اللعبة بين "إسرائيل" وحماس قد تصل لمرحلة الانفجار

بالعربي: قيادة حماس تريد لفت الانتباه، ليس انتباه القيادة "الاسرائيلية"؛ بل مصر، المبعوث الخاص للأمم المتحدة، ورئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن على وجه الخصوص.

"إسرائيل" هي فقط مجرد وسيلة، وهي المحرك الذي يسهم بالتحرك نحو تسوية بالشروط التي تناسب حماس، تمامًا كما في لعبة بلياردو: حماس تضرب الكرة "الاسرائيلية" من أجل أن تضرب كرتهم بالكرات الأخرى (مصر، الأمم المتحدة وأبو مازن)، وبالتالي يأخذونهم لمواقف حماس معنية بها.

فعليًا، حماس المحبَطة بدأت في نهاية مارس بمسيرات العودة والطائرات الورقية والبالونات الحارقة سعيًا لإيجاد مخرج من الطريق المسدود الذي علقت فيه، طلبها الرسمي هو رفع الحصار "الإسرائيلي"، لكن في الواقع ما تريد هو أن تضغط "إسرائيل" على أبي مازن لدفع رواتب وتمويل الكهرباء لسكان القطاع.

أبو مازن يرفض ذلك طالما أن حماس لن تُخضع أفرادها تحت إدارته، ولذلك تواصل الحركة إرسال الشبان على السياج وإطلاق بالونات حارقة نحو "إسرائيل"؛ هذه الاستفزازات مدروسة بعناية، للتسبب بتصعيد يدخل الجيش خلاله للقطاع من جديد. "إسرائيل" لا تريد ذلك كما لا تريد حماس، ولذلك يقوم الطرفان بنوع رقص مختلف، كلا الطرفيْن موجودان خلاله على نفس المتراس.

والأغرب من ذلك أن حماس تستخدم "إسرائيل" من خلال الاستفزازات على السياج و"إرهاب" الطائرات والبالونات الحارقة وليس العكس. حماس تعلم أن حكومة الاحتلال غير معنية بحرب في قطاع غزة، إذ أنها لا تريد خسائر، ولأنها معنية بالتركيز على العدو الأساسي لها، وهو محاولة التمركز إيران وحزب الله في سوريا، حماس تعلم ذلك، حتى إنها شكلت لجنة تقود هذا الاستفزاز، حتى في الليل.

المسألة إذن تسير هكذا: حماس تطلق بالونات حارقة، كذلك الذي أطلق مساء أمس وكان معلقًا به قنبلة يدوية، فهي تعلم بأن سكان مستوطنات غلاف غزة غير مهملين لهذه التهديدات التي يتم التلميح لها، وتأمل بأن يؤدي التوتر اليومي المتكرر في غلاف غزة للضغط على حكومة الاحتلال وعلى "الشاباك"، وذلك للضغط على المبعوث الخاص للأمم المتحدة وعلى المصريين كي يضغطوا على أبي مازن.

ممكن أن يكون الأمر سخيفًا لو أن اللعبة العجيبة لا تحمل بداخلها خطر تصعيد غير متوقع، على سبيل المثال، مثلما سيحدث لو أن أحد اطفال المستوطنين في غلاف غزة أخرج قنبلة يدوية متصلة ببالون هيليوم، أخرج قفل الأمان وفجره. في مثل هذه الحالة، سيكون جيش الاحتلال غدًا في قطاع غزة دون أن يرغب أحد من الطرفين بذلك.

المصدر: أطلس للدراسات