التحالف الدولي مع تقسيم سوريا

بالعربي: تحت العنوان أعلاه، كتب أرتيوم ليونوف، في "كوريير" للصناعات العسكرية، حول تحكم وواشنطن وأنقرة بالأكراد والإسلامويين وعملهما على تقسيم سوريا.

وجاء في المقال: من الواضح أن "تحالف مكافحة الإرهاب" الذي تقوده الولايات المتحدة، ينوي مع تركيا تقطيع أوصال سوريا....فهم لا يزالون يمنعون نقل المناطق المحررة من الجماعات الإسلامية إلى سيطرة سلطات البلاد الشرعية.

عملية أستانا، قد تتوقف لفترة طويلة... ينوي "التحالف"، جنبا إلى جنب مع أنقرة، تنصيب قيادات تابعة له بمشاركة معارضي بشار الأسد في مناطق خفض التصعيد وفي معظم المناطق التي تم تطهيرها من المتطرفين. بالإضافة إلى ذلك، تتلاعب واشنطن وأنقرة بشكل متزايد "بالعامل الكردي"، وتخططان في نهاية المطاف لإخراج المناطق التي يسكنها الأكراد في شمال سوريا من الولاية القضائية لدمشق. في الوقت نفسه، وكما أوضح مدير مركز دراسات تركيا المعاصرة التابع لمعهد الدراسات الشرقية آمور غاجييف، تحاول أنقرة تشكيل إدارة هناك تقاوم كلاً من "نظام الأسد" وسلطات شمال العراق الكردية.

وليس من المستغرب، كما قال خبير مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، بوريس دولغوف، أن نتائج الاجتماع في سويسرا أقل من متواضعة. فالمفاوضات بين السوريين، إذا ما عقدت، فهي تجري بوتيرة بطيئة. في هذه الأثناء، تحاول الولايات المتحدة إخراج "جبهة النصرة" من قائمة المنظمات الإرهابية، وهو أمر يهدد بالوقف الكامل للتسوية.

كما أن موقف المبعوث الأممي الخاص ستيفان دي ميستورا جدير بالتوقف. فكما سبق أن قال نائب مدير معهد التنبؤ والتسوية السياسية، ألكسندر كوزنيتسوف، في فبراير الماضي، فإن الكلمة الأخيرة في تشكيل اللجنة الدستورية السورية ستكون له (لـ دي مستورا)، الأمر الذي وقف ضده بحزم وزير الخارجية السوري، وليد المعلم. بالإضافة إلى ذلك، يحاول دي ميستورا، إن لم يكن تصفية مسار أستانا، فعلى الأقل تهميشها.

وأوضح كوزنيتسوف أن عدداً من اللاعبين الخارجيين يحاولون تحويل مناطق خفض التصعيد إلى جيوب أو قطاعات دائمة لتوطين المعارضة المسلحة هناك، بدلاً من دمجها خطوة بخطوة في الحياة السياسية والاقتصادية لسوريا. وهكذا تكون قد "استُنفذت صيغة مناطق خفض التصعيد".

وباختصار، فإن محاولات تقطيع أوصال سوريا لا تتوقف إنما تتعاظم.