بالعربي: مع بدء الزيارة الرسمية لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، امسم الأحد، إلى العاصمة البريطانية لندن، يلتقي خلالها رئيسة الوزراء تيريزا ماي، ظهرت موجة من الغضب في الأوساط السياسية البريطانية رفضًا للزيارة التي يتوقع المراقبون أنها تأتي بغرض التوقيع على صفقة أسلحة جديدة، لمصلحة النظام الإيراني أو الميليشيات الإرهابية التي ترعاها قطر في سوريا والعراق، إذ تعتبر الزيارة الأولى لحاكم دولة إلى بريطانيا لا يتم الإعلان عن تفاصيلها وجدول الزيارة.

التكهنات حول مغزى الزيارة دفعت المعارضة القطرية في لندن، بمشاركة عدد كبير من الجاليات العربية، للاستعداد لتنظيم مظاهرات ووقفات احتجاجية، حصلوا بشأنها على تصاريح من الجهات الأمنية، لتكون أمام البرلمان، عصر الإثنين، ضد زيارة أمير قطر إلى البلاد، في حين دعا 80 نائبًا بريطانيًا لمقاطعة البرلمان وقت استقبال تميم، حيث من المقرر أن يلقي خطابًا.

وترفض الأوساط السياسية والبرلمانية والشعبية البريطانية زيارة تميم، إلى العاصمة لندن، وطالبت الحكومة برئاسة تيريزا ماي بعدم استقباله، الأمر الذي يترافق مع تنظيم وقفات احتجاجية، رفضًا للزيارة، من جانب منظمات سياسية وحقوقية في بريطانيا، حسب مدير مركز بروكسل الدولي للبحوث، رمضان أبو جزر، الذي أشار إلى أن الجاليات العربية تشارك في الحراك الرافض لهذه الزيارة، لا سيما أبناء الدول الأكثر تضررًا من إرهاب قطر؛ مثل مصر، وسوريا، واليمن، والعراق، وليبيا، منتقدين هذه الزيارة في ظل دعم الدوحة للجماعات الإرهابية في بلدانهم.

وأوضح أبوجزر أن عمل برلمانيين أوروبيين لإعداد وقفات احتجاج ستكون بمثابة أكبر مظاهرات تشهدها العاصمة البريطانية ضد زيارة تميم، فضلًا عن قيام نشطاء بالتظاهر ضد الزيارة، إذ يرى الكثيرون -بعد كل هذه الأدلة بتورط النظام- ضرورة عدم استقبال أمير دولة لا تحترم أدبيات الأمن والسلم العالمي، بل تسهم في زعزعة استقرار وأمن عدد كبير من الدول، في ظل مساس الإرهاب بالكثير من الدول الأوروبية، وفي مقدمتها بريطانيا، حسب ما نقله موقع قطريليكس.

 

معارضة قطرية تنظم وقفة احتجاجية

ومن جهته، أشار مصدر من المعارضة القطرية إلى أن النظام القطري يحرك عناصر من جماعة الإخوان، لاستهداف مَن ينظمون وقفات احتجاجية في لندن، لرفض وجود تميم في بريطانيا، سواء كانوا من المعارضة القطرية أو الناشطين العرب ضد إرهاب الدوحة.

اقرأ أيضًا: صحيفة أمريكية تكشف: أمير قطر عرض على أمريكا الضغط على حماس لتمرير صفقة القرن

وأكد المتحدث باسم المعارضة القطرية خالد الهيل أن تميم يستغل زيارته في هذا التوقيت لتنفيذ أجندته، إذ كتب على حسابه في تويتر: “دعوة للشرفاء للتصدي للزيارة “السرية” لتميم بن حمد إلى لندن… توقيت الزيارة مستفز، خصوصًا بعد فضيحة رشوة المليار دولار وجرائم حقوق الإنسان في قطر… حضور هذا الطاغية إلى البرلمان البريطاني، يوم الإثنين، هو استفزاز للديمقراطية التي يتشدق بها!”.

وأضاف: “يجب الضغط على تميم بن حمد لإلغاء زيارته إلى بريطانيا في هذا التوقيت لتنفيذ أجندته الخبيثة؛ فهو أكبر عابث بالديمقراطية وملف حقوق الإنسان في العالم… شرد هذا النظام المجرم آلاف القطريين مع عائلاتهم، ومول منظمات إرهابية قتلت وشبحت… يجب محاسبتهم فورًا”.

 

ناشط حقوفي للحكومة القطرية: ممارساتكم مفضوحة

وفي السياق ذاته، قال الناشط هيو جونسون لصحيفة الاتحاد الإماراتية: “إن زيارة حاكم قطر يجب ألا تمر دون وقفة ترسل رسالة أن هؤلاء، يجب ألا يكون لديهم وجود في بلادنا”، مضيفًا: “يجب علينا ألا نستضيف مثل هذا النوع من القادة الذين يمثلون دولًا بوليسية، تنتهك حقوق العاملين وترعى الإرهاب وتستخدم المال من أجل الشر وليس الخير”.

وأكد جونسون أنه من المتوقع أن يأتي عدد كبير من الناشطين في الوقفة الاحتجاجية التي تهدف إلى إرسال رسالة إلى الحكومة القطرية، مفادها أن “ممارساتكم مفضوحة وأعمالكم لن يتم غض الطرف عنها”، مشددًا على أنه رغم أن التركيز بدأ ينصب على الدوحة فيما يتعلق بحقوق العمال فيها، مع بدء العد التنازلي لمونديال 2022، إلا أن شيئًا ضئيلًا حدث في هذا النطاق.