إحماء أمريكي-إيراني لمواجهة نفطية: هل هي الحرب؟

بالعربي: مع مرور الأيام، تشتعل المواجهة الاقتصادية والسياسية بين إيران والولايات المتحدة، بعدما انتقلت جبهة التوتر العالمي من محور التصادم “كوريا الشمالية – الولايات المتحدة”، إلى “الولايات المتحدة – إيران”.

وبدأ ترامب بكشف ملامح العقوبات التي من المقرر أن تدخل حيّز التنفيذ في الفترة القريبة القادمة ضد إيران، أبرزها منع صادرات النفط الإيراني، وتدمير العملة الإيرانية.

وفي المقابل، لا تبدي طهران أية بوادر لتخفيض التوتر، وتلوح بردود عدة على واشنطن، لعل آخرها تهديد الرئيس حسن روحاني بإغلاق مضيق هرمز أمام حركة تصدير النفط الخليجي للعالم.

 

هل يفجر إغلاق المضيق حربًا عسكرية؟

يقول مراقبون إن إغلاق مضيق هرمز من قبل طهران قد يشعل فتيل حرب عسكرية تسعى إليها الولايات المتحدة.

ويرى خبراء أن خطوات ترامب لقطع صادرات النفط الإيراني لأوروبا وآسيا هي التي ستدفع طهران لرد كبير، قد يكون عبر إغلاق المضيق.

وتحت عنوان “هل تتهور إيران وتغامر بإغلاق مضيق هرمز كما هددت؟”، يكتب عبدالله الهدلق في صحيفة الوطن الكويتية أن على الرئيس ترامب “أن يستعد للأوضاع المقبلة، وعليه أيضًا -كرجل أعمال قبل أن يكون رئيسًا للولايات المتحدة- أن يدرك حجم خسائر الاقتصاد العالمي، خصوصًا الأوروبي والأمريكي، جراء تلك المواجهات مع إيران”.

لكن إيران قد تقدم على إغلاق المضيق بخطوة ذكية، تجنبها مواجهة عسكرية. يقول الهدلق إنه “يكفي لإغلاق المضيق أن يتم إغراق باخرة نفطية إيرانية في قلب المضيق لتجميد صادرات ثلث نفط العالم لشهور أو سنوات”.

 

ماذا ردت واشنطن؟

وفي أولى الردود، قال متحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، إن البحرية الأمريكية مستعدة لضمان حرية الملاحة وتدفق حركة التجارة، وذلك بعدما هددت إيران بمنع مرور شحنات النفط عبر مضيق هرمز.

وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية الكابتن بيل أوربن في رسالة بالبريد الإلكتروني: “الولايات المتحدة وشركاؤها يوفرون ويعززون الأمن والاستقرار في المنطقة، نحن مستعدون معًا لضمان حرية الملاحة وحركة التجارة حيثما يسمح القانون الدولي”.

وقال قائد عسكري أمريكي كبير في عام 2012 إن “الحرس الثوري لديه القدرة على إغلاق مضيق هرمز لفترة من الزمن، لكن الولايات المتحدة في هذه الحالة ستتخذ إجراءات لإعادة فتحه”.

قائمة أهداف للحرس الثوري

وعلى طريق التصعيد، قال فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني إنه يدرس نشر قائمة بأهداف جيشه في المنطقة مع اقتراب فرض العقوبات الأميركية.

وتعهد قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني للرئيس حسن روحاني، بتعطيل صادرات النفط من المنطقة، إذا نجحت الولايات المتحدة في قطع صادرات النفط الإيرانية.

وقال سليماني مخاطبًا روحاني: “ما نقلته وسائل الإعلام من تصريحاتك بأنه في حال منع إيران من تصدير النفط، فليس هناك ضمان لتصدير النفط من المنطقة برمتها”.

وتأتي التصريحات الإيرانية، بعد أن طلب ترامب من الدول التي تستورد النفط الإيراني بالتوقف عن الاستيراد، والتحول لمصادر أخرى. وكان مدير التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الأميركية براين هوك، الذي يدير التفاوض مع حلفاء الولايات المتحدة حول إستراتيجية جديدة حيال إيران، صرح أن واشنطن واثقة من وجود ما يكفي من الاحتياطات النفطية في العالم للاستغناء عن الخام الإيراني.

وطالبت وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء الماضي من جميع الدول، بينها الصين والهند، المستوردتان الكبيرتان للنفط الإيراني، بوقف استيراده بحلول الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، تحت طائلة التعرض للعقوبات الأميركية التي قررت واشنطن إعادة فرضها، بعد خروجها في أيار/مايو الماضي من الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني الموقع عام 2015.

 

إيران قد تقف عاجزة

بعيدًا عن احتماليات الرد الإيراني، ثمة آراء بأن طهران فقط تصرح، لكنها لن تقدم على أفعال. في الجريدة الكويتية، كتب عبد المحسن جمعة أن القادة الإيرانيين “لن يستفيدوا شيئًا من اقتناء قنبلة نووية في ظل تخلف اقتصادي وتكنولوجي واجتماعي وسياسي”، مؤكدًا أنه في حال نشوب صراع إقليمي فإن “قوة إيران العسكرية اختبرت مؤخرًا أمام "إسرائيل"، إذ قامت الأخيرة بتدمير قواعدكم [الإيرانيين] في سوريا، وكان ردكم مخجلًا ببضعة صواريخ أو ألعاب نارية، لم تصب حتى قطة ضالة في أحراش مرتفعات الجولان”.

“النفط لن يتوقف، ودول الجوار تعرف كيف تحمي نفسها، وتملك الإمكانات كافة لحماية شحنات نفطها، والعالم كله لن يسمح لإيران باللعب في حدود الجيران، وبدلًا من أن يكون تصديرهم للنفط صفرًا كما قال ترامب، ستكون بلادهم صفرًا إن تهوروا”، يقول محمد يوسف في صحيفة البيان الإماراتية.

في حين ذهب الكاتب فريد أحمد حسن في الوطن البحرينية إلى وصف ما يجري بعبارة “بشارة سقوط نظام الملالي”.