لماذا حرمت "إسرائيل" الأسرى من البطيخ 18 عاماً؟

بالعربي: مؤخراً ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بنبأ عودة فاكهة الصيف "البطيخ" إلى غرف الأسرى بعد منع طال 18 عاماً، لكل 6 أسرى بطيخة كاملة، فقد احتفل الأسرى خلال شهر رمضان المبارك بأول بطيخة على موائدهم بعد كل هذا الوقت من الحرمان، ويبقى السؤال .. لماذا منعت "إسرائيل" البطيخ عنهم كل هذه المدة؟ وما أسباب رفع الحظر عنها الآن؟

ما أسباب الحرمان 18 عاما؟

وعن أسباب منع فاكهة البطيخ كل هذه المدة عن الأسرى، وعودته في هذا التوقيت، قال الأسير المحرر إبراهيم سمحان، والذي قضى 14 عاماً في سجون الاحتلال: "كان الاحتلال يعتبر أن البطيخ يشكل تهديداً أمنياً، لإمكانية تهريب أشياء بداخله، كأجهزة خلوية أو غيرها من الأمور التي يمنعها الاحتلال عن الأسرى".

وأوضح سمحان أن وتيرة المنع لم تقتصر فقط على البطيخ، بل على كثير من الأمور الأخرى وزادت مع الانتفاضة الثانية، والسبب أنه الاحتلال اعتبر أن العقل الفلسطيني خلال فترة الانتفاضة الثانية تطور أكثر مما سبق، خاصة مع العمليات في الانتفاضة الثانية والقدرة على الإبداع فيها".

وتابع:" اعتبر الاحتلال أن هذا التقدم لدى الفلسطينيين قد ينتقل للسجون، وحينها سيصبح هناك خطر أمني يهددهم".

وأكمل:" من هنا جاء منع البطيخ، وليس البطيخ وحده، بل هناك نوع معين من الشامبوهات مثلا وأنواع من العطور بسبب التركيبة الكيميائية التي تتواجد بها".

وقال:" ادعى الاحتلال أنه ضبط أكثر من مرة محاولات لتهريب أشياء داخل البطيخ، فمنعوه بعد ذلك".

لماذا رفع الحظر عن البطيخ؟

وعن أسباب إدخال البطيخ لغرف الأسرى بعد كل هذا المنع، قال الأسير المحرر سمحان:" أصبح هناك تطور لدى الاحتلال، من ناحية توفر أجهزة حديثة لكشف المعادن، قادرة على فحص ما بداخل البطيخة".

وفي سياق آخر، أشار سمحان إلى مصدر البطيخ، "قديماً لحد عام 2000 كان مصدر البطيخ يأتي للسجون من قطاع غزة، ومن تجار فلسطينيين، أما الآن فالاحتلال أصبح يتحكم بمصدر البطيخ ويعلم من أين يأتي، فلم تعد هناك مشكلة كالسابق".

وقال سمحان:" الإضراب الذي خاضه الأسرى العام الماضي، طالبوا خلاله بالسماح للبطيخ بالعودة للسجون".

 

كل شيء بالسجن جاء بنضال

وعما يعانيه الأسرى في سجون الاحتلال قال سمحان:" كل شيء في السجن سواء الكرسي الملعقة الكاسة المروحة وغيرها، جاء بنضال وصراع مرير مع إدارة سجون الاحتلال".

وأكمل:" في عام 2000، كان مسموح الليمون والنعنع والبقدونس والزيت، لكن مع تطور الفلسطينيين وشعورهم بالخطر الحقيقي منعوا كل هذه الامور، بما في ذلك الأحذية أيضاَ، فمنعونا من شراء الأحذية المريحة، واقتصر المسموح ما يتواجد في كنتين السجن فقط".

 

حرمان ..

ومن جهة أخرى أوضح سمحان أن جزء كبير مما يقوم به الاحتلال هو نوع من الحرمان والعقوبة للأسرى في السجون، قال:" وأنا في السجن كنت في عوفر، وطالبت خلال موسم الجوافة، بإدخال الجوافة للأسرى، وكان يتم رفض الطلب باستمرار، لنكتشف فيما بعد أن سبب الرفض هو أن مسؤول في أحد الأقسام لا يحب ريحة الجوافة".

مدير دائرة الإعلام في هيئة شؤون الاسرى، ثائر شريتح قال:" إن سبب قيام الاحتلال بمنع الأسرى من فاكهة البطيخ طيلة 18 عاما يعود لأسباب انتقامية وعقابية، تمارسها سلطات الاحتلال بحق الأسرى".

وأوضح أن "المنع لا يقتصر فقط على البطيخ بل إن كثيراً من الخضار والفواكه وأغراض أخرى ممنوعة أيضا، والسبب هو عقابي وانتقامي من الأسرى وللضغط على الأسرى للتصعيد".