جيش الاحتلال لجنوده: الهدوء مع غزة قد ينقلب في لحظة فالحذر الحذر

بالعربي: أفشلت حكومة الاحتلال المفاوضات غير المباشرة بينها وبين حركة حماس، بوساطة أطراف أخرى بينها مصر، حول تهدئة ووقف إطلاق نار طويل الأمد.

وبحسب تقارير إعلامية، فإن "إسرائيل" تطالب حماس بالإفراج عن جثتي الجنديين والمواطنين "الإسرائيليين" المحتجزين في قطاع غزة كي يتسنى التقدم نحو اتفاق تهدئة، لكن إ"سرائيل" ترفض في الوقت نفسه التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى، وخاصة طلب حماس بإطلاق سراح الأسرى الذين اعتقلهم الاحتلال  بعد أن كان أفرج عنهم في إطار "صفقة شاليط" لتبادل الأسرى.

وتشير التقارير الصحفية العبرية الصادرة اليوم، الاثنين، إلى أنه على الرغم من أن هدوءا حذرا يسود الجبهة بين غزة و"إسرائيل"، حيث تراجع عدد البالونات الحارقة التي تطلق من القطاع وتبادل إطلاق النار تقلص بشكل كبير، إلا أن هذا الهدوء النسبي بالذات يرفع مستوى التوتر في صفوف ضباط الجبهة الجنوبية لجيش الاحتلال.

ويتوجس "الإسرائيليون" من إطلاق نار قناصة فلسطينيين من القطاع باتجاه جنودهم، أو صواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون أو تفجير عبوات ناسفة باتجاه قواتهم أو قذائف صاروخية باتجاه البلدات المحيطة بالقطاع، المعروفة باسم "غلاف غزة"، والتخوف الأكبر لدى جيش الاحتلال هو تعرض أحد جنوده للأسر عند السياج الأمني.

ونقل موقع "واللا" الالكتروني، اليوم، عن جنود في لواء "غفعاتي" قولهم إن ضباطهم حذروهم نهار أمس من الهدوء الحذر السائد في هذه الجبهة، "أوضح لنا الضباط أن الهدوء السائد في الأيام الأخيرة قد ينقلب خلال لحظة واحدة. ينبغي أن نكون متأهبين والاستعداد لمواجهة عمليات صعبة".

المسؤولون في جهاز الأمن "الإسرائيلي"، وفقا للتقارير الإعلامية، أن حماس لن تتنازل عن محاولة أسر جنود "إسرائيليين" كون الحركة ملتزمة بتحرير أسرى من السجن.

في هذا السياق، شدد المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، اليوم، على أن "غزة لن تهدأ ولا توجد إمكانية لأية تسوية بين "إسرائيل" وحماس".

واضاف منتقدا أن "هناك من ينثر هذا الوهم لدى الجمهور، من أجل طمس حقيقة أنه ليس لدينا فكرة حول كيفية تحقيق هدوء عند حدود القطاع". واعتبر أن "مفتاح تحريك عملية التسوية يكمن في قفلين: قضية الأسرى والمفقودين، واتفاق المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحماس".

ووفقا لفيشمان، فإن "الوهم بأن الحل قريب" نابع من أن "إسرائيل" ألمحت، قبل أسبوعين، لمصر أنها لن تعرقل جهودها. وبالتزامن مع ذلك، تعرض رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لانتقادات شديدة بسبب فشله في حل الأزمة بين "إسرائيل "وغزة ولا يزور بلدات "غلاف غزة". وبعد أن زار هذه البلدات، وفي الوقت نفسه لم يتم شن عملية واسعة ضد القطاع، وتلاشت الانتقادات له، "وتلاشت معها الحماسة "الإسرائيلية" للمساعدة في استئناف محاولات المصالحة بين حماس والسلطة".

وتدرك "إسرائيل" أنه في ظل الوضع الحالي، حيق لا حرب ولا سلم، والأوضاع المزرية في القطاع والنقص الحاد فيه بالماء والكهرباء والدواء والغذاء وكافة أنواع المنتجات، أي عدم حدوث أي حل في الكارثة الإنسانية فيه، سيقود إلى الانفجار لا محالة واشتعال حرب جديدة.