لولا دمشق لسقطت دمشق

بالعربي: لاتستطيع محاربة "إسرائيل" إن لم تذخر قلبك بعشق دمشق وتعطر روحك بندى ياسمينها المقدس ….من دمشق تحدد وجهة البندقية وإلا ماصفق ثوار الخيانة المطلقة لقصف "إسرائيل" ولا حارب هؤلاء وظهورهم مكشوفة بكل طمأنينة وهابية وإخوانية قبالة “حدود ” ربهم الصهيوني ..

إن لم تؤمن بأن قاسيون هو جبل عرفة المقاومين وأن دمشق كعبة المقاومة فقد كفرت بكل مقاوم .. فقط في مواجهة دمشق يسقط زعماء العالم الواحد تلو الأخر..فقط في سورية يواجه الجندي السوري جحافل العالم القذر بإيمان قديس رباني و زاد ناسك نذر عمره صوما ..

كم عاصمة قاطعت دمشق وحاربتهاو السؤال يقول لماذا هذا العدد من عواصم العالم!!! لأنها دمشق التي تجيد إستحضار العواصم والعبور بها إلى الفناء وبأخرى للوجود.. من هنا بمستطاع عقولنا أن تمتلك كافة الحقوق القدسية بنعي التحليل المستند على قوة دمشق من قوة الآخر بل إن قوة الآخر تأتي من جبروت دمشق ومركزية وجودها لأن دمشق هي النقطة المركزية في مواجهة تل أبيب وليست أية عاصمة أخرى وماتريده الصهيونية هو تحطيم دمشق وتحويلها إلى فتات بعد بتر يديها كي لاتقدر مجددا على صنع المجد للعواصم التي تدور في فلكها ..يريدون عقر دمشق عن إنجاب المقاومين ..دمشق تحارب اليوم من قبل معظم عواصم العالم لأن دمشق لاتواجه من عاصمة واحدة أوعاصمتين و لأن دمشق ليست أقدم عاصمة مأهولة بالبشر بل لأنها أقدم عاصمة مأهولة بالمقاومين…

أيها السوري المقاوم : باستطاعتك أن تدرك قوة تأثيرك المحقة من أعداد دول الباطل العالمي التي تقف في مواجهتك..

من يريد أن يكون عدوا لـ"إسرائيل" عليه أن يعبر من بوابة دمشق ومن يريد أن يتقدم حيث تقف دمشق عليه أن يعلم بأن سورية أعظم من طائفة وأكثر من وطن ..دمشق حالة عشق مستبد يحتل كل ذرة دم سورية نقية ..

في زمن السقوط العالمي قبالة الأخلاق والقيم وإحتلال الشذوذ السياسي لعواصم العالم وإقترانه المعجون مع تجاذبات المصالح الوجودية لايصعب على دمشق أن تجري عمليات قيصرية لولادة العواصم من رحم العدم واللاتأثير وتصعد بها إلى منبر الوجود لتلقي كلمتها فتلك الجراحة التي تمتهنها دمشق بكل شرف ولهذا تمتنع عن إجراء أي عملية حرام لمسخ يريد أن ينجب ماردا وهو عبد منذ بدء التكوين.

في زمن تسطح الرؤوس المتدينة وتحولها إلى أرض تسير عليها نعال آل المال وبني الأحقاد زمجرت أمم الشهوات ودوى عواء مثقفي الخيانة وكانت الوجهة إلى مهبط السمو.. دمشق.

في عام 73 كانت دمشق تنتصر على العدو الصهيوني وتمنح موسكو العبور إلى النصر العالمي..أمام هذه الهزائم الإستراتيجية قرر الأمريكي الإنتقام من سوريا عبر دعم الإخوان المسلمين وضرب سورية من الداخل فكان إيلاج عاصمة قريبة جدا من دمشق هو الأمر المستحب لواشنطن ليقع الإختيار الإستراتيجي على طاقم الحكم في بغداد ليقود حربا برمجها الدماغ الأمريكي ومولها الأعرابي في الحجاز.

من بغداد عبرت واشنطن ولندن والرياض وعواصم كثيرة أخرى كي تهزم إيران في بدء نجاح ثورتها فكانت دمشق وحدها من تقف مع طهران ضد مشروع واشنطن العالمي في المنطقة ولهذا كان يجب أن تضرب دمشق لتسقط طهران أمام الأمريكي على تخوم الحكم العراقي أنذاك فسقطت جميع العواصم المعادية إستراتيجيا لدمشق لنجد بأن تلغيم سوريا بالإخوان سببه إرتداد نصر 73 والثمانينات في بيروت ولنلاحظ انه كلما كانت تتم حرب ناجحة ضد إسرائيل كانت تستهدف دمشق !!! ووجدنا كذلك بعد حرب 2006 كيف جاءت الحرب العالمية ضد سورية فهي لم ترتكز فقط على مفاعيل نصر تموز بل على الثقة الأمريكية و"الإسرائيلية" بأن الحرب ضد سوريا منذ السبعينات وحتى أثناء حرب تموز لم تفلح بلجم دمشق عن القيام بدورها الإقليمي المزلزل … هنا ندرك الدور القاري لدمشق في تجميع وتفكيك المحاور إنها في الجغرافية أرض تجاوزت مساحتها الواقعية السياسية ففي المواجهة تواجه أقطاب وتنتصر .. إنها دمشق المجردة من التاثر والجامحة في التأثير ولهذا يريدون تحويل أبواب دمشق من بوابات لشروق الحق إلى سراديب تؤدي إلى طاعة الوالي الدونمي في أنقرة وإلى مساحة إحتراب دامي يؤمن لإسرائيل الأمان لعقود …الهمج المتدينون يصدقون بأن الحرب تأتمر لمفتي القاذفات الناتوية القرضاوي ولايعلمون بأن الرداء الإسلاموي قد يحجب شيطان ولكنه لن يخفي حرب عالمية …

ماذا لو إستهدفت أية عاصمة أخرى في العالم هل كانت دمشق لتسقط!!! ..بكل تأكيد لا لأن من جذب القوى الحليفة هي مخافة الهزيمة البعيدة فمن لن يأتي إلى دمشق سوف تأتي إليه أمريكا وتخبره بأنها غير مستعدة للإستماع لقوة منغلقة خلف حدود المتغيرات العظمى…دمشق هي البعد المسافر في أفق الأبدية الذي يعبر الحدود ليس فقط لأن موقعها قاهر للاعداء بل إن من يتربع على عرشها أثبت بأنه السوري العظيم الذي قهر جبابرة العصر وقذف بهم إلى أبعاد السياسة المهملة …دمشق تعني أمنيا ذاك المشهد المتجلي في الجانب الآخر من العالم عند ضابط سي آي إي رفيع المستوى يصفع وجهه من خسارة رهاناته ضد سورية … دمشق تعني الدرع الناري الذي يغطي موسكو في مواجهة الأمريكي ودرعه الصاروخية … في القصر الروسي البارد عندما يتحدث قائد روسي لغة نارية إفتقدها وطنه بعد هزيمته في أفغانستان إعرف بأن دمشق.. هناك .. ..تمعن جيدا ..فمن حقك مشاهدة الواقعية وهذا أضعف ما تقدمه لسورية ..سترى دمشق هناك عندما تساند الحليف الإيراني الثائرالمظلوم والمحاصر والمحارب عالميا لقد ناصرته دمشق في مشهد كربلائي كوني وترجمت هيهات منا الذلة منذ عهد الأبدي حافظ الاسد وحتى حضور الفلك المقاوم الدكتور بشار الأسد وقد ربط بين الزمنيين كربلائية سني مقاوم يدعى يحيى الشغري القديس يحيى الشغري.

المصدر: العربي اليوم