس الأركان إلى ألمانيا.

ولكن الصحفي الصهيوني يشكك في أن تكون هذه العلامات كلها مؤشرا لاقتراب شن حرب واسعة ويزعم أن مد فترة رئاسة الأركان أسبوعين فقط ليس لأن الحرب متوقعة، ومن المعقول أن نفترض أنه لو تم التخطيط لهذه الحرب لما أعلن الجيش عن التمديد فعليا.

ما الذي يحدث إذا؟ يقترح هاريل أن التفسير الأكثر احتمالا هو أن هناك فترة متوترة متوقعة، نظرا للتغيرات في الشمال وجهود حزب الله التسلحية، ولكن لا توجد حتى الآن عملية حتمية تؤدي بالضرورة إلى الحرب. مذكرا أن "إسرائيل" وحزب الله عايشا بالفعل فترات توتر مماثلة في السنوات الأخيرة ، ومع ذلك تمكنوا من الحفاظ على أكثر من 12 عاما من الهدوء التام تقريبا منذ نهاية حرب لبنان الثانية.