نتنياهو وجه رسالة إلى الرئيس الأسد.. ومخاوفه من بقاء الإيرانيين في سوريا

بالعربي: نتنياهو للأسد بواسطة بوتين: لا تحاسب الذين تعاونوا معنا بالجولان .. ومخاوِف "إسرائيليّة" “حقيقيّة” من عدم قدرة أوْ رغبة روسيا إبعاد الإيرانيين من سوريّة

كشفت المُراسِلة السياسيّة في شركة الأخبار "الإسرائيليّة" (القناتان 12 وـ13 في التلفزيون العبريّ)، كشفت النقاب، نقلاً عن مصادر رفيعة في ديوان رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أنّ حكومة الاحتلال وجّهت رسالةً إلى الرئيس السوريّ بشّار الأسد، بواسطة الروس، طلبت من خلالها، أنْ يمتنِع الجيش العربيّ السوريّ من محاسبة السوريين في القرى الحدوديّة الواقعة في الجزء المُحتّل من هضبة الجولان، لأنّهم خلال السبع سنوات الأخيرة تلّقوا الدعم الإنسانيّ من كيان الاحتلال.

وتابع التلفزيون العبريّ قائلاً، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ "إسرائيل" تخشى من قيام الجيش السوري بتنفيذ عملياتٍ انتقاميّةٍ ضدّ هؤلاء المُواطنين العُزّل، متجاهلاً أنّ حكومة نتنياهو، رفضت رفضًا قاطعًا السماح حتى لنازحٍ واحدٍ بالدخول إلى الأراضي التي تقع تحت سيادة الاحتلال.

وبحسب المصادر في تل أبيب، أضاف التلفزيون العبري، فقد عبّر مسؤولون كبار في حكومة نتنياهو عن ارتياحهم الشديد من العلاقات التي تمّ نسجها في الفترة الأخيرة بين الدولة العبريّة وروسيا، لافتين في الوقت عينه إلى أنّ قيام المُضادّات الجويّة "الإسرائيليّة"، المُتواجدة في مدينة صفد بالشمال بإسقاط الطائرة السوريّة التي “اخترقت” المجال الجويّ لكيان الاحتلال، لم يؤثّر سلبًا على العلاقات بين تل أبيب وموسكو، مُشدّدّين أيضًا على أنّ العلاقات بين الطرفين جيّدة جدًا، وعبّروا عن أملهم في أنْ يتمكّن الرئيس الروسيّ، فلاديمير بوتين، من تحقيق مطالب "إسرائيل" بإبعاد الإيرانيين كليًا عن سوريّة.

ولكنّ المُحلّلين في الإعلام العبريّ عبّروا عن خشيتهم من عدم تمكّن موسكو من تنفيذ المطالب "الإسرائيليّة" فيما يتعلّق بإبعاد الإيرانيين من سوريّة، وفي هذا السياق رأى المُحلّل العسكريّ، عاموس غلبواع، في مقالٍ نشره بصحيفة (يسرائيل هايوم) العبريّة أنّه بالنسبة لـ"إسرائيل"، فإنّه مع الجيش السوريّ الذي سيطر على هضبة الجولان السوريّة، ثمة جنود ببزاتٍ سوريّةٍ من القوات العراقية والأفغانية، التي هي برعاية الحرس الثوريّ الإيرانيّ، وربما أيضًا من قوة النُخبة، التابعة لحزب الله.

وتابع قائلاً إنّه في الجانب السياسيّ، بعد أنْ ارتاحت "إسرائيل" لضمان روسيا اتفاق الفصل في 1974، ومنذ الآن تأكّد بأنّ هذا الاتفاق غيرُ ذي صلة على الإطلاق بالوضع الجديد، برزت في الأسبوع الماضي المشكلة الحقيقيّة في اللقاء الخّاص والاستثنائيّ، عندما وصل وزير الخارجية الروسيّ ورئيس الأركان الروسيّ إلى تل أبيب للقاء القيادة الإسرائيليّة، مُوضحًا أنّه في ختامه أعلنت "إسرائيل" أنّ الروس وافقوا على ألّا تكون قوات إيرانيّة على مسافة (100) كيلومتر من الحدود. وشدّدّ المُحلّل على أنّه علنًا، أعلن الروس عدّة مرات أنّ الجنوب السوريّ، بما في ذلك هضبة الجولان السوريّة، يخلو على الإطلاق من أي قوات إيرانية، وللمفارقة، فإنّهم محقون: لا توجد أيّ سريةٍ أوْ كتيبةٍ أوْ لواءٍ إيرانيٍّ، على حدّ قوله.

ولفت المُحلّل إلى أنّ العناصر العسكريّة الإيرانيّة المُتواجدة على الأراضي السوريّة هي الأخرى لغرض القتال، إذْ يستخدم الإيرانيون القوات التي أقاموها، وليس قوّةً إيرانيّةً مباشرةً، وهذه القوات هي المشكلة، وهي توجد منذ الآن، مموهة، في هضبة الجولان، وأضاف أنّ الخطر الكامن فيها هو “الإرهاب” من هضبة الجولان، واختتم قائلاً إنّه من المفهوم أنّه ستكون لـ"إسرائيل" وعود حتى السماء بأنّه لا توجد ميليشيات، وأنّهم أخرجوها من جنوب سوريّة، فَمَنْ سيُراقب ذلك؟ مَنْ سيفحص؟، حسبما أكّد المُحلّل "الإسرائيليّ".

من ناحيته، أكّد المُعلّق العسكريّ في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، على أنّ إسرائيل تُطالب بإخراج كلّ السلاح الإيرانيّ بعيد المدى من كلّ الأراضي السورية، ووقف إنتاج السلاح الدقيق المُخصّص لحزب الله على الأراضي السوريّة، وإغلاق المعابر الحدودية التي تستخدم لتهريب السلاح.

وفي المستقبل، تابع هارئيل، ستُصمِم "إسرائيل" على طلبها الأصليّ وهو إبعاد كلّ الإيرانيين من كلّ سوريّة، لافتًا إلى أنّ الروس، هكذا يبدو، ردّوا بالإيجاب، ومع ذلك، أضاف، من الأهمية بمكانٍ طرح الأسئلة التالية:

ماذا يساوي تعهد موسكو على المدى الطويل؟

كيف تنوي روسيا تنفيذ تفاصيل الاتفاق الجديد؟

كيف يُمكن التأكّد من أنّ مقاتلين شيعة بدون زيٍّ عسكريٍّ أوْ بزيّ الجيش السوريّ لا يتسللون بين القوات، التي سيُسمح لها بالبقاء في الجنوب؟

ألن تقدم "إسرائيل" ثقة مبالغًا فيها للتعهدات الروسية؟،

وترك المُعلّق، المعروف بصلاته الوطيدة مع المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب، ترك الإجابات على الأسئلة التي طرحها مفتوحةً.