الإمارات والبحرين والأردن تطرق باب الأسد.. والسعودية تراقب

بالعربي: على الرغم من أن السعودية لا تزال تتخذ موقفًا صارمًا ضد الرئيس السوري بشار الأسد، بشكل نظري على الأقل، لكن بعض حلفائها الإقليميين يتقربون من الحكومة السورية، حيث تم رصد تحركات من قبل الإمارات والأردن في هذا الاتجاه خلال الفترة الماضية.

وكان الحوار بين دمشق وحلفاء الرياض قد تعمق بلقاء استثنائي عقد قبل عدة أشهر في مدينة المفرق الأردنية بين “علي مملوك”، رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، و”عدنان عصام الجندي”، رئيس مديرية المخابرات العامة الأردنية، حيث كان الأردن يتطلع للتوصل إلى اتفاق مع الرئيس السوري بشار الأسد حول آخر معاقل المسلحين السوريين في درعا جنوبي البلد، على بعد حوالي 50 كم من المفرق.

ويشعر الأردن بالقلق لأنه يستضيف بالفعل عددًا كبيرًا من اللاجئين السوريين، لكن التقارب بين عمان ودمشق، الذي بدأت إرهاصاته منتصف العام الماضي 2017، كان قد أثار قلقا كبيرا لدى الرياض.

وقد تكرر لقاء “علي مملوك” مع رئيس المخابرات الأردنية 3 مرات على الأقل خلال الأسابيع الماضية وفقا لدورية “إنتليجنس أون لاين” الفرنسية، حيث تركزت المناقشات على فتح معبر “نصيب” بين البلدين ونطاق مشاركة الشركات الأردنية في إعادة بناء سوريا.

وتراقب السعودية، التي قامت بضخ 2.5 مليار دوار مؤخرا في الاقتصاد الأردني، تراقب عن كثب المناقشات بين الأردن وسوريا، وكذلك تفعل الولايات المتحدة التي تتم عملياتها السورية بشكل كبير من قواعد في الأردن.

الصحافة تكشف الإمارات

وتسعى الإمارات هي الأخرى لتأمين حصتها من النفوذ والامتيازات في سوريا. وزار وفد أعمال إماراتي، دمشق في أغسطس/آب الماضي، وركز الوفد الذي قاده “عبدالجليل بن عبدالرحمن محمد البلوكي” المقرب من عائلة “آل نهيان” الحاكمة في أبوظبي على التعهدات بالمساعدة في إعادة بناء سوريا.

والتقى “البلوكي” في زيارته عددا من المسؤولين السوريين، الذين أظهروا حماستهم في وسائل الإعلام المحلية حول وجود مسؤول من الإمارات.

كما التقى “البلوكي” بسلطات دمشق لمناقشة الاستثمار في مشروع مدينة “ماروتا” العملاق، وقرر الرئيس السوري بشار الأسد، مؤخرا، بناء مدينة جديدة إلى الجنوب من دمشق.

هل جاء لقاء وزيري الخارجية البحريني والسوري صدفة؟

من جهة اخرى واجه وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، نظيره السوري وليد المعلم وجرى حوار قصير بينهما وذلك على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة.

ورغم ان وزير الخارجية البحريني زعم ان اللقاء جرى دون اي تخطيط مسبق الا ان الحقيقة تقول ان البحرين لا يمكن ان تقدم على خطوة كهذه دون اخذ الضوء الأخضر من السعودية وهذا يعنى ان المحور المعادي لايران في المنطقة وبعد هزيمته النكراء في حربه ضد سوريا التي دامت سبعة اعوام، بصدد استقطاب هذا البلد ومما لاشك فيه تقود الرياض وابوظبي هذا المشروع الاستراتيجي.

وتشير الزيارة السرية التي قام بها رئيس مجلس الامن الاماراتي الى سوريا التي كشفتها وسائل الاعلام بعد شهر من اجرائها الى جانب الجهود التي يبذلها وليعهد ابو ظبي محمد بن زايد لافتتاح السفارة الاماراتية في دمشق وكذلك الخطوة الاخيرة لوزير الخارجية البحريني، تشير الى ان هذه الدول تسعى الى موطئ قدم لها في سوريا ما بعد الحرب.

ونظرا الى القول العربي الرائ، انه لا سلام في المنطقة دون سوريا، فيمكن تفسير وتبرير المواقف الاميركية وحماتها الاقليميين من سوريا بعد الحرب.

وتعتقد هذه الدول بانه لاكمال مشروع “الناتو العربي” وتكميل صفقة ترامب التصفوية  هناك حاجة ماسة للتواجد السوري في هذه العملية.

وياتي هذا في الوقت الذي ترى الحكومة السورية انه لايمكن نسيان عداء هذه الدول للشعب السوري لفترة امتدت لسبع سنوات والذي تبلور في انشاء وتجهيز وارسال المجموعات الارهابية والتكفيرية الى هذا البلد.

كما انه لايمكن فصل سوريا عن محور المقاومة الذي كان الى جانب الشعب السوري ودافع عنه لسنوات مديدة.