"إسرائيل" فقدت قوة الردع على كافة الجبهات

بالعربي: سياسة حكومة وجيش الاحتلال في مجال الردع، وصلت الى طريق مسدود، صحيح أن التمركز العسكري الإيراني بسوريا تم لجمه، إلا أن الردع "الإسرائيلي" تجاه إيران وسوريا لم يعد قائما كالسابق.

الصواريخ والقذائف والبالونات الحارقة، مستمرة بالسقوط، حتى عمليات القنص ضد جنود وضباط الجيش، تتطلب من "إسرائيل" إعادة النظر في قوة الردع، واتخاد قرارات دراماتيكية على الجبهتين.استراتيجية الردع "الإسرائيلية"، وصلت الى طريق مسدود، فالجيش لم يعد قادرا على فرض تهدئة بغزة، أو حتى الحفاظ عليها، حتى أن جيش الاحتلال، ومنذ شهر مارس الماضي، لم يعد قادرا على خلق وضع مستقر بالجنوب، ليشعر سكان الغلاف بالأمن.

الإيرانيون وحلفاؤهم بالمنطقة، ورغم الضربات التي يتلقونها، ما زالوا يحافظون على سخونة الجبهات مع "إسرائيل"، في الجنوب والشمال، إطلاق طائرات مسيرة بدون طيار، وإطلاق صواريخ وإطلاق نار على الجبهتين، والحلول الجزئية التي تقدمها "إسرائيل"، لهذه القضايا، تدل على أن قوة الردع "الإسرائيلية"، وصلت الى ذروة ضعفها.

الجبهة الجنوبية

على جيش الاحتلال إعادة النظر في سياساته الأمنية والعسكرية، خصوصا على الجبهة الجنوبية.حتى الآن لا يوجد تهدئة على الجبهة الجنوبية، الهدف من استمرار التوتر بالجنوب، هو جر الجيش لمعركة، بهدف قتل وأسر جنود "إسرائيليين" جدد، من أجل الإفراج عن أسرى فلسطينيين.حماس تحافظ على حالة التوتر، ومعنية بعدم التوصل إلى تهدئة حتى تحقق مطالبها وأهدافها السياسية والعسكرية، وهو رفع الحصار عن غزة.لذلك تغض حماس البصر عن نشاطات التنظيمات العسكرية المسلحة الأخرى بغزة، وتحافظ على استمرار ظاهرة البالونات الحارقة، حتى تستجيب "إسرائيل" ومصر والسلطة والأمم المتحدة لمطالبها.

إفلاس "إسرائيلي" أمام حماس

تدل الأحداث الأخيرة بالجنوب على إفلاس السياسة "الإسرائيلية" أمام حركة حماس، وضعف قوة الردع أمامها، ويشهد بذلك سكان مستوطنات غلاف غزة، الذين يؤكدون أن ردود الجيش الموجعة لحماس، لم تردعها عن الاستمرار بالتظاهرات والنشاطات الأمنية على طول الحدود.

حتى الإعلان عن اغلاق معبر كرم أبو سالم اليوم، ومنع إدخال الوقود لغزة، لن تؤثر على حماس، ولن توقف البالونات الحارقة، وحتى مصر ومبعوث الأمم المتحدة ملينيدوف، فشلوا مجددا في التوصل إلى تهدئة، في كل مرة يقوم الجيش باستهداف مواقع حماس بغزة، يتم الرد، والأمور أصبحت مقلوبة، بدلا من أن يحقق القصف ردعا وهدوءًا، فإنه يجلب التصعيد من جديد.حماس تحافظ على وتيرة التوتر، حتى تحقق مصالحها، وعلى الجيش اتخاذ قرارات جديدة ودراماتيكية في سياسة الرد والردع ضد حماس بغزة.