ثريا عاصي: أمريكا لم تحقق ما تريده في سوريا والتطبيع الخليجي مع "اسرائيل" ليس جديداً

بالعربي: أكدت الكاتبة الصحفية و الإعلامية اللبنانية ثريا عاصي أنه ليس ممكناً أن نتناول المسألة اللبنانية إلا في ضوء انعكاسات  العوامل الخارجية ، هنا  تحسن الإشارة إلى ان هناك خلط بين أمور كثيرة، بين المصلحة الوطنية اللبنانية من جهة وبين السياسات والمشاريع الاقليمية والدولية من جهة ثانية .

وقالت الإعلامية اللبنانية : حتى لا أطيل أقتضب فألفت النظر إلى نقطتين رئيسيتين من وجهة نظري :

–  لا يجوز الخلط في لبنان بين المقاومة بما هي طاقة ردع ضد المستعمر "الإسرائيلي" ، وهذا ينطبق على الحركات السياسية في لبنان ومن ضمنهم حزب الله، وعلى الأطراف التي  تتدخل في الشؤون الداخلية في لبنان .

– الملاحظة الثانية هي أن مسايرة الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها الأوربيين ليس ضمانة لاتقاء، جميع الدول العربية التي هاجمتها الولايات المتحدة الأميركية على رأس الثلاثي الغربي، (أنا اعتبر "اسرائيل" جزءاً من الثلاثي الغربي)، تحت عنوان الربيع العربي كانت حكوماتها تمارس سياسات متناسقة او ممالقة او ملتزمة  بإملاءات الولايات المتحدة الاميركية، هذا لم يمنع الأخيرة من تخريبها وتشريد شعوبها.

و أضافت أن مجمل القول، تجمعت في لبنان ملفات القضية العربية بجميع أوجهها ومن ضمنها طبعاً القضية الفلسطينية ، هذا للتذكير فقط  نظراً الى ارتباط ما يجري في لبنان بهذه القضية .

و أردفت بالقول : اما في موضوع الحكومة في لبنان فإن تشكيلها محكوم  بثلاث أمور، ولكن اود القول أولاً ان حكومة تصريف الأعمال تعمل بالوتيرة نفسها التي كانت تعمل بها قبل ان تصير حكومة تصريف أعمال وأغلب  الظن ان الاسلوب والسياسة لن تتغيرا بعد التشكيل .

هذه الامور هي التالية :

– النظام الطائفي لبنان وهو نقيض الدولة الوطنية .

-دور الاطراف اللبنانية في الحرب الدائرة على سورية .

– دور لبنان أو موقعه في الضغوط  والتهديدات الموجهة إلى ايران ..

الكاتبة اللبنانية قالت : أن الولايات المتحدة الأميركية لم تحقق كل ما كانت تصبو إليه في سورية بالإضافة الى رغبتها في تقويض الأوضاع في ايران ، هذا يترجم لبنانياً بمحاولات عزل  المقاومة وتصفيتها ، هنا تبرز  خطورة الخلط بين المقاومة وبين أداء حزب الله في حقل السياسة اللبنانية .

“ثريا عاصي” أكدت أن هذه الإملاءات الاميركية يتوكل  بترجمتها في لبنان حلف يعبر عنه تيار المستقبل والقوات اللبنانية ( السعوديون والأمريكيون) ، ويرتكز عمل هذا الحلف على تشويه صورة حزب الله وعلى نزع غطاء شرعية الدولة اللبنانية عنه، عن طريق تحجيمه في الحكم او منع تمثيله في الوزارة..

و تابعت بالقول : اما عن تأثير التركيبة الطائفية في الأزمة الحكومية فإنه بتوافق جميع الفرقاء على عدم احترام الرأي العام كما تم التعبير عنه في الانتخابات النيابية وبالتالي  على رفض أخذ نتائجها بعين الاعتبار في تشكيل الحكومة .

و أشارت إلى أن هذا الاشكال ليس مطروحاً لدى الطرف الشيعي لأن الانتخابات لا تغير عادة شيئاً . أو لنقل ان النتائج  هي عادة محسومة سلفاً . هذا موضوع آخر .

الصحفية اللبنانية قالت أن الوضع يختلف في الجانب “السني” اذ أسفرت الانتخابات عن خروج عدد من المقاعد النيابية عن سلطة  تيار المستقبل ما دفع هذا الاخير الى رفض الاعتراف بحق النواب الذين فازوا بهذه المقاعد بالتوزير.

و خلصت الكاتب السياسية بالقول أن المشكلة ذاتها  ظهرت في المعسكر المسيحي، حيث  ازداد عدد نواب القوات  على حساب كتلة التيار الوطني الحر فاضطر  هذان الحزبان إلى الدخول في مباحثات أخذ ورد للتوافق على اقتسام حصة المسيحيين في الوزارة.

و أما في موضوع  التطبيع مع دولة المستعمرين، فقد رأت “ثريا” ان التطبيع هو في جوهره طاعة للولايات المتحدة الأمريكية ولقد اشرت أعلاه إلى ان علاقة التبعية مع أميركا لا  تقي الاتباع شرها .. وهذه انقلابات الربيع العربي  شاهدة على ذلكٌ.

و أضاف : للتذكير فقط إن لبنان غزي في سنة 1982، بموافقة  مصر التي طبعت من اجل  إجبار الدولةً اللبنانية علي التطبيع  و إخراج مصر من عزلتها لم يتحقق ذلك كما نعرف.. فتتطلب اغتيال السادات وتطبيع  منظمة التحرير الفلسطينية نفسها والأردن .

واما موضوع تطبيع دول الخليج ، قالت : لا أعتقد أن هذه الدول تمثل في الحقيقةً ثقلاً مركزياً في القضية العربية ..كما يبدو زوراً، ولكن هذا المقام لا يتسع لتفاصيل هذه المسألة.

الكاتبة الصحفية ختمت حوارها لموقعنا بالقول : لا اعتقد ان التطبيع الخليجي مسألة جديدة.. ان دول الخليج مستعمرات لم تجرؤ الحكومات العربية في سورية والعراق والجزائر ومصر، كشف حقيقتها لأنها كانت منكسرة وخائفة من أميركا و"إسرائيل"!