هل يمكن أن تعيد الدول الإسلامية النظر في علاقتها مع واشنطن؟

بالعربي: في كلمة له أمام القمة الطارئة لدول منظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في اسطنبول دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني الدول الإسلامية إلى إعادة النظر في علاقاتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة ردا على قيامها بنقل سفارتها لدى "إسرائيل" إلى القدس بينما يرى مراقبون ان ذلك لن يحدث على ارض الواقع نظرا للتبادل التجاري الكبير بين الدول الاسلامية والولايات المتحدة الامريكية.. لان هناك اموالا بحجم كبير تضخها الدول الاسلامية في الاقتصاد الامريكي مع  حقوق تنقيب عن النفط لشركات  أمريكية ومن خلال  تأسيس لجان اقتصادية  مشتركة بين الولايات المتحدة والدول الاسلامية.حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين أمريكا والسعودية وحدها على سبيل المثال في عام 2016  — 139 مليار ريال سعودي أو ما يعادل 37 مليار دولار.

حول هذا الموضوع قال محمد صالح صدقيان مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية إن نقل السفارة الامريكية إلى القدس يمس العقائد الإسلامية ولذلك لايمكن للدول الإسلامية الموافقة على ما يحدث  لأنه يعتبر امتدادا لوعد بلفور لذلك يجب أن يكون الرد الإسلامي على مستوى التحديات التي تواجه قضية فلسطين.

موضحا ان الإتفاقيات التي وقعت بين "إسرائيل" وبعض الدول العربية وجدت  معارضة لها ما أحدث إنقسامات بين الدول العربية والإسلامية وضعف فلسطيني داخلي  في مواجهة الإحتلال..مؤكدا أن دعوة روحاني ليست دعوة لقطع العلاقة مع واشنطن إنما رد فعل يجب أن تأخذه  الدول ضد ما يحدث للمقدسات الإسلامية وعندما ترى الولايات المتحدة الإصرار على ذلك تاخذ هذه المواقف القوية  بعين  الاعتبار.. مشيرا إلى أن  عدم التحرك من قبل الدول الإسلامية يعتبر منتهى الضعف والوهن.

ومن جانبه أوضح أيمن سمير المتخصص في العلاقات الدولية أن دعوة روحاني منطقية ولكن في الواقع صعب تحقيقها وذلك نتيجة لعلاقات متشعبة اقتصاديا وتجاريا بين أمريكا والدول الخليجية والإسلامية كإندونيسا مثلا لذلك الإنسلاخ بشكل كامل بينهم هو واقع صعب للغاية منوها إلى أنه نظرا لأن التجارة تمثل دورا كبيرا يمكن للدول الإسلامية التوجة في علاقاتها التجارية  نحو الدول الاخري كالصين وروسيا لإحداث نوع من التوازن الاقتصادي..

وقال سمير إنه  لا يجب على الدول الإسلامية التعويل كثيرا في علاقاتها على الولايات المتحدة الأمريكية التي لايهمها إلا  مصالحها فقط..معتبرا أن واشنطن هي الخاسرة لو تم قطع العلاقات الإقتصادية مع الدول الإسلامية لأن  حوالى 62% من رؤوس الأموال الإسلامية موجودة في أوروبا ولكن لأن  الولايات المتحدة تضع مصالحها أولا فهي تضغط على الدول حتى لوكانت حليفتها  وهذا ماحدث في قانون جاستا بمحاولة تجميد الأموال السعودية لصالح ضحايا أحداث  الحادي عشر من سبتمبر..ودعا سمير  الدول الإسلامية  إلى عدم وضع كل اقتصادها في سلة أمريكا انما الاتجاة إلى الشراكة مع دول ومنظمات أخرى.