ناطور أميركا: حان وقتك يا أوروبا

بالعربي: لم يكن ينتظر قادة الغرب أن يأكلوا العنب في قمة حلف شمال الأطلسي في العاصمة البلجيكية، وبالعكس، جاء الناطور ليقاتلهم ويبدأ عمليات شفط أموالهم وإلا فسيقتل الراعي الأوروبي ويفنى الغنم الغربي عموماً، فترامب يريد الخوة هذه المرة من ظهر أوروبا التي تجاوزت مرحلة الهمس في الآذان عن ضرورة تشكيل تحالف جديد على هامش الجشع الأميركي، وأصبح الكلام، كيف يمكن وضع حد لهذا المرابي الذي يعيش في واشنطن.

جون كيري استيقظ من على سرير تقاعده ليوبخ رئيس الولايات المتحدة الأميركية لأنه يسيء إلى سمعة البلاد، وكأن سمعة واشنطن ناصعة وجاء من يلطخها، لكن ثمة مشكلة بنظر وزير الخارجية المتشدد السابق الذي يفزع كثيراً لمجرد التفكير بهذه الطريقة التي يتحول فيه أصدقاء أميركا إلى خصوم، ويعقد من خلالها رئيس بلاده شراكات غير مفهومة بعيداً عن التحالفات التقليدية، والأهم من ذلك، أن من مر على عتبة البيت الأبيض وثبت حصصه في سوق السياسة يشعر بالغبن وأنه لن يكون شريكاً محاصصاً فيما بعد، فيما لو بقيت الأمور على ما هي عليه.

المشكلة في أميركا هي أن لا أحد هناك يفكر فيما ستؤول إليه الأحوال في تلك البلاد، التي بدأ الغرب من جهة أخرى بكيفية التعامل معها على أنها جهة تريد أكل الأخضر واليابس، وترك الفتات كرشوة غير مرضية للأوروبيين، وبالطبع، فستكون فيما بين أيديهم ردة فعل تبدأ منها الحرب الباردة بين أوروبا وأميركا، وقد لا تنتهي بشكل سعيد لخاطر واشنطن، ولذلك، فإن الساسة السابقون والإدارات الأميركية الغابرة التي ثبتت حصصها الاقتصادية ستكون مهددة لاسيما في أصولها المالية، لتواجه عملية "تعتير" اقتصادية وسياسية ومشكلة في النفوذ.

ترمب قال في وجه قادة "الناتو" أن عليهم أن ينظروا إلى الفاتورة الأميركية لتجهيز المبالغ للدفع، ومن سمع ذلك كان يتوقع ويعد نفسه قبل وقت للسماع والبدء بتحرك حقيقي في مواجهة المصيبة القادمة، وهذا بحد ذاته سيوقع أزمة في أميركا داخليا التي ستبدأ عملية الصراع لأن الغرب لن يدفع لدونالد ترامب ببساطة ودون جدال، بل سيكون هناك عواقب وخيمة ستبدل التحالفات حتماً، وإلى ذلك الوقت، سيكون الفخار الأميركي الأوروبي قد كسّر جزءاً معتبراً مما لديه فيما بينه، وعلى من يراهن على ذلك الفخار ألا يطيل ويستغرق في الرهان، لأن العالم يتبدل بشكل جوهري.