الأردن والمحور الخليجي - "الإسرائيلي"!

بالعربي- كتبت- ثريا عاصي: 

قفز  في الآونة الأخيرة موضوع الأردن إلى  الصدارة حيث تناولته وسائل الإعلام وأقلام المحللين . فما تناهى إلى علم المتابع يمكن إيجازه كما يلي :

ـ  تحاول الدولة السورية إعادة سيطرتها على  محافظاتها الجنوبية المحاذية للأردن في ظل أجواء  تخيم على بلاد الشام وبلاد ما بين النهرين عموماً تتسم بالعنت والملل من الحروب وما تتسبب به من سفك للدماء ومن تجهيل وتهديم وتخريب وتشريد ! من المعروف أن الدولة الأردنية لعبت دوراً سلبياً كبير في تردي الأوضاع في هذه المحافظات.

ـ بموازة ذلك ظهرت في الأردن "أزمة إقتصادية" وراءها كما رشح إنقطاع أو إنخفاض،  الدعم المالي الذي كان يتلقاه الأردن من السعوديين والإماراتيين . إذ من المعلوم في هذا الصدد أن الحكومة الأردنية إتبعت في السنوات الأخيرة نهجاً ليبرالياً تمثل بخصخصة مرافق إقتصادية رئيسية في البلاد . نجم عنه فرض ضرائب مباشرة وغير مباشرة على أناس يعانون من تفشي البطالة بينهم بنسبة عالية، ومن قلة الموارد التي زاد من و قعها الفساد وتهريب رؤوس الأموال إلى خارج البلاد .

ـ  أدت هذه العوامل وغيرها كما هو معروف إلى خروج تظاهرات جماهيرية إحتجاجية على سياسة الحكومة الأردنية الإقتصادية . طبعاً كانت هذه التظاهرات ذات طابع سلمي، بالضد مما جرى في سنة 2011، في سورية وتحديداً في درعا المحاذية للحدود السورية ـ الأردنية !

ـ  استدعى ذلك إجراءات على الصعيد الأردني أولاً، حيث استقالت الوزارة وتم تشكيل حكومة جديدة يرأسها السيد عمر الرزاز الذي كان وزيراً في الحكومة السابقة، وكان قد عمل قبل ذلك في القطاع المصرفي وفي إدارة البنك الدولي تحديداً .

سارعت هذه الحكومة إلى إلغاء القانون الذي فرضت بموجبه الضرائب . في هذه الأثناء، عقدت إجتماعات على مستوى حكام الخليج الذين قرروا  إمداد الأردن بمساعدة مالية عاجلة . 

ـ يبدو أن الإحتجاجات تراجعت في الشارع الأردني كمحصلة لهذه الإجراءات ولكن اللافت للنظر أن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد أو قل لها وجه آخر يتعدى في أغلب الظن حدود الأردن . يتكشف ذلك من خلال إعادة  المساعدة السعودية _ الخليجية  بعد حجبها مؤقتاً، بالإضافة إلى وصول موفدين أميركيين إلى السعودية وإلى "إسرائيل" وإلى الأردن إنتهاء بزيارة رئيس وزراء "إسرائيل" إلى عمان .

يحق لنا في إعتقادي حيال هذا الوضع أن  نحاول فهم أسباب الغليان الذي شاهدناه على الساحة الأردنية وما سينتج عنه في نهاية المطاف، وما هو الدور الذي يُرسم بواسطة محور خليجي ـ اردني رسمي ـ "إسرائيلي" وبإشراف أميركي مباشر .  هل أن هذا الدور سوف يكون محصوراً في الضفة الغربية الفلسطينيّة، او في ما بقي منها وفي الأردن  والسعودية أم أنه لا يعدو أن يكون مناورة الغاية منها إقحام الإردن الرسمي في مسألة المحافظات السورية الجنوبية ؟!.