الاختفاء من الوجود أم العودة؟ ما مصير تنظيم "داعش"؟

بالعربي: لوهلة، يبدو أن تنظيم "داعش" قد اختفى تمامًا، ولم يعد له أي أثر يذكر. التنظيم الذي سيطر على بعض دول الشرق الأوسط خلال أعوام دامية، لم يتبقَ إلا في جيوب صغيرة داخل سوريا، فيما يكاد أثره العسكري يختفي من العراق.

أين يتواجد التنظيم في سوريا؟ وهل يملك القدرة على العودة؟ وما هي تكتيكاته في الهروب خارج البلاد إلى غير رجعة؟

قضي الأمر؟ أم هنالك احتمالات؟

رغم تلاشي وجوده في سوريا بشكل كبير، إلا أن التنظيم لا يزال يحتفظ بمنطقة صغيرة على طول نهر الفرات قرب البوكمال، وبعض الجيوب في صحراء شرق سوريا، وعلى الحدود مع العراق.

في مقال له بصحيفة الأنباط، يقول الكاتب الأردني فارس الشرعان إن التنظيم ظهر مجددًا في شمال العراق، خصوصًا في المناطق الحدودية السورية والعراقية، لدرجة أن العراق أعلن شن غارات جوية على خلايا هذا التنظيم المتواجدة بين سوريا والعراق، بحيث شملت الغارات الجوية العراقية مناطق في سوريا والعراق لا يزال التنظيم يتواجد فيها.

ويضيف أنه “على صعيد العراق لا يزال التنظيم يحتل زهاء 7% من مساحته، بالاضافة إلى خلايا تابعة للتنظيم وبعض الذئاب المنفردة في هذا القطر… أما في سوريا فلا يزال التنظيم يحتل مساحات من الأراضي في الشمال على الحدود التركية”.

يضاف إلى ذلك، ما يدعى “جيش خالد” الذي بايع "داعش"، والذي يرابط في حوض اليرموك على الحدود السورية الإسرائيلية الأردنية، حيث يتعرض منذ أيام عدة لقصف جوي روسي سوري في محاولة للقضاء عليه أو إخراجه من المنطقة، ودفعه إلى الهروب إلى شمال سوريا، أو إلى أي منطقة يختارها.

“في حقيقة الأمر، فإن قصف جيش خالد بالطيران لن يقضي عليه، ولو شارك طيران العالم في قصفه؛ فهو بحاجة إلى قوات برية لتحريكه من موقعه وشن هجوم بري عليه، وهذا الأمر غير متاح، لا من قبل القوات الروسية أو السورية، مما يعني الاستمرار في القصف وتدمير الطبيعة والمواقع الجغرافية ذات الطبيعة الخلابة”، يضيف الشرعان.

كسب معادلة ضعف الأكراد

في وقت تعد فيه قوات سوريا الديمقراطية من أشد الوحدات المقاتلة في وجه التنظيم على الأرض في سوريا -وهي التي طردته من عاصمته الرقة- كذلك إزاحته من مدينة الحسكة مؤخرًا، فإن التنظيم قد يكسب معادلة أطرافها سوريا وتركيا والولايات المتحدة.

ففي حين أبدت واشنطن ما قد يعتبر تراجعًا عن التحالف مع الأكراد لصالح صفقة مع تركيا، فإن قوات سوريا الديمقراطية التي تواجه تهديدًا محدقًا بالمواجهة مع النظام السوري في الشرق، قد تتأثر عسكريًا في الحرب مع التنظيم.

مؤخرًا، حذرت الولايات المتحدة وقيادات كردية من عودة "داعش"، عندما هاجمت تركيا بلدة عفرين؛ إذ أدى ذلك إلى توقف العمليات ضد الجيوب الرئيسة لـ"داعش" في سوريا.

“ما لم تواصل قوات سوريا الديمقراطية ضغوطها المستمرة على عناصر "داعش"، فإن ذلك يسمح لهم بإعادة التجمع”، قال قيادي عسكري أمريكي بارز.

 

هروب

في غضون ذلك، فإن المؤشرات ما تزال تصب نحو تعرض التنظيم لمزيد من الخناق، وهو ما يدفعه إلى إعداد مناصريه لمغادرة سوريا.

وذكرت مجلة “دير شبيغل” الألمانية في تقرير لها مؤخرًا، استنادًا إلى بيانات لأجهزة الأمن الألمانية، أن التنظيم أنشأ موقعًا على الإنترنت موجهًا خصيصًا للجهاديين الأجانب الذين يستعدون للعودة لبلدانهم الأصلية، الذين يقدر عددهم بـ40 ألف مقاتل.

وحسب خبراء أمنيين ألمان، فإن الموقع يظهر بشكل واضح أن "داعمي داعش" في سوريا يُقرون بالوضع العسكري الهش للتنظيم”، كما أن أعدادًا مطردة من مقاتليه يفرون من ساحات المعارك.