عطا الله حنا: الفلسطينيون لن يرفعوا الراية البيضاء أمام ترامب

بالعربي: قال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا: إن الضغوطات الأمريكية على الشعب الفلسطيني، والتي بلغت ذروتها مؤخرًا بسلسة قرارات وإجراءات مجحفة إنما هدفها الأساسي هو تصفية القضية الفلسطينية وتمرير "صفقة القرن" المشؤومة، والتي لن يقبلها الفلسطينيون مهما مورست عليهم الضغوطات والابتزازات بكافة أشكالها وألوانها.

وأوضح حنا لدى استقباله صباح الأربعاء وفدًا من الشخصيات المقدسية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مخطئ في تقديره وهو يظن أن القضية الفلسطينية معروضة في مزاد علني وحق العودة قابل للإلغاء وهذا موقف في غاية الغباء.

وأكد قائلًا "لن تمر أية صفقة على حساب الشعب الفلسطيني، والفلسطينيون اليوم بعد مرور أكثر من 25 عامًا على ما يسمى بالمفاوضات السلمية العبثية أصبحوا أكثر نضوجًا وإدراكًا بخطورة ما يحاك ضدنا بهدف تصفية قضيتنا".

وأضاف "لن يرفع الفلسطينيون الراية البيضاء أمام القابع في البيت الأبيض، ولن يستسلموا أمام أية قوة غاشمة في عالمنا تريدنا أن نتنازل عن حقوقنا وثوابتنا".

وتابع "ليس الرئيس الأمريكي وحلفائه الذين يقررون مصير الشعب الفلسطيني، ولا توجد هنالك قوة سياسية في عالمنا قادرة على إلغاء وجودنا وشطب فلسطين من على الخارطة، كما أن شعبنا الفلسطيني لم يخول أحدًا لكي يتنازل باسمه ويفرط بالحقوق بالنيابة عنه".

وشدد على أن الفلسطينيين متمسكون بحقوقهم وثوابتهم والقدس عاصمتهم، وحق العودة هو حق ثابت لا يسقط بالتقادم، ولن تمر المشاريع المشبوهة الهادفة إلى تصفية حق العودة وتصفية القضية الفلسطينية وابتلاع مدينة القدس.

وقال إن المطلوب من الفلسطينيين في هذه الظروف المعقدة والصعبة أن يكونوا أكثر لحمة وتعاضدًا وحكمةً وإدراكًا واستقامة وصدقًا وانتماءً لهذه الأرض المباركة.

وأضاف المطران حنا "بوحدتنا ووعينا ولُحمتنا واستقامتنا ووطنيتنا الصادقة نحن قادرون على إفشال كافة المشاريع المشبوهة".

وأردف "ندرك أن الصورة قاتمة والمؤامرات التي تحاك ضدنا لا يمكن أن يستوعبها عقل بشري، ولكن كل هذه المشاريع ستتحطم عند عتبات القدس الشريف بصلابة ووعي وحكمة شعبنا الفلسطيني".

وتابع "مخطئ من يظن أن صفقة القرن سوف تمر ومخطئ من يظن أن الفلسطينيين مستعدين للتنازل عن ثوابتهم مقابل المال الأمريكي الملوث بدماء الأبرياء من أبناء أمتنا العربية ومشرقنا العربي".

وأشار إلى أن أمريكا هي سبب النكبات والنكسات والكوارث التي حلت في منطقتنا، ولا نتوقع من القابع في البيت الأبيض أي خير سوى مزيد من التآمر على قضيتنا وعلى شعوبنا العربية.

وطالب المطران حنا العرب بأن يدركوا بأن عدوهم الحقيقي هو القابع في البيت الأبيض، وأن يدركوا أيضًا "أن الصهيونية الغاشمة والماسونية الشريرة وكل من يقف معهما إنما هي أدوات لتمرير هذه المشاريع الاستعمارية الخبيثة في منطقتنا العربية".