تظاهرات غزة رسالة للعالم برفض "صفقة القرن"

بالعربي: قال المحلل السياسي نضال السبع، إن استهداف "إسرائيل" لقطاع غزة كان معدا مسبقا، بدليل نشر "إسرائيل" بطاريات القبة الحديدية قبل أسبوع، لتغيير المعادلة التي فرضتها حماس قبل ٤ أشهر، ووقف الطائرات الحارقة ومسيرات العودة قرب حدود القطاع، فيما تحاول المقاومة فرض معادلة القصف بالقصف.

وأضاف السبع، أن "إسرائيل" تعاني أزمة حقيقية بسبب قطاع غزة، فلا هي قادرة على إعادة احتلال القطاع وإنهاء "المقاومة الفلسطينية" فيه، ولا هي قادرة على تحمل استمرار مسيرات العودة والطائرات الورقية.

وأشار المحلل السياسي الفلسطيني الأصل، ونجل سعيد السبع أحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية، إلى أن إعلان "إسرائيل" نيتها إجراء مناورات تحاكي احتلال قطاع غزة، الهدف منه هو إرهاب حركة حماس، ودفعها إلى القبول بالشروط "الإسرائيلية".

ولفت السبع إلى أن "رد الفعل العنيف من جانب "إسرائيل" تجاه قطاع غزة، مرده إلى 3 أمور، الأول هو حالة الممانعة التي أصبحت تشكلها غزة ضد صفقة القرن، حيث أن مسيرات العودة أعطت رسالة للعالم بأن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يقبل بهذه الصفقة، وهذا ما أحرج "إسرائيل" وسلطة الرئيس محمود عباس التي منعت أي حراك في الضفة الغربية، بعكس قطاع غزة، حيث خرج الأهالي بالآلاف رفضا للصفقة القرن".

وتابع "الأمر الثاني أن الطائرات الورقية أصبحت تشكل مصدر إزعاج وقلق للمستوطنين في محيط قطاع غزة، والأمر الثالث هو الفشل الكبير الذي منيت به إدارة بنيامين نتانياهو في الجنوب السوري، خاصة بعد انهيار الفصائل السورية المدعومة منهاـ وعودة الجيش العربي السوري إلى معبر نصيب والجنوبـ وتنامي قدرات إيران العسكرية في سوريا".

وأوضح السبع، أن "ظاهرة الطائرات الورقية التي ابتدعها أبناء القطاع، سوف يتم تدريسها في الكليات الحربية والعسكرية، حيث أن "إسرائيل" النووية والأقوى عسكريا في الشرق الأوسط، وجدت نفسها عاجزة أمام هذه الظاهرة الشعبية البسيطة، وتفاوض الآن حركة حماس على وقف الطائرات الورقية، التي لا يزيد ثمنها عن بضعة دولارات، مقابل وقف غارات طائراتها الحربية المتطورة التي تقدر بالملايين".

وأكد المحلل السياسي نضال السبع، أن "المخابرات المصرية تبذل جهودا كبيرا لوقف التصعيد في قطاع غزة، حيث إن "إسرائيل" تشترط لوقف غاراتها على القطاع توقف حماس عن إطلاق البالونات والطائرات الورقية الحارقة".

وشدد على أن "هذه الصفقة والمعادلة في حال تم الموافقة عليها من جانب حماس، ستثير معارضة داخل مجلس وزراء الاحتلال المصغر (الكابينت)، خاصة من الوزير نفتالي بينيت، الذي عرض مؤخرا أمام نتنياهو خطة شاملة لقطاع غزة، وهو مقتنع بأن وقف إطلاق النار سيسمح لحماس بالاستمرار في تعزيز قوتها، وهو ما يعني جولة أخرى من القتال في الأشهر المقبلة".

وأردف، "إسرائيل" مجبرة الآن أو غدا على الإقرار بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، فهي لا تستطيع فرض الحصار على قطاع غزة، ومنع الهواء عن السكان وقطع الرواتب وتجويعهم، وبنفس الوقت تنعم بالهدوء، فالضغط يولد الانفجار، والفلسطينيين اكتشفوا متأخرين أنهم تعرضوا لخدعة كبيرة عبر اتفاق أوسلو، الذي لا يعطيهم أي حقوق سياسية، بل التزامات أمنية تحفظ الأمن "الاسرائيلي"، ما يعني استمرار الاحتلال"، مؤكدا أن "الأمور لن تستمر بهذا الشكل، والانفجار قادم لا محالة".