الموساد يعود إلى هوايته القديمة .. و"إسرائيل" تعلن استسلامها للجيش السوري

بالعربي: “تلك الشخصية أزعجتنا كثيراً وقضّت مضاجعنا”، بهذه الكلمات علق محلل الشؤون العسكرية في القناة “العاشرة الإسرائيلية” ألون بن دافيد، على حادثة اغتيال العالم السوري “عزيز إسبر” في حماه.

للوهلة الأولى، يمكن تقدير حجم العملية الإرهابية، التي راح ضحيتها عقل سوري كبير بحجم “عزيز إسبر”، لكن عندما ترى مستوى التفاعل على وسائل الإعلام الصهيوني والأمريكي، تتيقن تماماً بأن ما فعله الموساد هو جريمة كبرى، قضت على مخطط من الطراز الرفيع، وعقل استراتيجي، وعالم من الدرجة الأولى.

تعلق صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية التي أكدت أن الموساد هو المسؤول عن عملية الاغتيال “إسبر قاد وحدة سرية تعرف باسم “قسم 4” مركز البحث العلمي في مدينة مصايف، كما كان يتمتع بحرية الوصول إلى القصر الرئاسي وتعاون مع قائد قوة القدس اللواء قاسم سليماني”، وتتابع الصحيفة “كان مسؤولاً عن تجميع الترسانة العسكرية من الصواريخ الموجهة بدقة، وقد أتت عملية الاغتيال خوفاً من تطوير هذه الصواريخ وإطلاقها مستقبلاً باتجاه (إسرائيل) والمدن والتجمعات السكنية التي تبعد مئات الكيلومترات عن سوريا”.

الصحيفة الأمريكية كشفت أن الموساد كان يتابع العالم السوري منذ فترة طويلة، ليتمكن أخيراً من زرع القنبلة التي قتلت عزيز إسبر وسائقه ليل الجمعة الفائت.

وبالتوازي مع كلام الصحيفة خرج بيان عبر التلغرام من “كتيبة أبو عمار” التابعة لهيئة تحرير الشام الناشطة في إدلب، لتؤكد أنها زرعت العبوات الناسفة التي قتلت “إسبر”.

المعلومات المتوفرة عن العالم عزيز إسبر تقول إنه عمل في مجال تطوير الأنشطة الدفاعية، والأسلحة الصاروخية، وهو عالم في وقود الصواريخ، ويحمل كفاءة علمية وخبرة عاليين في مجال تطوير الأسلحة الصاروخية، كما أنه من المقربين من الرئيس السوري بشار الأسد ومن حزب الله اللبناني والقيادة الإيرانية.

كل ذلك جعل من “إسبر” هدفاً أساسياً للموساد وأذرعه على الأرض السورية، ومع عجز تلك الأذرع عن تحقيق التقدم الميداني، وتعرضها لخسارات متلاحقة، تتوجت أخيراً بوصول الجيش السوري إلى الحدود مع الأراضي المحتلة، يبدو أن “إسرائيل” عادت إلى هوايتها القديمة، وهي الاغتيالات واستهداف العلماء، كما فعلت سابقاً مع العلماء الإيرانيين والعراقيين، والكوادر المهمة في حزب الله والمقاومة الفلسطينية، وهو الأمر الذي يفسر المحاولات "الإسرائيلية" المتكررة لاستهداف مراكز البحوث العلمي في سوريا.

وفي هذا الصدد يقول مسؤول في الموساد مطلع على تفاصيل العملية “إنها الرابعة خلال ثلاث سنوات التي تقوم فيها "إسرائيل" باغتيال مهندس صواريخ كبير تابع لدولة تصفها "إسرائيل" بالعدو”.

الكلام الأكثر خطورة الذي كشف عنه الموساد بأنه السبب وراء عملية الاغتيال، أنّ العالم إسبر طور مشروعاً بغاية السرية تحت إشراف كبار المسؤولين في سوريا وإيران، بهدف بناء مصنع صواريخ متطور تحت الأرض لتعويض المصنع الذي دمرته طائرات الاحتلال العام الماضي في سوريا.

كل المعطيات السابقة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، بأن سوريا خسرت واحداً من أهم العقول الباحثة في المجال العسكري، كما أن العملية تكشف للبعيد قبل القريب، مدى الارتباط المطلق بين الفصائل الإرهابية والموساد، حتى أن الصهاينة لم يعودوا بحاجة إلى الوجود المباشر، بل إنهم نجحوا خلال الأزمة بإنشاء موساد جديد خارج الأراضي المحتلة، قوامه الجماعات الأصولية المتطرفة، التي لا تبحث إلا عن القتل والأموال.

في المقابل، فإن العمليات "الإسرائيلية" الأخيرة، تؤكد بأن الكيان بات مقتنعاً تماماً ومستسلماً بالمطلق بانتصار الجيش السوري، واستعادته السيطرة على معظم الأراضي السورية، وقريباً كامل تلك الأراضي، وهو يعمل في الوقت الحالي على حصد بعض الأوراق الرابحة، بعد خسارته كل أوراقه في السنوات السبع الماضية.