واشنطن تهدد في العلن وتطلب مساعدة دمشق سراً.. عروض غربية بالجملة

بالعربي: يستعد الأمريكي عسكرياً بأسطوله وطائراته على طريقة الليدي غاغا الاستعراضية، و يتحول التوماهوك إلى أداة تبرج لأجل عيني إيفانكا، فيما تتمايل دشاديش البداوة الخليجية طرباً وتشجيعاً لضربة قادمة، الروسي ملأ المتوسط بقطع بحرية باتت تصيب العم سام بمغص شديد، وآخر المستجدات أن موسكو عازمة بقوة على تحييد التوماهوك في حال وقوع الضربة على الحليفة دمشق.

حاخامات السياسة التلمودية منشغلون حالياً بمراقبة الميدان السوري عن كثب، وأكبر المخاوف كانت زيارة وزير الدفاع الإيراني إلى دمشق وإعلانه عن عزم طهران مساعدة سورية على إعادة بناء جيشها وتسليحه.

حيث قالت القناة العبرية الثانية إن إيران وقّعت اتفاقا للتعاون والتنسيق العسكري مع سورية يؤكد على قيام إيران بالمشاركة في إعادة بناء الجيش السوري والصناعات العسكرية السورية، وخاصة الصواريخ، مضيفةً إن "إسرائيل" التي كانت تأمل لجم إيران وإبعاد القوات الإيرانية عن الحدود الشمالية، ستضطر من الآن فصاعداً لمواجهة واقع أكثر تعقيداً.

فيما قال موقع تيك ديبكا العبري إن وزير الدفاع الإيراني (أمير حاتمي) حمل معه إلى (دمشق) مسودة اتفاقات تتضمن تعهد (روسيا وسورية) بصد هجوم (أمريكي- إسرائيلي) على إيران في سورية ، كما تطرق إلى منظومات الدفاع الجوية السورية والتي قال بأنها وُضعت في حالة جاهزية عليا، في جميع أنحاء سورية تحسباً لهجوم أمريكي على دمشق.

إذاً فإن الإعلام العبري يعترف بفشل كيانه في تحقيق هدف إبعاد إيران عن الميدان السوري، والعبارة الأكثر أهمية التي تناولها إعلامهم هي أن على تل أبيب أن تتعامل مع واقع أكثر تعقيداً، لقد كانت إحدى فوائد الحرب على سورية مع كثرة سلبياتها والدمار الذي أتت به أنها خلقت واقعاً جديداً لم يكن ممكناً من قبل، فمحور الحلفاء الإيراني ، السوري ، اللبناني بات متواجداً حيث لم يكن أن يستطيع التواجد سابقاً وهذه معضلة "إسرائيل" الكبرى.

فيما يخص الضربة الأمريكية على سورية، فقد حذرت وزارة الدفاع الروسية ومندوب موسكو في مجلس الأمن من أي استفزازات حول لكيماوي المزعوم، مياه المتوسط الدافئة بلغت درجة الغليان، دمشق اتخذت استعداداتها، فيما سرب الروس عبر مصادر عسكرية روسية متواجدة في دمشق معلومات بأنهم وزعوا بعض المستشارين على بعض المراكز العسكرية والأمنية الهامة وأوصلوا هذه المعلومات إلى الأمريكي، في محاولة من الروسي أن يمنع استهداف تلك المراكز بسبب تواجد مستشارين روس فيها.

الدفاعات الجوية السورية في حالة استنفار، الروسي سيحيد صواريخ الكاليبر الأمريكية، وسيتزامن ذلك مع تساقط صواريخ الكاليبر الروسية على أوكار الإرهاب في ادلب، تمهيداً للعمل العسكري الذي يستعد له الجيش السوري هناك.

والغريب فيما يحدث أنه بالتزامن مع تهديدات واشنطن لدمشق، فقد قام وفد عسكري استخباراتي أمريكي بزيارة لسورية والتقى كبار مسوؤلي الأمن والاستخبارات السورية، نقلت ذلك صحيفة الأخبار اللبنانية، ثم أكد لعاجل تلك المعلومات أحد المقربين من مراكز القرار الأمني السوري، الأمريكيون طلبوا تعاون الاستخبارات السورية وتقديم معلومات للسي آي إيه عن الإرهابيين لا سيما الأجانب منهم، فضلاً عن الإرهابيين السوريين الذين هربوا كلاجئين إلى أوروبا، وكانت فرنسا قبل الولايات المتحدة قد أرسلت وفداً استخباراتياً التقى بنظرائه في سورية، وطلب ذات الشيء من الأمن السوري، وكان الجواب بالرفض، حيث لا يمكن أن يكون هناك تعاون قبل إعادة السفارات والعلاقات الدبلوماسية بين سورية وأي جهة أخرى تطلب مساعدة.

فيما قالت مصادر أمنية سورية أنه وخلال سبع سنوات من الحرب بات لدى الاستخبارات السورية بنك معلومات مهم حول التنظيمات الإرهابية وقادتها، إضافةً لمعلومات بالأسماء والصور ومعلومات عن الحركة وآخر المحطات التي توقف بها الإرهابيون الفارون لا سيما الأجانب، وهذا ما أثار شهية أجهزة الاستخبارات الغربية للتعاون مع الاستخبارات السورية وعلى رأسهم كل من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا.

الشروط التي طرحها الأمريكيون لم تتعلق بسلطة أو مرحلة انتقالية، بل ما تمسكوا به فقط الوجود الإيراني، مع طلب التعاون المعلوماتي الأمني، من خلال اتفاقية رسمية ملزمة، ومقابل ذلك سيتم الانسحاب الأمريكي والسماح بتمرير حل سياسي للأزمة السورية تكون عرابتها موسكو ويختار فيها الشعب السوري قيادته حتى لو كانت قيادتها الحالية مرةً أخرى.