بالعربي: قال مصدر سعودي مسؤول إن المملكة العربية السعودية ترفض التهديدات ومحاولات النيل منها عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية عليها، أو استخدام الضغوط السياسية.
كما أشار المصدر إلى أن السعودية ترفض "ترديد الاتهامات الزائفة، التي لن تنال من المملكة ومواقفها الراسخة ومكانتها العربية والإسلامية، والدولية، ومآل هذه المساعي الواهنة كسابقاتها هو الزوال، وستظل المملكة حكومة وشعباً ثابتة عزيزة كعادتها مهما كانت الظروف ومهما تكالبت الضغوط" كما نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس).
وهددت الرياض بأنها "إذا تلقت أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر"، في إشارة إلى العقوبات الاقتصادية المحتملة التي قد تفرضها أي دولة فيما يتعلق بقضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب توعد السعودية بـ "عقاب شديد" إذا تبين أن الصحفي المختفي قُتل داخل قنصلية الرياض في مدينة إسطنبول التركية، مشيرا إلى أن قضية خاشقجي قد تكون لها تبعات شديدة.
لكن الرئيس الأمريكي في وقت لاحق قال إن الولايات المتحدة "ستعاقب نفسها" إذا أوقفت مبيعات السلاح للسعودية حتى إذا ثبت أن الصحفي السعودي جمال خاشقجي قتل داخل القنصلية.
وتعالت الأصوات في الولايات المتحدة المطالبة بتحرك حازم بشأن قضية خاشقجي ووقف مبيعات الأسلحة للرياض إذ ثبتت صحة هذه الاتهامات.
وتسمح التشريعات الأمريكية للكونجرس بأن يوقف المبيعات العسكرية الضخمة لأي دولة واستخدام آلية "التعليق" للصفقات مما قد يؤدي لإلغائها.
وحصلت إدارة ترامب على صفقات قيمتها 110 مليارات دولار من السعودية بالإضافة إلى صفقات الاستثمار في الولايات المتحدة.
وفي الوقت نفسه، أشار الرئيس الأمريكي إلى أنه لا يريد الإضرار بعدد الوظائف في بلاده من خلال وقف بيع المعدات العسكرية إلى المملكة العربية السعودية.
وحذر الرئيس الأمريكي من أن تستغل دول أخرى كروسيا والصين هذه العقوبات لصالحها، وقال: "إذا لم يشتروها منا، فسيشترونها من روسيا أو سيشترونها من الصين.. فكروا في ذلك، 110 مليارات دولار، كل ما سيفعلونه أنهم سيعطونها لدول أخرى، واعتقد أن هذه ستكون حماقة كبرى".
وأكد ترامب أنه سيتحدث مع العاهل السعودي الملك سلمان مطلع الأسبوع القادم موضحا: "أعتقد أنه من المناسب بالنسبة لي أن أسأله عما يجري".
أوروبيا، أصدرت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا الأحد بيانا مشتركا يطالب السلطات السعودية بكشف ملابسات اختفاء خاشقجي.
وأفاد البيان المشترك لوزراء خارجية ألمانيا، هايكو ماس وفرنسا، جان إيف لودريان وبريطانيا، جيريمي هانت أن "الدفاع عن حرية التعبير والصحافة الحرة وضمان حماية الصحافيين تشكل أولويات أساسية لألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة".
وأضاف البيان، "ضمن هذه الروح يجب أن يسلط الضوء على اختفاء خاشقجي". وطالب الوزراء بإجراء "تحقيق يحظى بالمصداقية" وذلك "ليتم تحديد المسؤولين" و"ضمان محاسبتهم".
ودخل خاشقجي القنصلية السعودية في إسطنبول في الثاني من أكتوبر بغرض الحصول على أوراق رسمية لعقد زواجه. ويقول مسؤولون سعوديون إنه غادر بعد وقت قصير لكن المسؤولين الأتراك أكدوا أنه لم يخرج.
وقالت مصادر تركية بداية الأسبوع إن تقييم الشرطة الأولي يشير إلى أن خاشقجي، قُتل عمدا داخل القنصلية.
ومن المقرر أن تخضع القنصلية السعودية في إسطنبول للتفتيش في إطار عملية التحقيق للكشف عن اختفاء الصحفي السعودي البارز.
المصدر: واس + وكالات